مرايا -بالتزامن مع إعلان سورية الانتهاء من أعمال الصيانة الخاصة بالجانب السوري من معبر جابر (نصيب)، رجّحت مصادر مطلعة الإعلان عن إعادة فتح المعبر بشكل رسمي في النصف الأول من الشهر المقبل.

وتنتظر العديد من القطاعات إعادة فتح المعبر وعودة النشاط الاقتصادي إلى ما كان عليه قبل بدء الأزمة السورية، خصوصا وأن المعبر من الجانب الأردني جاهز للعمل منذ بداية الشهر الحالي.

وكان مصدر مطلع قال في تصريحات صحفية سابقة إن لجنة فنية من عدة وزارات قامت بجولة على معبر جابر الحدودي للتأكد من جاهزيته للعمل، في حال تم اتخاذ قرار بتشغيله بعد أن سيطر الجيش السوري النظامي على معبر نصيب الحدودي مع الأردن، لافتا إلى أن هناك اتفاقا على فتح المعبر، وأن الأردن بانتظار مبادرة من الجانب السوري لفتح المعبر.

وقال رئيس الوزراء السوري عماد خميس في تصريحات صحفية أمس، إن المعبر جاهز منذ الخميس الماضي بعد أنهت الوزارات المعنية الإجراءات المطلوبة منها بشأن إعادة تأهيله، وهناك مطلب من الجانب الأردني للإعلان عن هذا الموضوع، مشيرا الى إنه سيتم استثمار المعبر بما يحقق المصلحة الوطنية.

وأضاف أن الحكومة السورية خطت خطوات في موضوع الترانزيت، والذي سيأتي بالفائدة على العوائد الاقتصادية، موضحا أن تعديل الرسوم تم بما يحقق مصلحة الدولة السورية، حيث تم رفعها من 10 إلى 62 دولارا لحمولة شاحنة بحدود 4 أطنان.

من جانبه قال نقيب أصحاب شركات ومكاتب التخليص ونقل البضائع ضيف الله أبو عاقولة لـ”الغد” إن الأجهزة المختصة عقدت عدة اجتماعات للتوصل إلى تفاهم على الآلية التي سيتم من خلالها فتح الحدود، بالاضافة الى عملية تبادل البضائع والرسوم وغيرها.

وأكد أبو عاقولة إن المعبر الحدودي جاهز لاستقبال البضائع والركاب فور اتخاذ قرار رسمي باعادة فتح الحدود، والذي سيعمل على بث النشاط في المنطقة من جديد، خصوصا بعد تأهيل مكاتب شركات التخليص، والتي أصبحت جاهزة منذ مطلع الشهر الحالي.

واكد أبو عاقولة أن شركات التخليص الأردنية جاهزة لبدء العمل فور اتخاذ قرار رسمي باعادة فتح الحدود، قائلا إن المركز الحدودي يضم أكثر من 80 مكتبا وموزعا على 172 شركة، والتي تعمل على تشغيل أكثر من 600 موظف أردني في مجال التخليص.

ويقول نقيب اصحاب قطاع الشاحنات محمد خير الداوود أن “هناك 5 آلاف شاحنة أردنية جاهزة لنقل البضائع بين الأردن وسورية، لافتا إلى أن “استئناف العلاقات التجارية بين البلدين من شأنها السماح بعودة مبادلة البضائع على الحدود الأردنية السورية”.

وأوضح الداوود أن خسائر قطاع الشاحنات خلال الأعوام الماضية، بسبب الأزمتين السورية والعراقية تجاوزت الـ725 مليون دينار، بسبب الأزمتين العراقية والسورية”.

يذكر أن قطاع الشاحنات الأردنية يضم 21 ألف شاحنة تعيل بشكل مباشر حوالي 100 ألف مواطن، بحسب الداوود الذي أكد أن “العشرات من الشاحنات تم الحجز عليها من قبل شركات التمويل والبنوك، بسبب تعثر أصحابها عن السداد”.

وكان رئيس غرفة صناعة الزرقاء المهندس فارس حمود قال في تصريح صحفي لـ “الغد” ان الصناعة الوطنية على استعداد للمشاركة في عمليات الإعمار في سورية”، موضحا “أن محافظة الزرقاء تعد حاضنة للصناعة الوطنية بسبب وجود أكثر من 5 آلاف منشأة وحرفة، فيما يبلغ عدد المصانع الضخمة نحو 450 مصنعا، فضلا عن أنها تُعد أم الصناعات الوطنية بسبب تركز ما يقارب من الـ52 % من الصناعة الوطنية فيها”.

يشار إلى أن إغلاق معبر جابر الحدودي تسبب في فقدان العديد من الأسواق بوجه التجارة والصناعة الأردنية، كأسواق تركيا ولبنان وأوروبا الشرقية وروسيا، فيما بات يعتمد العديد من الصناعيين على التصدير من خلال ميناء العقبة، وتوقف آخرون عن التصدير بسبب ارتفاع التكاليف.