تعزيزاً للتبادل الثقافي مع اليابان
د. كاورو: اليابان نجحت في عملية الانتقال من عصر اللامركزية والإقطاع إلى الدولة الحديثة الموحدة
د. كاورو: يمكن الاستفادة من تجربة التحديث اليابانية في مواجهة المتغيرات والتحديات للمجتمع الأردني
د. أبوحمور: اليابان نموذج لدولة الديمقراطية والتحديث وهناك تحديات في تراجع معدلات النمو السكاني والاقتصادي
د. أبوحمور: الأردن مارس الديمقراطية مبكراً وأحداث المنطقة لها تأثير على تجربته واقتصاده
مرايا – في إطار تعزيز التبادل الثقافي والفكري بين منتدى الفكر العربي والجهات المماثلة على المستوى الدولي، نظم المنتدى مساء الأربعاء 26/9/2018 بالتعاون مع السفارة اليابانية في عمّان وبحضور السفير الياباني في الأردن السيد هيديناو ياناغي، محاضرة لأستاذ التاريخ السياسي والدبلوماسي لليابان في جامعة طوكيو البروفسور إيوكيبا كاورو بعنوان “تحديث اليابان وخلفيته”، تناول فيها عملية تشكيل الديمقراطية اليابانية، والتحديث، وتاريخ عصر التحول الياباني إلى الحداثة الذي يعرف باسم حقبة ميجي (1868-1912) ، والذي تصادف في هذا العام ذكرى مرور 150 سنة على بدايته.
أدار اللقاء الأمين العام للمنتدى د. محمد أبوحمور، الذي أشار في كلمته التقديمية إلى أن التجربة الحضارية اليابانية الحديثة هي دائماً موضع اهتمام في العالم العربي، كما تعد اليابان نموذجاً عالمياً في التحول إلى الدولة الحديثة الموحدة القائمة على الديمقراطية وتحديث المجتمع. كما أشار إلى التحديات التي تواجهها اليابان، وخاصة في مجال القوى العاملة التي ستفقد ثلثها خلال الخمسين عاماً القادمة بسبب تراجع معدل النمو السكاني بشكل كبير، فضلاً عن أن الاقتصاد الياباني يشهد حالياً تراجعاً في معدلات نموه لتصل إلى دون 1% ويصاحب ذلك ارتفاع في المديونية بحيث تجاوزت نسبتها 235% من الناتج المحلي الإجمالي.
وأضاف أن الأردن خاض تجربة ديمقراطية منذ بدايات تأسيسه، لكن وقوعه في منطقة مشتعلة بالأحداث السياسية أثر على هذه التجربة وعلى معدلات النمو الاقتصادي فيه. ومع ذلك حقق الكثير من النجاحات في تجاوز الأزمات التي تعرض لها في تاريخه المعاصر، وهو يعمل على تفعيل المجتمع المدني لاستكمال أطر الديمقراطية الدستورية كما أكد عليها جلالة الملك عبدالله الثاني في الأوراق النقاشية الملكية.
وأوضح أن العلاقات بين الأردن واليابان تتسم بأنها علاقات استراتيجية على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وقد كانت اليابان دوماً من أبرز الداعمين للتنمية في الأردن وللمواقف الأردنية المتعلقة بقضايا المنطقة واستقرارها وتنميتها، وكذلك تميزت المواقف اليابانية بالاعتدال فيما يخص القضايا العربية. ومؤكداً أن منتدى الفكر العربي برئاسة سمو الأمير الحسن بن طلال بادر منذ ما يقرب من 30 عاماً إلى إقامة حوار عربي ياباني بما يخدم قضايا التنمية والسلم والاستقرار في المنطقة والتعاون الثنائي والدولي.
ومن جهته، أكد البروفسور إيوكيبا كاورو أن محاضرته تهدف إلى تعميق فهم المجتمع الليبرالي والديمقراطي الياباني الذي تم تشكيله بعد قرن من تجربة التغيير، من خلال التركيز على عملية تشكل الديمقراطية اليابانية والتحديث بعد مرور 150 عاماً على حقبة ميجي التي تعتبر أصل القيم الأساسية لليابان في الديمقراطية وسيادة القانون؛ ومشيراً إلى أن أكثر من 500 أجنبي ساهموا في بناء المجتمع الياباني الحديث. وشرح في هذا الصدد الوضع السياسي في اليابان في أثناء الحقبة المذكورة التي أنهت فترة إيدو “توكوغاوا شوغونات” (1603-1867)، وأعيد فيها الحكم الامبراطوري العملي تحت حكم الامبراطور ميجي عام 1868.
كما أوضح كاورو أن اليابان نجحت في عملية الانتقال هذه بتحويل نفسها من عصر إيدو اللامركزي والإقطاعي إلى الدولة الحديثة الموحدة.
وتطرق البروفسور الياباني إلى دراسة الكيفية التي يمكن من خلالها الاستفادة من تحديث المجتمع الياباني في بحث انعكاسات التحديث على المجتمع في الأردن، الذي يواجه حاليًا متغيرات وتحديات سريعة، ومنها مثلاً تعزيز الأمن القومي وإجراء إصلاحات اجتماعية اقتصادية.
يذكر أن الإصلاحات في فترة “ميجي” اليابانية شملت إلغاء الطبقية مما أتاح فرص المساواة والتكافؤ للمواطنين في الوظائف والمناصب، وكذلك تحول طبقة النخبة الاجتماعية إلى مهن التعليم والإدارة والصناعة، وضمان الدستور الياباني لحرية التنقل والتفكير والانضمام للجمعيات والحق في أحكام عادلة في القضاء.