مرايا – أصدرت عشيرة العبيدات، بيانا بشأن اتفاقية تأجير أراضي الباقورة والغمر.
وأكدت العشيرة رفضها المطلق لتجديد الاتفاقية.
وتاليا نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صادر عن عشيرة العبيدات
الحمد لله حمد الشاكرين. والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد النبي العربي الأمين.
تشهد المنطقة العربية صراعات وتداعيات خطيرة لا تحمل في طياتها إلا المزيد من الضياع والضعف الذي يسهم بالتخاذل والتقاعس عن الدفاع والانتفاض من أجل قضيتنا الكبرى، القضية الفلسطينية. القضية التي لم يبقَ طرف أو دولة أو طامع في الدنيا إلا وساهم بإضعافها وتحييدها عن بوصلة الأمة العربية والإسلامية. وإذ يتوغل العدو الصهيوني ويمعنُ في بغيه ولا بواكي لفلسطين، في منطقة مستنزفة يسعى المتآمرون عليها لتصبح فلسطين قضية هامشية. تهويد الأراضي المقدسة على قدم وساق تمهيداً لإعلان يهودية الدولة العنصرية، وجهود حثيثة للرئيس الأمريكي ترامب لتكون القدس عاصمة للكيان الصهيوني الغاصب، ووقف الدعم للأنوروا. وضمن هذه المعادلة برز ملف أراضي الباقورة والغمر “الأردنية” المؤجرة للكيان الصهيوني وانتهى موعد تأجيرها هذا العام وفق اتفاقيات مشؤومة رفضتها عشيرة العبيدات في وقتها وتجدد رفضها كل حين.
لهذا كله ولتكون فلسطين -وتبقى- قضية أمة العرب الكبرى؛ تداعت القوى الحية في عشيرة العبيدات وتدارست بوعي وإيمان أبعاد وخطورة تجديد تأجير أراضي الباقورة والغمر للكيان الصهيوني البغيض. الأمر الذي ترفضه عشيرة العبيدات رفضًا قاطعًا، فلا مُلك ولا إيجار لهذا العدو الغاصب على أراضينا الطاهرة التي شبعت من دم الأجداد واختلطت حبات عرقهم بترابها عند البناء وتروّت بدمائهم حينما آن أوآن الفداء؛ لتبقى طاهرة.
يُرفضُ التجديد والإيجار لعدو يزرع أرضنا بدماء أبناء شعبنا الفلسطيني الصابر المثابر، يرفض أي تنسيق وعلى أي مستوى مع عدو يستبيح دمائنا ثم يجلس معنا على طاولات المهانة، ترفض أي اتفاقيات جديدة سواء في الغاز والاقتصاد أو في العبث بالأراضي والتهويد أو الجانب الدبلوماسي الذي يسمى “دبلوماسية” بينما هو تطبيع مع محتل وانقياد وتبعية لعدو وجودي زُرِعَ في بلادنا ليأكل خيرها ويستنزف قواها ويجعل أمة العرب في ذيل الأمم ولتكون عاجزة عن الدفاع عن نفسها. كل تقاطع بيننا وبين هذا الكيان الغاصب “مرفوض” إلا في سياق الند والخصم وقول “لا” في وجهه ووجه من يقبلون استعلائه عليهم وذبحهم والانتقاص منهم ومن تاريخ أمة العرب وبطونها.
واجب قومي عروبي إنساني كبير تتبنّاه عشيرة العبيدات مذ قدمت العون والدعم للثوار الفلسطينيين ومذ قامت أول معركة قادها أول شهيد أردني على ثرى فلسطين الطاهر، كايد مفلح عبيدات. واجب أمسى اليوم أخلاقيًا صرفًا في زمن تمييع القضية الفلسطينية وجرها نحو حوار الصالونات السياسية والغرف المُكيّفة والندوات الفارهة واللقاءات السرية. واجب نرفعهُ على رؤوسنا عاليًا لأننا أصل فيه وقدمنا له في الميدان وفي المواقف الواضحة التي لا تقبل أي فصّال. أراضي الباقورة والغمر أراضي تملكها الضفتان وترعاهما زنود أبنائها ولا مكان لعدو فيها.
واذ تهيب عشيرة العبيدات بكل الأردنيين أن ينزعوا الى موقف مشرف ينسجم مع ماضينا العربي التليد ويقف في وجه أي قرار سياسي يسيء لوجدان الأردنيين (القضية الفلسطينية). وتحذرُ عشيرة العبيدات من خطورة اتخاذ أي قرارات جديدة تعيدُ القضية الفلسطينية إلى مراحل متأخرة تفقدها مكانتها بين الشعوب العربية عامة والشعب الأردني خاصة، الشعب الذي يكابد يوميات الحياة وظروف المعيشة التي تكسر ظهره لكنها لا تشغله عن فلسطين. تحذرُ عشيرة العبيدات القرار السياسي في الأردن من التاريخ الذي لا يكتبه إلّا المنتصرون وينسى أسماء المتخاذلين الذين تركوا فلسطين وحيدة في غمرة تمييع هذه القضية الكبرى وحصرها في الإنشاء اللغوي والجمل الأدبية الرنانة التي يستخدمها المسؤولون صباحًا وينسونها مساءً منذ قرن من الزمان.
وتشدد عشيرة العبيدات -وبقوة- “لا لتجديد تأجير أراضي الباقورة والغمر للكيان الصهيوني”. وعاشت فلسطين حرةً عربية من البحر إلى النهر ولو كره المتخاذلون.
بيان صادر عن الشيخ أحمد تركي كايد عبيدات