مرايا – أكد كاتب إسرائيلي أن خطة السلام الأمريكية، المعروفة بـ”صفقة القرن”، والتي من المتوقع أن تطرح خلال الأشهر القليلة القادمة، ليس فيها ما يبعث على القلق الإسرائيلي.
وقال المحلل والكاتب الإسرائيلي شلومو شمير، في مقال له بصحيفة “معاريف” الأربعاء : الذين ينتظرون نشر خطة السلام للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وينشغلون بالتقديرات والتخمينات، عليهم أن يهدأوا، ولا سيما من يخشون ألا تكون الخطة جيدة لإسرائيل، أو يتساءلون بأي قدر سيشكل مضمونها سببا لإسرائيل لرفضها والدخول في مواجهة مع البيت الأبيض.
وأضاف: حتى لو حقق ترامب ما قاله، أن الخطة ستنشر بعد نحو أربعة أشهر، فليس ثمة ما يبعث على القلق”، معتبرا أنه “ليس مهما مضمون الخطة، وليس مهما أي بنود سيرفضها اليمين الإسرائيلي رفضا باتا، ولا يهم أيضا ماذا سيكون رد الفعل الشرطي للقيادة الفلسطينية”.
وأكد شمير أن “الخطة إذا ما نشرت رسميا بالفعل، ستقع على أرض قفراء، ستذوب وتموت بعد بضعة أيام”.
ورأى أن “خلاصة الأحداث والتصريحات التي نشرت مؤخرا في سياق النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، والسائدة في أوساط الدبلوماسيين الكبار في الأمم المتحدة، هي واحدة؛ أن احتمالات حل سياسي للنزاع لم تكن في أي مرة سبقت، هزيلة أكثر مما هي عليه اليوم”.
وذكر الكاتب الإسرائيلي، أن “سلوك إدارة ترامب في الأسابيع الأخيرة في مجال المساعي لإحياء المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين تضمن جانبا واحدا تم بشكل أكثر تسيبا؛ سلسلة من العقوبات ضد الفلسطينيين”.
وفي استعراض “رؤيا ترامب في مجال السياسة الخارجية”، مثلما وجد تعبيره في خطابه أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، زعمت “نيويورك تايمز” استنادا إلى اقتباسات عن الخبراء، بأن “سياسة العقوبات ضد الفلسطينيين زادت غيظهم فقط؛ وهذه ليست بالذات النتيجة التي تبعث على الأمل”.
كما أكد خطابا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أمام الجمعية العمومية التقدير بأن الأحاديث عن خطة السلام هي “أحاديث عبثية”، وفق شمير الذي نوه أن “نتنياهو أثبت هذا التقدير في المكان الهامشي الذي احتله موضوع السلام في خطابه، وبالذكر المصادف لكلمة الفلسطينيين في خطابه الطويل”.
أما عباس، فقد “أثبت عدمية احتمالات السلام بتركيزه العدواني والاستفزازي على الشروط التي يطرحها لاستئناف المفاوضات، كما لم تكن لديه كلمة حول المصالحة”، مؤكدا أنه “بعد هذين الخطابين، فإن الحديث عن خطة السلام أو التخمين بما ستتضمن، يبدو كفعل ليس مرتبطا بالواقع”.
كما قال نتنياهو في مؤتمر صحفي مشترك له مع المستشارة أنغيلا ميركل: “أنا لا أرى في الطرف الفلسطيني رغبة في السلام”، وفق الكاتب الذي علق على حديث نتنياهو بقوله: “هو محق، ولكن الطبيب الجيد لا يكتفي بتشخيص حالة المريض، بل يقترح دواء لتحسين حالته، غير أن رئيس الوزراء يبدو أنه يفهم عدم جدوى خطة السلام”.
وقال: “هذا ليس مشجعا على الإطلاق، ولكن هذا هو الموجود”.