مرايا – قال المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نكولاي ملادينوف، الذي رسم امام مجلس الامن صورة قاتمة للوضع في فلسطين المحتلة، انه يقدم كل شهر إحاطة للمجلس حول الوضع في الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية وفي “كل شهر نتحدث عن كيفية تقويض استمرار بناء المستوطنات وهدم المباني الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة لأسس آفاق إقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة”.
واعتبر ملادينوف ان الإرهاب والعنف والتحريض تؤدي إلى تآكل الثقة بين الإطراف، داعيا إلى الوحدة والمصالحة ففي “كل شهر نناشد القادة السياسيين، على الجانبين، إيجاد سبيلهم إلى العودة لطاولة المفاوضات وعكس الاتجاهات السلبية على الأرض واستعادة الأمل”.
وقال انه “عبر المفاوضات السلمية فقط لا العنف، يمكن للإسرائيليين والفلسطينيين العيش جنبا إلى جنب، ممسكين بزمام مصيرهم” محذرا من ان الوضع على الارض يوما بعد الآخر، ينزلق إلى اتجاه آخر وينجرف نحو واقع الدولة الواحدة التي يطول فيها أمد الاحتلال والعنف بما لا يخدم السلام. نرى الإجماع الدولي حول كيفية حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، يواجه التحديات”.
وأكد ملادينوف أن السلام الدائم الذي يلبي التطلعات الوطنية والتاريخية والدينية للشعبين، لن يكون ممكنا بدون التوصل إلى حل تفاوضي حول قضايا الوضع النهائي، كما يحددها الإسرائيليين والفلسطينيين أنفسهم، مشددا على أن المسؤولية الجماعية تحتم استعادة هذه الآفاق لتيسير إجراء المفاوضات ومساعدة الطرف الأضعف، وعزل العملية عن المتشددين والمتطرفين، والتوصل إلى النتائج.
وأشار إلى أن الجهود التي تقودها مصر للتغلب على الانقسامات الفلسطينية قد دخلت مرحلة محورية فـ”الوضع في غزة ينهار، ونسبة البطالة تقدر بـ53%” .
وقال إن كل المؤشرات، الإنسانية والاقتصادية والأمنية والسياسية، تواصل التدهور، في ظل احتمالات قائمة بنشوب صراع مدمر آخر يتطلب منع نشوبه أكثر من مجرد الكلمات، مشيرا الى الأيام الأخيرة التي شهدت تصاعد التوترات والمواجهات العنيفة بالقول “لا يوجد وقت للكلمات. الوقت قد حان للعمل. يجب أن نرى أعمالا واضحة للغاية من كل الأطراف لتهدئة الوضع، وإلا فإن العواقب ستكون رهيبة على الجميع”.
كما شدد ملادينوف على ضرورة كسر الدائرة اللانهائية من الاستجابات الطارئة والتدابير الهادفة لسد الفجوات، مضيفا إن الفلسطينيين، سواء في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية أو غزة أو اللاجئين في المنطقة، يستحقون حلولا عادلة ودائمة.
وقال “يستحق (الفلسطينيون) فرصة لاستعادة كرامتهم وبناء مستقبل أفضل لهم ولأسرهم. يستحقون أن يمسكوا بزمام مصيرهم وأن يحكموا من مؤسسات منتخبة ديمقراطيا، وأن تكون لهم دولة تعيش في سلم وأمن مع إسرائيل، بدون جدران الاحتلال أو خوف من الانتقام أو النزوح، بدون خوف من قضاء حياتهم كلها في كفاح ليس له نهاية.”