السفير التركي في الأردن يحاضر في منتدى الفكر العربي
حول التحديات الأمنية التركية والدبلوماسية الإنسانية
السفير قره غوز: ملتزمون بحل سياسي للأزمة السورية والدبلوماسية الإنسانية أساسية في سياسة تركيا
د. أبوحمور: الفكر العربي يساهم ببلورة رؤية موضوعية لقضايا المنطقة واعتماد نهج الحوار
د. أبوحمور: المنتدى بادر منذ عقدين لتأسيس الحوار العربي ـ التركي وعقد مؤتمراً لأعمدة الأمة الأربعة
عمّان – استضاف منتدى الفكر العربي في لقائه مساء يوم الأحد 21/10/2018 سفير تركيا لدى الأردن السيد مراد قره غوز، الذي ألقى محاضرة حول “التحديّات الأمنية التركية في دول الجوار والدبلوماسية الإنسانية”، أوضح فيها أولويات السياسة التركية الخارجية من بين مواضيع أخرى تناولت تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين، ومحاربة الإرهاب، والتعاون من خلال المنظمات الإقليمية والدولية.
أدار اللقاء، الذي حضره عدد من السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي وأكاديميين ومعنيين، الأمين العام للمنتدى والوزير الأسبق د. محمد أبوحمور، والذي أشار في كلمته التقديمية إلى أن الاهتمام بتشخيص الأزمات والمشكلات في الأوضاع الإقليمية يأتي انسجاماً مع رسالة المنتدى في العمل على بلورة نظرة علمية موضوعية لهذه الأزمات، تساعد في استشراف الحلول لها ضمن منهج قائم على الحوار، وبما يخدم أهداف التعاون لإحلال السلم والاستقرار في المنطقة. كما أشار إلى أن المنتدى بادر منذ تأسيسه بعقد حوارات عربية – عربية، وعربية – عالمية، منها الحوار العربي – التركي منذ أكثر من 20 عاماً، وقام في شهر تموز من هذا العام بعقد مؤتمر تحت عنوان “أعمدة الأمة الأربعة” برعاية ومشاركة رئيس المنتدى وراعيه سمو الأمير الحسن بن طلال، وشارك فيه مثقفون من العرب والترك والفرس والكرد، بهدف بلورة رؤية مشتركة وآلية لحل المشكلات في الإقليم، مع تأكيد العدالة والتسامح، والحق في الاختلاف، والتنوع الثقافي.
كما أشار د. أبوحمور إلى أن قضية اللاجئين في المنطقة هي قضية إنسانية دولية، سواء تجاه اللاجئين أو فيما يتعلق بالأعباء التي تحملتها الدول المُستقبلة لموجات اللجوء، وبالذات تركيا والأردن ولبنان، التي استقبلت ملايين من اللاجئين خاصة خلال الأزمة السورية؛ مؤكداً أهمية دور تركيا في المسؤولية المشتركة للحفاظ على أمن الإقليم والتعاون لتنميته.
من جهته وصف السفير التركي السيد مراد قره غوز الدبلوماسية الإنسانية بأنها جانب لا غنى عنه في السياسة الخارجية التركية. وقال: إن تركيا كانت رائدة في مجال الدبلوماسية الإنسانية مع تركيزها على قضية الإنسان من خلال مساعداتها الإنمائية والإنسانية الرسمية. وذكر السفير مراد قرة غوز أن المساعدات الإنمائية الرسمية لتركيا بلغت 814 مليار دولار أمريكي في عام 2017، وأن تركيا كانت أكبر مانح للمساعدات الإنسانية في جميع أنحاء العالم في عام 2017.
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻼﺟﺌﻴﻦ اﻟﺴﻮرﻳﻴﻦ، فأوضح السفير قره غوز أن هناك أكثر ﻣﻦ 3,5 ﻣﻠﻴﻮن لاجىء ﺳﻮري تستضيفهم تركيا حاليًا، وﺣﻮاﻟﻲ 230,000 ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻓﻲ واﺣﺪ ﻣﻦ 21 مراكزًا للحماية اﻟﻤﺆﻗﺘﺔ. كما أوضح أن نفقات تركيا فيما يتعلق باللاجئين بلغت هذا العام 33 مليار دولار، مشيراً إلى أنها تعد أكبر دولة مضيفة وفقاً لوكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وأثنى السفير التركي على خدمات وكالة الأونروا وذكّر بأن تركيا قد حولت ما قيمته 10 ملايين دولار إضافية إلى هذه الوكالة بحيث زادت تبرعها السنوي.
كما ذكر السفير قره غوز أن الجماعات الإرهابية ما زالت تستهدف تركيا، وتتحرك عبر الحدود وتدير المعسكرات وتحصل على موارد مالية في بلدان العالم الثالث، داعياً إلى مزيد من التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب.
وأكد السفير التزام تركيا بإيجاد حل سياسي دائم للأزمة السورية التي دامت 8 سنوات، وذكر بالتفصيل الجهود الدبلوماسية والعسكرية التي قامت بها تركيا، مع التركيز بشكل خاص على اجتماعات الأستانة ومذكرة التفاهم الموقعة في سوتشي بين الرئيسين التركي والروسي. كما عرض السفير لوجهة نظر تركيا بما يخص قضية فلسطين، وكذلك العلاقات مع العراق وإيران.
وتناول السفير التركي موضوع العلاقات بين تركيا والأردن، وقال إن البلدين شريكين قويين في الشرق الأوسط ولديهما وجهات نظر متشابهة أو متطابقة في معظم القضايا المتعلقة بالمنطقة.
أعقب المحاضرة نقاش موسع بعد المحاضرة، أجاب السفير كاراجوز على أسئلة الحضور حول مواضيع مختلفة.