يناقش اكثر الامراض النفسية شيوعا بين المواطنين واللاجئين
800 الف حالة انتحار سنويا بسبب الاكتئاب
مرايا – ايهاب مجاهد – مندوبا عن سمو الأمير الحسن بن طلال افتتح وزير الصحة الاسبق الدكتور ياسين الحسبان فعاليات المؤتمر الدولي الأردني الخامس للطب النفسي الذي تعقده جمعية أطباء الأمراض النفسية الأردنية في نقابة الاطباء على مدى ثلاثة ايام في فندق الرويال بالتعاون مع الجمعية العالمية للطب النفسي واتحاد الأطباء النفسيين العرب.
ودعا د.الحسبان الى وضع استراتيجية وطنية للصحة النفسية تتعدى البعد العلاجي لتشمل الوقاية والتوعية والتاهيل للكوادر بما يتناسب مع المتغيرات التي تواجهها المجتمعات، والى تطبيق توصيات تقرير عام 2011 الذي وضعته لجنة شكلت بمبادرة من سمو الامير الحسن بن طلال لبحث الامور المتعلقة بالطب النفسي والرعاية النفسية في المملكة.
وقال ان المشكلة الاساسية في دعم الصحة النفسية هو توفر المال، اذ لاتوجد مقارنة بين مايجمع من تبرعات للصحة النفسية ومايجمع للامراض الاخرى، اذ ان المتبرعين العالميين يدفعون لفقدان حياة شخص نتيجة الامراض النفسية مبلغ 85 سنتا كمساعدة لكنهم يدفعون لحالة وفاة من الايدز 144 دولارا.
واضاف د.الحسبان انه وفقا لرئيسة البرنامج العالمي للصحة النفسية في جامعة واشنطن باميلا كولينز، فان هناك 800 الف حالة انتحار سنويا في العالم اغلبها نتيجة الاكتئاب.
واشار ان الكوارث بمختلف انواعها من شانها ان ترفع نسبة نسبة المعرضين للاصابة بالاضطرابات والامراض النفسية، وان اللجوء من شانه رفع مستوى الضغوطات الاقتصادية والاجتماعية، واننا في المملكة نتاثر بمايدور من حولنا من ازمات، الامر الذي يتطلب توحيد الجهود من اجل رفع الوعي حول اهمية الاهتمام بالصحة النفسية.
ولفت د.الحسبان الى وجود نقص في عدد الاطباء والاخصائيين النفسيين في وزارة الصحة، وان هناك عدد من المتدربين في اختصاص الطب النفسي الامر الذي سيؤدي الى تغطية النقص في وقت قريب، وان الوطن العربي يعاني من نقص في توزيع المختصين في مجال الصحة النفسية داعيا الى الاستثمار بالموارد البشرية لسد هذا النقص.
ومن جانبه قال رئيس الجمعية والمؤتمر الدكتور ناصر الشريقي أن المؤتمر يشكل فرصة لتبادل الخبرات واطلاع الاطباء والمهتمين على كل ماهو حديث في الطب النفسي وعلم النفس السريري والصيدلة والتمريض النفسي، والاطلاع على اهم الاضطرابات النفسية والجهود التي يقوم بها القائمون على الخدمات النفسية الحكومية والرسمية والمنظمات غير الحكومية التي تعمل على رعاية الصحة النفسية للمواطنين واللاجئين على حد سواء.
واضاف ان المؤتمر غني بالمواضيع من مختلف الاختصاصات، ويقدم احدث الابحاث في الطب النفسي العضوي، كما ان هناك ابحاث وجلسات في علم النفس السريري وابحاث في التمريض النفسي السريري وابحاث في الصيدلة النفسية السريرية، وجلسات حول دور المنظامت غير الحكومية والبحثية في الرعاية الصحية النفسية للمواطنين واللاجئين.
واشار د.الشريقي أن الأمراض النفسية في المملكة تتشابه مع الموجودة في العالم، وان اكثرها انتشارا الاكتئاب والقلق النفسي والخوف، اما اقلها، فهي الاكثر صعوبة في العلاج وتعطيلا للمريض، كالانفصام العقلي والامراض الذهنية الاخرى واضطرابات المزاج ثنائية القطب.
ولفت انه سيتم خلال المؤتمر التطرق لنسب انتشار الامراض النفسية بين اللاجئين، والتي اكثرها تناذر ما بعد الشدة، الى جانب امراض نفسية اخرى.
ومن جانبه قال رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور توفيق درادكة ان المؤتمر سيناقش 77 محاضرة يقدمها 72 طبيبا اردنيا وعربيا واجنبيا من فلسطين، مصر، لبنان، المملكة العربية السعودية، العراق، قطر، أميركا وبريطانيا والمانيا وايرلندا.
واضاف ان المؤتمر سيناقش من خلال 17 جلسة تعقد على مدى 3 أيام أكثر الامراض النفسية، شيوعا وافضل طرق علاجها، ومن اهمها اضطراب الشخصية والاضطرابات الادراكية في مرض اضطرابات المزاج كما يناقش مشاكل الاطفال واليافعين والنساء واكثرها انتشارا، واحدث المواد المستخدمة في علاج الاكتئاب والتجربة الاردنية في ذلك.
واشار د. درادكة انه سيتخلل المؤتمر ورشة عمل حول اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، وحلقة نقاشية هامة حول قانون الصحة النفسية في الأردن التحديات والعقبات، وجلستين للتمريض المتخصص في العناية بمرضى النفسية من كافة القطاعات الصحية، وجلسة للأطباء النفسيين الشباب، وجلستي علم نفس وعلم اجتماع.
ولفت ان المؤتمر معتمد من المجلس الطبي الاردني بواقع 18 ساعات لغايات التعليم الطبي المستمر.
وتحدثت خلال حفل افتتاح المؤتمر الممثل الإقليمي للشرق الأوسط للجمعية العالمية للطب النفسي والكلية الملكية للأطباء النفسيين الدكتورة سهيلة غلوم، ورئيس اتحاد الأطباء النفسيين العرب والدكتور ممتاز عبد الوهاب، حيث اشادوا بمستوى المؤتمر والاوراق والمواضيع التي سيناقشها.
وسلم د.الشريقي مندوب راعي المؤتمر درعا تقديرا، كما سلم عدد من المكرمين دروعا تقديرية.
وافتح الى جانب المؤتمر معرضا طبيا بمشاركة نحو 20 شركة ادوية واجهزة طبية بتنظيم شركة وادي الاردني للمؤتمرات والمعارض.