مرايا – رأى مراقبون في حديث جلالة الملك عبدالله الثاني خلال تسلمه في واشنطن أول من أمس الثلاثاء جائزة مؤسسة جون تمبلتون للعام 2018، حرصا ملكيا يتجدد في كل مناسبة على تحقيق الوئام بين الأديان، وعشقا للقدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية يلازم جلالته أينما يحل وفي كل مناسبة وحديث.
وكان جلالة الملك أشار في حفل تسلم الجائزة الى مكانة القدس في وجدان الهاشميين على مر الزمن بقوله “وعندما نتحدث عن الأمل والوئام، فما من مسألة أكثر أهمية من القدس الشريف، وهي المدينة المقدسة لدى أكثر من نصف سكان العالم، مسلمين ومسيحيين ويهود، والقدس للمسلمين هي أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين مع مكة والمدينة المنورة، ويربطني ويربط كل الأردنيين واجب جليل تجاه القدس الشريف ضمن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها”.
وبينوا هؤلاء في حديث لـ “الغد” ان جلالته يسعى بكل جهد للمساهمة في ترسيخ مفاهيم المحبة والوئام بين الأمم والاديان وتحقيق السلام لشعوب منطقة الشرق الأوسط والعالم اجمع، فضلاً عن حرصه على تعزيز قيم التسامح والتعايش بين أبناء الديانات السماوية؛ الإسلامية والمسيحية واليهودية، وتعظيم القواسم المشتركة بينهم، بما يصب في ترسيخ لغة الحوار والتواصل بعيدا عن الانغلاق والتعصب والتشدد.
ورأى وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الدينية الأسبق هايل داوود، ان للقدس الشريف “مكانة خاصة في وجدان الهاشميين نظراً لتاريخها العريق المبني على تعدد الأديان، كمدينة مقدسة ورمز للسلام”.
واشار الى أن تبرع جلالته بجزء من قيمة الجائزة لدعم مشاريع ترميم المقدسات في القدس ومن بينها كنيسة القيامة، والجزء الآخر لدعم الجهود الإغاثية والإنسانية ومبادرات إرساء الوئام بين أتباع المذاهب والأديان في الأردن وحول العالم، دليل على ما يبذله جلالته من جهود دؤوبة على اكثر من صعيد سياسي ودبلوماسي بمثابرة وإصرار لتعزيز قيم التسامح والحوار ونبذ الانغلاق والتعصب والتطرف.
من جهته، يقول وزير الاوقاف السابق وائل عربيات، إن الأردن بقيادة جلالته، لم يدخر جهدا في خدمة القضية الفلسطينية والقدس، التي يعتبرها جلالته خطا أحمر نظراً لمكانتها الدينية، وهو ما يظهر جلياً باهتمام جلالته بالقدس والمسجد الأقصى ومن خلال المراحل المتلاحقة من الإعمارات، والرعاية المتميزة لهذه المقدسات، في إطار عنايته التاريخية والدينية الشاملة بالمدينة المقدسة.
وأكد عربيات أن المملكة تتصدى دائما بحزم لكل ما يمس المقدسات في القدس تنفيذا للوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة في القدس الشريف، مبيناً أن الأردن يتحمل في ظل القيادة الهاشمية منذ بدايات القرن الماضي، مسؤولياته التاريخية والدينية، ويبذل كل جهد متاح في مختلف المحافل وعلى جميع الصعد، للحفاظ على الحرم القدسي الشريف ورعايته وإعماره.
وبين أن تركيز جلالته على موضوع الأمل والوئام، وربطه بالمدينة المقدسة لدى أكثر من نصف سكان العالم، مسلمين ومسيحيين ويهودا، يعكس فكر جلالته بأهميه الحوار بين الاديان ، وتلاقي وجهات النظر حول قضايا العدل والسلام والوسطية والاعتدال والانفتاح بين اتباع الاديان.
بدوره، قال الوزير الأسبق مجحم الخريشا، ان للقدس عند الهاشميين مكانة كبيرة نظراً لاشتمالها على أهم المقدسات الإسلامية والمسيحية، اذ حظيت المدينة على مر العصور، باهتمام ورعاية هاشمية خاصة، وشهدت رعاية المدينة المقدسة وحرمها الشريف ومقدساتها في عهد الملك عبدالله الثاني مراحل متلاحقة من الإعمارات والرعاية المتميزة لهذه المقدسات، في إطار عنايته التاريخية والدينية الشاملة بالمدينة المقدسة.
وأكد ان السجل الهاشمي فيما يتعلق بالقدس يشكل وصفة حكيمة في مجال حوار الحضارات والأديان، وتجسيدا لرؤية جلالته ومساعيه الدولية لنشر الوئام والتآخي بين الاديان الثلاث، والتي تعكس إرادة طيبة، غايتها احترام كرامة الإنسان وتحقيق الأمل والوئام لأكثر من نصف سكان العالم، مسلمين ومسيحيين ويهودا.
واشار الى ان الجائزة منحت لجلالته تقديرا لجهوده في تحقيق الوئام بين المذاهب الإسلامية وبين اتباع الدين الإسلامي وباقي الأديان في العالم، من خلال مبادرات جلالة الملك لتحقيق الوئام بين الأديان، وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وحماية الحريات الدينية، وكذلك لمساعيه في تحقيق السلام في المدينة المقدسة، وأرساء العلاقات بين الأديان وقيم المحبة والتسامح والتآخي والعيش المشترك.