مرايا – أظهرت لقطات فيديو، الخميس، لحظة التفجير الذي استهدف احتفالا بمناسبة المولد النبوي الشريف في العاصمة الأفغانية كابل وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 55 معظمهم رجال دين.
وبينما كان الحفل في بدايته، وخلال تلاوة للقرآن الكريم، دوى الانفجار وظهرت كرة ضخمة من اللهب، وبدت أصوات صراخ المصابين في الفيديو الذي نشره موقع “ديلي ميل”.
ولم تتعرف السلطات الأفغانية على منفذ الهجوم بعد، كما أن حركة “طالبان” نفت مسؤوليتها عنه، ولم يتضح ما إذا كان الهدف منه هو مجرد تقويض حكومة الرئيس أشرف غني، أم أنه يأتي في إطار استراتيجية لإبقاء الضغط على حكومته وحلفائها الغربيين، في وقت يسعون فيه لإجراء محادثات مع حركة طالبان لإنهاء الحرب المستمرة منذ 17 عاما.
وقال مسؤول أمني كبير كان موجودا في موقع الهجوم صباح اليوم لجمع الأدلة الجنائية: “حتى الآن لا نعرف أي جماعة متشددة يمكن أن تكون مسؤولة عن الهجوم. التحقيقات في المراحل الأولى”.
ويتألف مجلس العلماء، وهو أكبر مؤسسة دينية في أفغانستان، من رجال دين سنة، لكن لم يتضح بعد ما إذا كانت للهجوم أبعاد طائفية.
وسبق أن استهدفت حركة طالبان وتنظيم داعش، وهما جماعتان سنيتان متشددتان أيضا، رجال دين مؤيدين للحكومة.
لكن هذه المرة، سارعت حركة طالبان لنفي تورطها في الهجوم ونددت به.
وقال مسؤولون طبيون وحكوميون في وقت مبكر إن عدد القتلى جراء هجوم أمس الثلاثاء قد يرتفع نظرا لأن أغلب المصابين وعددهم 80 شخصا يعانون من جروح بالغة.
وقال محققون إن الانتحاري تسلل إلى قاعة الولائم في الطابق الأول من مبنى كبير يقع بالقرب من مطار كابول، وكان يتجمع به نحو 200 شخص.
وتسبب الانفجار في تناثر أشلاء بشرية على الأرضية كما تناثرت مصاحف حول قطع الأثاث المحترقة.
وقال سيد عثمان وهو رجل دين جاء من ضواحي كابول للمشاركة في الاحتفال “كنت أتلو آيات من القرآن قرب مدخل قاعة الولائم المزدحمة عندما وقع انفجار مدو. كان أشبه بالبركان”.
وكافح أطباء في مستشفيات حكومية وخاصة في كابول لمداواة المصابين الذين لحقت بهم إصابات بالغة ويعاني العديد منهم من حروق يصعب معها التعرف على ملامحهم.
وقال طبيب جراح في مستشفى كابل “الوضع مروع حقا”.