الكاتب الصحفي حمادة فراعنة يحاضر عن أبرز المحطات الأردنية الداعمة لفلسطين
الفراعنة: الأردنيون رافعة وغطاء وداعم وحاضنة للحركة الوطنية الفلسطينية
الفراعنة: للأردن دوره في تعزيز الصمود الفلسطيني وتعزيز بناء السلطة الوطنية ومؤسساتها
د. أبوحمور: الأردنيون والفلسطينيون تجمعهم رابطة الدم والأرض والعلاقة التاريخية الاستراتيجية
مرايا – ألقى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي حمادة فراعنة محاضرة بعنوان “محطات أردنية داعمة لفلسطين” في منتدى الفكر العربي، مساء يوم الأحد 25/11/2018، تناول فيها النضال القومي العربي والوطني للشعب الفلسطيني، ودور الأردن في دعم الحركة الوطنية الفلسطينية، وصولاً إلى مؤتمر مدريد وتحولات الموقف العربي والدور الأردني المميز وموقفه المشرف والشجاع اعتماداً على قراءته الأكثر واقعية للمشهد السياسي، والدعم والإسناد الأردني للموقف الفلسطيني في التمسك بالحقوق الفلسطينية المشروعة كما أقرتها الأمم المتحدة.
أدار اللقاء الأمين العام للمنتدى د. محمد أبوحمور، الذي قال في كلمته التقديمية : إن المنطقة تشهد ظروفاً سياسية غير عادية، وبالذات ما يحدث في القدس وغزة والضفة الغربية، حيث تتداخل ظروف الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي بعوامل داخلية وإقليمية ودولية. وإن التعاطي الفكري مع تطورات القضية الفلسطينية يفرض إعادة ترتيب الأولويات، وينبغي أن يكون ضمن إطار استشرافي يزيل الغموض أمام الرؤية الواضحة والمستوعبة.
وأشار د. أبوحمور إلى أنه مرَّ على وعد بلفور مائة عام، وعلى النكبة الفلسطينية الأولى عام 1948 سبعون عاماً، وعلى النكسة عام 1967 نصف قرن ونيف، وعلى اتفاق أوسلو خمسة وعشرون عاماً، وما يزال أفق حل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، وتحقيق الحل العادل والشامل لقضية العرب المركزية، أفقاً مسدوداً مع تطورات متلاحقة على الأرض، سواء في الوضع الإقليمي العربي بعد مرحلة “الربيع العربي” وتداعياتها وما أوجدته من انقسامات ونزاعات مسلحة وعنف وإرهاب، أو في ضوء ما يجري على الساحة الدولية من حديث عن تغيير خريطة المنطقة، وفرض حل باسم “صفقة القرن”.
كما أشار د. أبوحمور إلى أن الترابط الأردني – الفلسطيني ينبع من رابطة الدم والأرض والعلاقة التاريخية الاستراتيجية بين الشعبين، وأن تحقيق السلام يتم باستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ضمن الشرعية الدولية، وقد أثبتت الأحداث حرص الأردن وقيادته الهاشمية على هذه الحقوق، انطلاقاً من مبادىء النهضة العربية ورسالة الثورة العربية الكبرى في الدفاع عن الحقوق العربية والفلسطينية، وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني وتثبيته على أرضه، والحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية، والتأكيد على ضرورة إنهاء الاحتلال، وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
ومن جهته، قال الكاتب الصحفي حمادة فراعنة في محاضرته: أن المشروع الإسرائيلي التوسعي حقق على أثر نكبة 1948 ثلاثة أهداف هي: احتلال 78% من أرض فلسطين مما يزيد عن ربع مساحة فلسطين الممنوحة له وفق قرار التقسيم 181، وطرد نصف عدد أبناء الشعب الفلسطيني وتشريدهم خارج وطنهم، وألقى بالقضية الفلسطينية في الحضن العربي، إلى لبنان وسوريا والأردن الحاضنة للاجئين الفلسطينيين، وعلى إثر ذلك تحولت القضية الفلسطينية وبفعل التواطؤ الدولي والعجز العربي، من قضية وطنية سياسية إلى مسألة إنسانية يحتاج أصحابها إلى الإغاثة والتعليم والعلاج إلى ما هنالك.
وأضاف أن الشعب الفلسطيني فقد بذلك هويته الوطنية التي تبددت، وخسر جغرافية وطنه التي تمزقت بين ثلاث كيانات سياسية متعارضة. ولهذا سعى الفلسطينيون، من خلال المتعلمين منهم والمثقفين، إلى الاندماج بأحزاب وتيارات الحركة السياسية العربية العابرة للحدود، وباتت شعارات هذه الأحزاب المركزية بمثابة الملاذ والغطاء والأمل، وفي نفس الوقت صارت عنوان الصراع والخلاف الحاد. ووجدت شرائح فلسطينية متواضعة أن فلسطين هي عنوانها وهدفها وهويتها، مثل حركة فتح وجبهة التحرير الفلسطينية وشباب الثأر وأبطال العودة، فواصل هؤلاء طريقهم الفلسطيني على هذا الأساس.
وأوضح فراعنة أن المحطة الكبرى الأولى التي أدى الأردنيون فيها دورهم في أن يكونوا رافعة وغطاء ودعماً وحاضنة للحركة الوطنية الفلسطينية، قد تمثلت قي المؤتمر التأسيسي الأول للمجلس الوطني الفلسطيني الذي عُقد في القدس أواخر شهر أيار 1964 بقرار أردني افتتحه الراحل الملك الحسين، وبذلك كان أول محطة عملية سياسية لولادة منظمة التحرير باعتبارها مشروعاً وطنياً توحيدياً لفعاليات الجهد الفلسطيني في تجنيد الفلسطينيين وتأطيرهم في معركة استعادة حقوق الشعب الفلسطيني، وتتالت المحطات الأردنية الداعمة، والتي شكلت روافع لنضال الشعب الفلسطيني على طريق استعادة حقوقه الوطنية الثابتة غير القابلة للتبديد أو التلاشي أو الانحسار .
وكانت المحطة الثانية التي لا تقل أهمية عن محطة عقد المجلس الوطني الفلسطيني، هي معركة الكرامة التي حقق خلالها الجيش العربي الأردني انتصارا ملموساً وهزيمة مرة لجيش العدو الإسرائيلي، حيث جنى ثمارها العمل الكفاحي الفلسطيني الذي شكل محطة انتقالية لفصائل العمل الفلسطيني من فصائل محدودة التنظيم والتأثير والفعالية إلى حراك جماهيري واسع، شكل انقلاباً في الانحيازيات الفلسطينية لصالح العمل الوطني الفلسطيني .
وأشار إلى أنه بعد اجتياح لبنان 1982 وجدت القيادة الفلسطينية في الأردن الحاضنة لعقد المجلس الوطني الفلسطيني في دورته السابعة عشرة في عمّان عام 1984، فشكل ذلك نقلة نوعية عادت على النضال الفلسطيني بالنهوض الشعبي العارم وتفجر الانتفاضة عام 1987 ضد الاحتلال .
وتناول فراعنة دور الأردن في تعزيز الصمود الفلسطيني على أرضه الوطنية، وتعزيز بناء السلطة الوطنية ومؤسساتها وبناها التحتية كمقدمات ضرورية حيوية لقيام الدولة الفلسطينية بعد مؤتمر مدريد للسلام وما تلاه من توقيع اتفاق أوسلو بين الفلسطينيين والإسرائيليين 1993، ومعاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل 1994. وقال: إن للأردن دوراً مميزاً، واتخذ موقفاً مشرفاً وشجاعاً، اعتماداً على قراءته الأكثر واقعية للمشهد السياسي الراهن. ولإظهار الموقف الأردني المميز لدى القمة الإسلامية – الأميركية، ألقى جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين كلمة تضمنت دعوته للعمل ضمن أربعة محاور منها: مكافحة الإرهاب، و”ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية ، يستند إلى حل الدولتين ومبادرة السلام العربية”. ويتبين من نص كلمة جلالته أن فلسطين والقدس استحوذت على نصف خطابه أمام القمة الإسلامية – الأميركية.
وأشار إلى الموقف الأردني إزاء السياسات الأمريكية لإدارة الرئيس ترامب بشأن التسوية، حيث دعا وزير الخارجية الأردني في 8/12/2017 لعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب في القاهرة، وشارك الملك عبد الله الرئيس التركي أردوغان في إنجاح عقد قمة إسلامية طارئة في اسطنبول يوم 13/12/2017، ودعا مجلس النواب الأردني لعقد اجتماع طارئ للاتحاد البرلماني العربي يوم 18/12/2017 في الرباط ، وبالتنسيق مع المجموعة العربية برئاسة الكويت ، تمت الدعوة لعقد اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 23/12/2017 ، وجميعها عبرت عن رفضها لخطة ترامب والتمسك بالحقوق الفلسطينية كما أقرتها الأمم المتحدة .