مرايا – شؤون اقتصادية – في ظل الظروف الصعبة التي تعصف بالعالم العربي وبالعالم اجمع، فلا خيار للجميع الا بالتفكير الابداعي للخروج من هذه الظروف وللمساهمة في تحفيز تصدير المقاولات لفتح المزيد من فرص العمل لشركات المقاولات الاردنية وخاصة في اعادة اعمار دول الجوار العربي الشقيق، مما يساهم في تعزيز فرص الاقتصاد الوطني وتشغيل الكفاءات الاردنية.
بين المهندس احمد اليعقوب نقيب المقاولين الاردنيين ان النقابة، في ورشة عمل التي اقيمت في وزارة الاشغال العامة والاسكان تحت عنوان ” نظام إدارة ونمذجة معلومات البناء في القطاع الهندسي الحكومي” “Building Information Modeling” ، تسعى لإظهار القدرات والإمكانات التي وصلت اليها التكنولوجيا في تسخير العلم لخدمة قطاع المقاولات والقطاعات الاخرى.
واكد النقيب المهندس احمد اليعقوب، في معرض كلمته التي القاها في الورشة، ان الإبداع والإحتراف في العمل، ميزات يتحلى بها المقاول الاردني الذي ساهم في بناء العديد من المنشآت الحيوية في عالمنا العربي من المحيط الى الخليج.
واشار الى ان نقابة مقاولي الإنشاءات الاردنيين تبني تقنية نمذجة معلومات المباني (BIM)، للتحكم من ادارة دورة الحياة الكاملة للمشاريع الإنشائية من بدايتها وحتى نهايتها، مبينا ان التقنية تضمن انجاز المشاريع في مواعيدها وتوفير ادق التفاصيل للأعمال الهيكلية والإنشائية، بالاضافة للمتابعة الحثيثة لسير العمل، كما تضمن هذه التقنية حلولا لإدارة نظام مراقبة الجودة لتنفيذ المشاريع والهندسة القيمية وادارة المخاطر، والاشراف على الاعمال الانشائية والمراجعة التدقيقية والاستعراضية فضلا على تعزيز المعايير التشغيلية البيئية.
ولفت المهندس احمد اليعقوب ان من فوائد استخدام برامج نمذجة معلومات البناء (BIM) كبديل عن برامج الرسم بمساعدة الحاسب الآلي، حل مشكلة التواصل بين اطراف التصميم من مهندس معماري وإنشائي والإلكتروميكانيك من قبل الجميع، ومشاركة التعديلات المختلفة فيما بينهم، لتلافي اي تعارض قد يسبب مشاكل او اخطاء في التنفيذ، والحصر الدقيق للمواد وذلك قبل بدء البناء، وعند عمل تعديل في التصميم يتم التحديث في الحصر تلقائيا، وإيضاح التصميم بشكل جيد للعميل، فتصل اليه الصورة النهائية للمبنى ويدرك تفاصيله جيدا، بدون ان يضطر الى دراسة رسومات معمارية او إنشائية قد لا يفهمها، بالتالي يستطيع إبداء رأيه والتعديل على التصميم الذي لا تقارن تكلفة التعديل عليه بتكلفة التعديل على مبنى منفذ، والإنسجام بين المساقط والقطاعات، وكانت هذه مشكلة أزلية، وهي عمل تعديل في احد اللوحات ولزوم عمله في جميع اللوحات الاخرى، اما الآن المشروع كله في ملف واحد متكامل، يظهر التعديل تلقائيا في كل الرسومات عند عمله في اي واحدة منهم، وتوفر نمذجة معلومات البناء كل انواع المحاكاة لتدارك المشكلة قبل وقوعها، كما تساعد برامج ادارة الوقت والتكلفة على حل مشكلة ان يتوقف العمل بسبب انتظار استلام الخامات، او ان يتم استيراد خامات ومواد قبل وقت احتياجها فتحتاج تكلفة اضافية لتخزينها، وعند تطبيق نمذجة (BIM) يكتشف المشكلات داخل الموقع، ويعمل على حلها مبكرا اثناء العمل على التصميم، وينفذ التطبيق على تصميم ما اختلاف ما تم بناؤه عن التصميم الاصلي نتيجة العمل في الموقع، والذي يضطر المهندسين لعمل لوح مختلفة (ٍAs Built) بعد انتهاء العمل، ويمكن استخدام BIM في إدارة مرافق المبنى وعمل صيانة له.
وفي ختام ورشة العمل، شكر وزير الاشغال العامة والاسكان على دعمه لمثل هذا التطور العلمي في قطاع المقاولات، كما شكر اصحاب العطوفة والسعادة.