مرايا – يبدأ، العام المقبل، تنفيذ أول مشروع في منطقة عجلون التنموية بعد مرور 10 سنوات على إطلاق المنطقة التي واجهت ظروفا استثنائية من جهة وبيروقراطية إدارية من جهة أخرى حالت دون استقطاب الاستثمارات إليها.
والمشروع المقبل عبارة عن “تلفريك” بطول 3 كيلومترات وتبلغ كلفته الإجمالية (استملاكات وتأسيس) 10 ملايين دينار وسينفذ بالمنطقة على مدى عامين، علما أنه تم رصدر 4.2 مليون دينار للعام المقبل.
وكان من المفترض أن تجذب المنطقة، منذ أن أعلن عنها جلالة الملك عبد الله الثاني في 2009، مشاريع استثمارية ذات قيمة مضافة من خلال الاستفادة من الميزات البيئية والزراعية في المنطقة، لكن ذلك لم يتحقق.
وتعود القصة إلى أن الحكومة اتخذت قرارا في العام 2014 بالعدول عن اعتماد الأراضي التي تم الإعلان عنها مسبقا لإقامة منطقة عجلون التنموية فوقها، إلا أن انشغال أراضي المنطقة لغايات أخرى حال دون إقامتها.
وفي العام نفسه، حددت الحكومة 7 قطع أراض جديدة غير متلاصقة وإعلانها منطقة تنموية تبلغ مساحتها حوالي 2800 دونم لحقها إجراءات نقل واتخاذ قرارات رسمية للنقل استغرقت بضع سنوات إضافية.
وقال مدير عام المناطق التنموية في شركة المجموعة الأردنية للمناطق الحرة والتنموية، حمزة الحاج حسن “إن منطقة عجلون التنموية ستشهد بداية العام المقبل بدء أعمال تنفيذ مشروع التلفريك الذي يعد أول مشروع استثماري بعد مرور 10 سنوات على إطلاق المنطقة”.
وبين الحاج حسن، أن الشركة قامت برصد مبلغ 4.2 مليون دينار ضمن موازنة العام المقبل لتنفيذ المشروع الذي يتطلب عامين لتنفيذه فيما يتم تخصيص مبالغ أخرى لاستكمال المشروع ضمن موازنة العام 2020.
وأوضح الحاج حسن أن تأخر إقامة وجذب مشاريع في المنطقة التنموية كان سببه وجود مرافق أمنية، وهو ما حال دون القدرة على استقطاب وجذب استثمارات لهذه المنطقة.
وبين أن استمرار انشغال المنطقة والحاجة لكلف مالية عالية لتهيئة البنية التحتية دفع الحكومة في العام 2014 إلى العدول عن هذه المنطقة والتوجه الى مواقع أخرى على 7 قطع أراض غير متلاصقة وإعلانها منطقة تنموية.
ووفقا للحاج حسن، بعد تحديد قطع الأراضي التي تم تخصيصها لإقامة المنطقة التنموية، بدأت إجراءات نقلها من سجل وزارات الى سجل هيئة الاستثمار.
وبين أن هيئة الاستثمار لم تقم حتى اللحظة إلا بنقل قطعة واحدة باسم الشركة تبلغ مساحتها 140 دونما والتي سيتم تنفيذ مشروع التلفريك على جزء منها.
وأشار الحاج حسن إلى أن الشركة تلقت ثلاثة عروض فنية من شركات أوروبية لتنفيذ مشروع “تلفريك” وانتهت السبت الماضي من التقييم المالي للشركات الثلاث.
وبين أن الشركة ستعلن، خلال الأسبوعين المقبلين، اسم الشركة المنفذة للمشروع الذي يتم تحت إشراف مهندس عالمي مختص بالتلفريك، مؤكدا أن المشروع سيكون نقلة نوعية ونفعا عاما يخدم أهالي المنطقة.
وبين الحاج حسن أن طول التلفريك يبلغ حوالي 3 كيلومترات هوائية تبدأ المحطة الأولى من القطعة المخصصة للشركة ضمن أراضي منطقة عجلون التنموية، فيما ستكون المحطة الثانية للخروج بالقرب من قلعة عجلون؛ حيث يشغل المشروع حوالي 40 عربة.
وبين أن الشركة ستعمل على توفير فرص استثمارية عند مدخل كل محطة لإقامة محال تجارية ومطاعم، إضافة الى تخصيص مساحة لعرض وبيع المنتجات اليدوية.
وأشار الى أن الشركة ستعقد قريبا اجتماعا مع مؤسسات المجتمع المدني في منطقة عجلون من أجل السير في استملاك أراض لغايات إقامة أبراج لمشروع التلفريك.
وتوجد في المملكة 8 مناطق تنموية هي: معان وإربد والمفرق وجبل عجلون، مجمع الأعمال، البحر الميت إلى جانب المحمدية (جنوب معان) ومنطقة المفرق الجديدة التي يديرها القطاع الخاص.
وتهدف المناطق التنموية إلى تحقيق العدالة الاجتماعية، عبر توزيع مكتسبات التنمية على محافظات ومناطق المملكة كافة، وإيجاد بؤر ونواة للأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والعلمية عبر البناء على الميزات التنافسية والتفاضلية في كل منطقة، وإيجاد حلقات تنموية متكاملة، بالإضافة الى خلق فرص العمل، والحد من الفقر وتحقيق النمو الاقتصادي، الى جانب تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية والمستوى المعيشي للمواطنين.