مرايا – كغيرها من الزيارات الملكية، تؤكد زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني لمحافظة عجلون امس دليلاً واضحاً على قرب جلالته من أبنائه المواطنين الذين يبادلونه الحب والوفاء، وتثبت حرص القيادة الهاشمية على متابعة المشاريع التنموية التي تهدف إلى توفير فرص العمل لأبناء الوطن وانخراط مؤسسات الدولة في تأهيل حضري لتنمية المستدامة في المحافظة.
وتحمل الزيارة الملكية لمصنع ألبسة شركة الأزياء التقليدية في منطقة الجنيد بمحافظة عجلون، ولمعهد التدريب المهني في المحافظة في طياتها الكثير من المعاني على رأسها الحرص الملكي على متابعة وتفقد أحوال المواطنين والوقوف على ما من شأنه رفعة وتنمية الوطن، وتلبية متطلبات التنمية والرخاء لجميع مناطق المملكة، من خلال تدشين مشاريع وبرامج انتاجية تهدف إلى توفير فرص العمل.
وتحت عنوان “تحدي البطالة” تعمل نحو 400 فتاة في مصنع ألبسة شركة الأزياء التقليدية في منطقة الجنيد في محافظة عجلون، في رسالة اردنية لتحدي البطالة من خلال إنشاء مشاريع وبرامج إنتاجية تستهدف المناطق تفتقر للاستثمارات بهدف منح أبنائها فرصا للتطوير والتحفيز والعمل والإنتاج.
وفي منطقة الجنيد، وضع جلالة الملك عبدالله الثاني العام الماضي حجر الأساس لمشروع مصنع ألبسة الأزياء التقليدية، فرع الجنيد، والذي يساهم الفرع الانتاجي فيه بتوفير نحو 400 فرصة عمل لفتيات ضمن التجمعات السكنية في المنطقة، في الوقت الذي تبلغ الطاقة الاستيعابية للمصنع من الأيدي العاملة نحو 700.
ويقول مالك المصنع المستثمر الهندي سنال كومار، ان مشروعه الاستثماري الذي يقام على مساحة 6 آلاف متر مربع بكلفة مليوني دينار، “يهدف الى تشغيل أبناء المنطقة”، مبينا انه بدأ عمله في الاردن منذ عام 2003 في مدينة الحسن الصناعية بخطي انتاج، و300 موظف، ليصل مجموع خطوط الانتاج لديه اليوم في جميع مشاريعه في المملكة نحو 200 خط و20 ألف موظف منهم 3000 أردني.
وأشار إلى أن مشاريعه في الاردن الموزعة في الكرك والطفيلة وعجلون ومدينة الحسن الصناعية، “تصدر منتوجاتها الى اميركا بنسبة 97 %، والباقي الى اوروبا”، متوقعا ان تبلغ مبيعات مشاريع هذا العام نحو 500 مليون دولار.
وأكد كومار حرصه على رفع نسبة العمالة الاردنية خصوصا الإناث في مختلف استثماراته، لأن العامل الاردني يتصف بالديمومة وسرعة اكتساب الخبرة والمهارة، مشيراً الى ان التحدي الذي يواجهه هو “ضعف الإقبال على هذا العمل خصوصا الاناث”.
وخلال جولة في المصنع، الذي وفر عددا من فرص عمل لسيدات جامعيات وبراتب شهري يصل الى 230 دينارا، أكدت فتيات ان “المصنع يؤمن لهن حوافز وامتيازات كالمواصلات ووجبات الطعام والرعاية الصحية والضمان الاجتماعي و25 دينارا شهريا بدل حضانة عن كل طفل يقل عمره عن أربع سنوات.
وأكدن أن المصنع “ساهم في تخفيف نسب الفقر والبطالة بين الجنسين”، مشيرات الى انهن سيعملن كل ما بوسعهن لإنجاح عمل المصنع ضمن جهد تشاركي مبني على العمل والإنتاج.
ويوجد في مصنع الجنيد 3 خطوط إنتاج يديرها مشرفات من ذوات الخبرة والكفاءة تدربن واكتسبن الخبرة والمهارات في مجال صناعة الألبسة.
ويتمتع المصنع بمواصفات ومقاييس عالمية في مجال الصحة والسلامة المهنية للعاملات معتمدة من وزارة العمل ومتابعة من قبل الدفاع المدني.
وفي معهد التدريب المهني – عجلون، سجل مجموعة من الشباب قصص نجاح تبعث على مزيد من التفاؤل لنجاحات وإبداعات جديدة للشباب الاردني لتحقيق قفزات نوعية في مسيرتهم العملية والمهنية.
ويؤكد خريج المعهد الطالب انس بني عامر، صاحب كراج ميكانيك، انه تمكن بعد تخرجه من المعهد عام 2013 من تأسيس مشروعه الذي ساهم في تحسين وتغيير مستوى معيشته، وشكل له حالة مميزة بعيدا عن الاعتماد على الآخرين، مشيرا إلى أن المعهد أتاح للعديد من الطلبة فرصا للتدريب على تخصصات مهنية تتواءم مع سوق العمل المهني.
وخلال جولة في المعهد تتكشف قصص نجاح تضاف الى قصه بني عامر، من خلال مهارات وإبداعات لشباب أردنيين، حالمين بالبدء بمشاريع عمل خاصة بهم بعد تخرجهم واكتسابهم المهارات.
ودعا خريج المعهد رامي خليل عمار، صاحب مطعم في محافظة اربد؛ الشباب للتوجه الى التدريب المهني، وإثبات جدارتهم واكتساب المهارات، وأن يضعوا أمام أعينهم هدفا لتحقيقه بالمثابرة والعمل.