مرايا – يسعى ليفربول إلى تعزيز ريادته عندما يستضيف نيوكاسل، ومانشستر سيتي إلى التعويض في ضيافة ليستر سيتي، ومانشستر يونايتد إلى التأكيد خلال استضافته هادرسفيلد الأربعاء في المرحلة التاسعة عشرة من الدوري الإنجليزي لكرة القدم.
وكان ليفربول المستفيد الأكبر من المرحلة الماضية حيث ابتعد 4 نقاط في الصدارة مستغلا خسارة مطارده المباشر مانشستر سيتي حامل اللقب أمام ضيفه كريستال بالاس 2-3.
وأشعل توتنهام وأرسنال المنافسة على المراكز الأربعة الأولى مع دخول الدوري مرحلة المباريات المكثفة (ثلاث مراحل بين الأسبوع الحالي ومنتصف المقبل) بفوزيهما على ايفرتون 6-2 وبيرنلي 3-1 تواليا مستفيدين من خسارة جارهما تشلسي امام ضيفه ليستر سيتي.
ويبدو ليفربول مرشحا بقوة لمواصلة سلسلة انتصاراته المتتالية ورفعها إلى ثمانية بالنظر إلى تواضع نتائج نيوكاسل وقتاله من أجل البقاء بقيادة المدرب السابق لـ “الحمر” الإسباني رافايل بينيتيز الذي فشل خلال فترة قيادته النادي بين 2004 و2010 في تتويجه بلقب الدوري المحلي.
هناك شعور قوي بإمكانية تتويج ليفربول باللقب الذي يلهث وراءه منذ عام 1990 على الرغم من أن التاريخ الحديث يمنح رسائل مختلطة حول ما إذا كان ذلك سيحدث أم لا.
فالأخبار السارة لليفربول هي أنه في ثمان من المواسم العشرة الماضية، نجح متصدر الدوري يوم عيد الميلاد في الفوز باللقب في نهاية الموسم. أما الأخبار السيئة، فهي أن ليفربول هو الفريق الذي فشل في الموسمين من العشرة الأخيرة في الظفر باللقب بعد صدارته يوم عيد الميلاد. الأولى بقيادة بينيتيز موسم 2008-2009 عندما كان اللقب من نصيب مانشستر يونايتد، والثانية بقيادة الإيرلندي الشمالي برندن رودجرز موسم 2013-2014 عندما ذهب اللقب لمانشستر سيتي.
لكن مدربه الحالي الألماني يورغن كلوب شدد على أنه يحاول التركيز على الحاضر معترفا بأن تصدر فريقه بعد 18 مرحلة دون خسارة لا يعني في أي حال من الأحوال ضمان إحرازه للقب.
وقال “أنتم (متوجها الى وسائل الإعلام) تختلقون القصص حول من هو داخل (المنافسة) ومن هو خارجها” مشيرا إلى أن الموسم طويل وكل الاحتمالات لا تزال ممكنة.
ويدرك ليفربول جيدا أهمية مواجهته لنيوكاسل كونها تسبق مباراتي قمة أمام ضيفه أرسنال السبت المقبل ثم مانشستر سيتي في الثالث من كانون الثاني/يناير المقبل، وبالتالي فهو يسعى إلى كسب النقاط الثلاث للحفاظ على الأقل على فارق النقاط الأربع التي تفصله عن مانشستر سيتي الساعي إلى التعويض عقب الخسارة المفاجئة أمام كريستال بالاس، الثانية لهم هذا الموسم وفي المباريات الثلاث الأخيرة.
وكان كلوب أكد في تصريحات الأسبوع الماضي أن مانشستر سيتي لا يزال هو المرشح للفوز باللقب، ونقال “كي أكون صادقا، وحده مانشستر سيتي يمكنه أن يوقف مانشستر سيتي”، مضيفا “يتعين علينا أن نلعب مبارياتنا ونكسب أكبر عدد ممكن من النقاط”.
ولن تكون مهمة لاعبي المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا سهلة أمام ليستر سيتي العائد بفوز غال من لندن على حساب تشلسي بهدف لهدافه الدولي جايمي فاردي.
وهي ثاني زيارة لمانشستر سيتي لملعب كينغ باور في أسبوع حيث التقيا الثلاثاء الماضي في ربع نهائي مسابقة كأس الرابطة وفاز سيتي بركلات الترجيح 3-1 بعد تعادلهما 1-1 في الوقت الأصلي، في مباراة غاب عنها أبرز نجومهما.
والأكيد أن مواجهة الغد التي سيخوضها الفريقان بكافة أسلحتهما، ستكون مختلفة كليا عن سابقتها خصوصا من جانب مانشستر سيتي المطالب بكسب النقاط الثلاث للبقاء قريبا من ليفربول والاحتفاظ بالمركز الثاني في ظل الضغط الكبير الذي أصبح يواجهه من توتنهام الثالث والذي بات على بعد نقطتين من الوصافة ويلعب على أرضه أمام بورنموث.
ومن المرجح أن يدفع غوارديولا بنجميه العائدين من الإصابة البلجيكي كيفن دي بروين والأرجنتيني سيرخيو أغويرو أساسيين في مباراة الغد بعدما أشركهما احتياطيين ضد كريستال بالاس عندما سجل البلجيكي الهدف الثاني دون أن يجنبا فريقهما الخسارة.
وابدى غوارديولا استياءه عقب الخسارة قائلا “هذه هي كرة القدم. 3 تسديدات نحو المرمى، 3 أهداف” في إشارة إلى محاولات كريستال بالاس.
وأضاف “لم يكن هناك أي داع للتسبب بركلة الجزاء التي حصل عليها كريستال بالاس” في إشارة إلى الخطأ الفادح للمدافع كايل ووكر وسجل منه الضيوف الهدف الثالث، موضحا “يجب أن نتفادى ارتكاب مثل تلك الأخطاء”.
ولا تختلف حال تشلسي عن مانشستر سيتي حيث يطمح بدوره في التعافي من الخسارة المفاجئة أمام ليستر سيتي، الثانية له في مبارياته الأربع الأخيرة، عندما يحل ضيفا على واتفورد السابع في مواجهة صعبة نسبيا عقب التسعادة الأخير لتوازنه وتحقيقه انتصارين متتاليين.
ويواجه تشلسي ضغطا قويا من جاره وشريكه في المركز الرابع أرسنال الذي يأمل في تأكيد عودته لسكة الانتصارات بعد خسارتين متتاليتين، عندما يحل ضيفا على برايتون الثالث عشر في مباراة سهلة نسبيا.
والأمر ذاته بالنسبة لمانشستر يونايتد الساعي إلى تأكيد عودته القوية بقيادة مدربه الوقت نجمه السابق النروجي أولي غونار سولسكاير في أول مباراة له بملعب “أولد ترافورد” عقب خلافته البرتغالي جوزيه مورينيو المقال من منصبه.
وضرب سولسكاير بقوة في أول مباراة له على رأس الإدارة الفنية لفريقه السابق من خلال قيادته إلى فوز كبير على مضيفه كارديف سيتي 5-1، في أول مباراة أيضا يسجل فيها الشياطين الحمر 5 أهداف منذ المباراة الوداعية لمدربهم الأسطوري السير اليكس فيرغوسون (وست بروميتش ألبيون 2-2 في أيار/مايو 2013).
وأشاد سولسكاير بلاعبيه قائلا “هم لاعبون جيدون جدا، لاعبون موهوبون، وتعاملوا مع المباراة بشكل صحيح وعملوا بجد”.
ولم يكن سولسكاير الذي عُيِّن الأربعاء مدربا للشياطين الحمر حتى نهاية الموسم غداة إقالة مورينيو بعد أسوأ بداية للفريق في الدوري منذ 1990، يحلم ببداية أفضل من التي حققها في العاصمة الويلزية.
وفضلا عن البداية القوية التي حققها سولسكاير، فإن الفوز مكن النادي من تقليص الفارق إلى 8 نقاط عن المركز الرابع.
وقال سولسكاير “نحن على بعد 8 نقاط، وبالتالي فإن مهمتنا هي أن نتعامل مع كل مباراة في وقتها”، مضيفا “نحن دائما نلعب بشكل جيد في النصف الثاني من الموسم”.
وفي باقي المباريات، يلعب فولهام مع ولفرهامبتون، وكريستال بالاس مع كارديف سيتي، وبيرنلي مع ايفرتون، وتختتم المرحلة الخميس بلقاء ساوثمبتون مع وست هام.