مرايا – وصل جلالة الملك عبد الله الثاني اليوم الإثنين إلى العراق، حيث يلتقي كبار المسؤولين العراقيين.
تتمثل إحدى أهم الرسائل، إن لم تكن الرسالة الأهم في زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني إلى العراق هي دعم البلد الشقيق ومساندة الحكومة الجديدة.
لم يكتفِ الملك بزيارة رئيس الوزراء عمر الرزاز إلى بغداد قبل نحو أسبوعين، بل ذهب اليوم بنفسه إلى العراق وهو يُدرك أن هذا القُطر الشقيق كان ولا يزال خير سند وظهير لجواره وأمّته، وليؤكد أن الزيارات ليست ذات طابع بروتوكولي فحسب بل هي بأهداف ونتائج.
رغم الصعوبات والتحديات والظروف المحيطة إلّا أن جلالة الملك المعظم آثر على القيام بهذه الزيارة، دعماً للعراق وتأكيداً على أهمية العلاقات الثنائية بين البلدين اللذين يعتبرا عمقاً استراتيجياً لبعضهما البعض.
ولا يُمكن اغفال الدور المهم والمشترك بين البلدين في جهود محاربة الإرهاب ضمن نهج شمولي ودعم جهود العراق في هذا الصدد وهو الذي تخلّص من براثن التنظيمات الارهابية التي استباحت الأرض وسيطرت على مناطق واسعة قبل أن يتم دحرها بإرادة وعزيمة قويتين من قبل العراقيين.
يحتاج الأردن والعراق إلى تعزيز الجبهة والعلاقة في هذا الإطار وإن المساعدة الاستخباراتية والتنسيق بين الطرفين ساهما في استتباب الأمن على الطريق الدولي بين البلدين، ما مكّن فتح الحدود بينهما بعد أن أغلقت لفترة من الزمن بسبب الارهاب الذي ضرب أوصال المنطقة ومزقها.
إن إعادة فتح الحدود انعكس ايجاباً بين البلدين على صعد مختلفة، يمكن لأهل المال والأرقام الحديث مطولاً عن ذلك .
يقوم جلالة الملك بزيارة بغداد ليُفعّل التنسيق ويرفع وتيرته مع العراق، وليؤكد على أهمية وضرورة التشاركية بين البلدين بهدف تقريب وجهات النظر في مختلف المجالات.
وزيارة الملك إلى العراق، ستعمل على توثيق العلاقات الاقتصادية، حيث لدى الملك اهتمام بالغ بتعزيز العلاقات بين البلدين في هذا الإطار، رغم كل الظروف ويسعى لرفع قدرات التجارة البينية مع الاشقاء ودعم الاستثمار.
وسيعطي جلالة الملك خلال زيارته، المباركة للمشاريع المشتركة بين البلدين، ومنها ما هو الحيوي الذي سينعكس بشكل مباشر على مواطني البلدين.
ولا بد للمسؤولين التنفيذيين في الحكومة متابعة ومواكبة ما ستفضي عنه الزيارة ووضع جدول وآلية عمل لتحقيق النتائج المرجوة منها، إذ إن بعض المشاريع تحتاج إلى المتابعة و”النفس الطويل” لتحقيق غايتها لتعود بالنفع على البلدين.