مرايا – أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغیل اللاجئین الفلسطینیین ”الأونروا“، أمس، عن حاجتھا لمبلغ 2.1 ملیار دولار العام الحالي من أجل مواصلة تقدیم خدماتھا“، التعلیمیةوالصحیة والإغاثة الاجتماعیة لأكثر من خمسة ملایین لاجئ فلسطیني، منھم ملیوني لاجئ في المملكة.
وقال الناطق باسم ”الأونروا“، سامي مشعشع، إن ”المبلغ یعد الحد الأدنى الذي یمكننا من القیام بخدماتنا العادیة والطارئة في كافة المناطق“، لعملیات الوكالة الخمس، وھي: الأردن وسوریة
ولبنان والضفة الغربیة وقطاع غزة.
وأضاف مشعشع، في تصریح له، إن ”الدعم الكبیر سیعطینا دفعة قویة في العام الجاري، لیس فقط لإعادة بناء ما دمرتھ آلة الحرب في سوریة واحتیاجات الأھالي في قطاع غزة، ولكن بالإبقاء على خدماتنا في القدس المحتلة والمناطق الأخرى“.
واعتبر أن ”وجود الوكالة في القدس المحتلة لیس صدقة من أي طرف، سواء أكان إسرائیلیاً أم غیر إسرائیلي“، مؤكداً مواصلة ”الأونروا“ لعملھا ووجودھا، مھما كانت الضغوطات.
وأفاد بأن ”المفوض العام ”للأونروا“، بییر كرینبول، سیعلن في مؤتمر دولي، سیعقد نھایة الشھر الجاري في جنیف، المیزانیة الإجمالیة للوكالة“، مؤكداً أھمیة المؤتمر للوكالة، ودعم
میزانیتھا.
وأضاف أن ”المفوض العام، سیبین في المؤتمر متطلبات الوكالة للمیزانیة العادیة، ونداء الاستغاثة في سوریة والأراضي الفلسطینیة“، معتبراً أن ”المؤتمر سیعطي الدافع للدول المتبرعة
والصدیقة والقطاع الخاص والدول الإسلامیة والعربیة؛ للإنضمام إلینا في الجھد الكبیر لخلق ثبات مالي للوكالة“.
وأوضح بأن ”اللاجئ الفلسطیني تعب من دوامة الوضع المالي للوكالة، وتداعیاتھ على الخدمات الرئیسیة“.
وقال مشعشع إنھ ”بالرغم من التحدیات الكبیرة، العام الماضي، ودخول دول عتیدة لإنھاء الوكالة، إلا أننا دحضنا المحاولة، وأفشلنا محاولات تجفیف مواردنا المالیة، وحصلنا على كافة ما أردنا الحصول علیھ، حیث انتھینا من عجز بلغ 446 ملیون دولار“.
وكانت الولایات المتحدة الأمیركیة قد قررت وقف تمویل میزانیة ”الأونروا“بالكامل، والمقدر بنحو 360 ملیون دولار سنویاً، مما أدى إلى عجز مالي غیر مسبوق في الموازنة المالیة للوكالة، وذلك قبل تلقیھا دعماً مالیاً من أطراف أخرى.
على صعید متصل؛ قال عضو اللجنة التنفیذیة لمنظمة التحریر الفلسطینیة، رئیس دائرة شؤون اللاجئین، الدكتور أحمد أبو ھولي، إن ”الحملة الإسرائیلیة المحمومة ضد مخیم شعفاط والحدیث
عن إغلاق مدراس ومؤسسات ”الأونروا“ في القدس المحتلة، تحمل بعداً سیاسیاً لتمریر ”صفقة القرن“ وإنھاء عمل الوكالة في المدینة المحتلة“.
وأضاف أبو ھولي، خلال اجتماعھ مع السفیر المصري لدى فلسطین عصام عاشور، إن ھناك ”مخططاً إسرائیلیاً أمیركیاً لتصفیة قضیة اللاجئین، عبر التحرك في الأمم المتحدة لتغییر تفویض ”الأونروا“ الممنوح بالقرار 302 وإعادة صیاغتھ التعریفیة أو تمریره بتصویت مؤازر وضعیف“.
ولفت إلى أن ”دائرة شؤون اللاجئین وضعت خطة لمواجھة الاستھداف الإسرائیلي لھا ولمخیمات القدس، خاصة مخیم شعفاط“.
وتطرق اللقاء، الذي عقد في مقر دائرة شؤون اللاجئین بمدینة رام الله، إلى قرار القیادة الفلسطینیة، بإجراء الانتخابات التشریعیة قبل نھایة العام الجاري، وملف المصالحة الفلسطینیة.
ووضع أبو ھولي السفیر المصري في صورة خطورة القرار الإسرائیلي بإغلاق مدارس ”الأونروا“ في القدس، والتي تأتي ضمن المخطط الإسرائیلي الأمریكي لإنھاء عملھا، وتطبیق
تكریس القرار الأمیركي ”الاعتراف بالقدس عاصمة للكیان الإسرائیلي“، وتھوید المدینة وتفریغھا من سكانھا الأصلیین.
كما تحدث عن أوضاع اللاجئین الفلسطینیین في المخیمات والظروف الحیاتیة الصعبة وتفشي البطالة والفقر في أوساطھا، خاصة في قطاع غزة، نتیجة الحصار وضعف سوق العمل.
ونوه إلى الجھود المصریة الحثیثة في تأكید ضرورة استمرار ”الأونروا“ في عملھا، وتمكینھا من تخطي العجز المالي الأخیر، وذلك في إطار التنسیق والتعاون الفلسطیني المصري المشترك، مؤكداً حرص القیادة الفلسطینیة على تعزیز التنسیق والتشاور مع مصر، بما یصب في خدمة القضیة الفلسطینیة ومواجھة التحدیات والمؤامرات، التي تستھدف قضیتي القدس واللاجئین.
بدوره؛ أعرب السفیر المصري، عصام عاشور، عن ”استعداد بلاده للتنسیق والتحرك لدعم الموقف الفلسطیني في دعم التجدید لوكالة الغوث الدولیة“، مؤكداً أن ”مصر ستبقى داعمة لنضال وحقوق الشعب الفلسطیني المبدئیة في العودة وتقریر مصیره“.
وقال إن ”انسداد الأفق أمام عملیة السلام، ووصول المصالحة إلى طریق مسدود، عقّد المشھد السیاسي في المنطقة“.