مرايا – أكد وزير الداخلية سمير المبيضين ان الحكومة منحت الجنسية الاردنية والجواز السفر المؤقت لعدد من ابناء البادية الشمالية الذين لا يحملون اية وثيقة او جنسيات لدول اخرى.
وأضاف المبيضين في كتاب رسمي الى وزير الشؤون السياسية والبرلمانية ان الحكومة شكلت لجنة خاصة لدراسة طلبات منح الجنسية الاردنية لابناء البادية الشمالية، مشيراً الى انه تم منح العديد منهم الجنسية الاردنية وجواز السفر المؤقت بينما تعذر على آخرين الحصول على الجنسية الاردنية بسبب عدم استكمالهم الوثائق اللازمة حسب احكام القانون.

وأكد المبيضين في كتابه الصادر بتاريخ الخامس عشر من كانون الاول الماضي 2018 انه سوف يتم دراسة الطلبات التي تم استكمال اجراءاتها حسب الأصول.
النائب الشبيب
وكان النائب الدكتور حابس الشبيب قد طالب الحكومة بمنح الجنسية الاردنية لابناء البادية الشمالية الذين لا يحملون وثائق رسمية لأية دولة اخرى.
وكشف النائب الشبيب أن موضوع منح الجنسية الاردنية لعدد من أبناء البادية الشمالية ممن لايحملون أية وثيقة أو إثبات هوية مازال موضع اهتمام وأثير في جلسة النواب الثانية عشر الرقابية.
وأشار الشبيب الى لقاءات عديدة مع الجهات المعنية لبحث كافة الامور المتعلقة بمنح أبناء البادية الجنسية الاردنية وسبل التعامل مع طالبي الجنسية وحصر الاعداد وتسجيلها ضمن كشوفات وإجراء التدقيقات الامنية المطلوبة واتخاذ القرار المناسب حيالهم.
وأكد على ضرورة أن تضمن الحكومة للمقيمين بدون جنسية ممن لهم تاريخ وجذور في البادية الاردنية الحق في التوظيف وكسب دخل مناسب وتمكين أبنائهم من الالتحاق بالمدارس الحكومية وتقدم لهم خدمات الرعاية الصحية مجانا وتصدر لجميع الافراد شهادات تسجيل حالات الميلاد وتوثيق الزواج وحالات الوفيات وتسجيل الاحداث الهامة في العائلات كما يتم ذلك في أي مكان في العالم.
وأكد ان كافة الطلبات المقدمة لدى دائرة الأحوال المدنية تعود لمواطنين أردنيين لهم تاريخ ويعيشون على ارض المملكة منذ عقود وهو ما أكده جلالة الملك عبد الله الثاني في أكثر من مرة في حقهم بالعيش الكريم ومنحهم كافة حقوقهم.
وأظهر المركز الوطني لحقوق الإنسان في تقريره الأخير ضرورة تفعيل دور اللجنة الخاصة بالنظر في طلبات الحصول على الجنسية الأردنية من المتقدمين لها من البادية الشمالية. وقدر عددهم بـ(7) الاف شخص.
بطاقات تحديد سكن
وفي اجراء تنظيمي باشرت مديرية احوال وجوازات المفرق باستقبال طلبات الحصول على بطاقة «تحديد سكن» مقروءة الكترونيا للاشخاص المقيمين في البادية الشمالية ممن لا يحملون اية وثائق تسمح لهم بحرية التنقل ولا تتضمن حقوقا اوخدمات اخرى اعتمدت فيها على القيود والملفات الموثقة لدىهم ويقتصر استخراجها فقط على تحديد مكان السكن والمساهمة في تخفيف عبء حمل الاوراق التعريفية التي يقومون بحملها ممن لايحمل بطاقة هوية ووثائق رسمية.
وافاد مدير مديرية احوال مدنية وجوزات المفرق عبد الله الطوالبة ان البطاقة لاتحمل رقما وطنيا وتتضمن الاسم الرباعي لحامل البطاقة ومكان وتاريخ الولادة ومكان الاقامة على الوجه الامامي بينما يتضمن الوجه الخلفي للبطاقة مكان وتاريخ صدور البطاقة ورقم الملف.
المتحدث باسم المقيمين
وأوضح المتحدث باسم المقيمين سالم الرويلي ان الارادة الملكية صدرت في عام 87 بمنح جميع ابناء البادية الجنسية الاردنية بموجب لجان شكلت لتلك الغاية واحتصل العديد من المواطنين على الجنسية بينما اكتفى غالبيتهم بشهادات الولادة وعقود الزواج معتقدين ان تلك الوثائق هي نهاية الحصول على الجنسية وانشطرت بذلك العديد من الاسر فمنهم من احتصل على الجنسية الاردنية ومنهم لازال على امل الحصول عليها، لافتا الى حصول العديد منهم على الموافقات الامنية اللازمة والمطلوبة.

ووصف الرويلي حجم معاناتهم الانسانية والاجتماعية والاقتصادية فقد منعوا من العمل في القطاعين العام والخاص وانتشار الامية نتيجة لصعوبة تعليم ابنائهم في المدارس الخاصة – بعد حرمانهم من التعليم في المدارس الحكومية وارتفاع تكاليف مراجعة الاطباء والعلاجات والمستشفيات الامر الذي أدى الى تفاقم الامراض وانتشارها والتأخر في علاجها ناهيك عن الاثار الطبيعية للجهل والفقر والضغوط النفسية والحرمان.
وتحدث العديد من المقيمين بدون وثائق رسمية بدافع من الاحباط بعد كثرة الوعود من قبل الحكومات المتعاقبة واللجان التي شكلت للبت في طلبات منحهم الجنسية وإنهاء معاناتهم، موضحين أن غالبية الاسر تكافح وتناضل من أجل القدرة على توفير تكاليف المعيشية اليومية لا أكثر، مؤكدين أن لديهم جذورا وتاريخا في البادية الاردنية ويحتصلون على وثائق أردنية وأن طلباتهم للحصول على الجنسية تستحق النظر وأنه يمكنهم إثبات أحقيتهم في الحصول على الجنسية وان من يثبت حصوله على جنسية اخرى لايستحق الجنسية الاردنية.الدستور