مرايا – قالت وزارة العمل إنها تبذل جهوداً كبيرة بالتنسيق مع المستثمرين في المناطق التنموية والصناعية المؤهلة لإقامة عدد من الفروع الانتاجية (مصانع).
وأضافت الوزارة أنها اتخذت حزمةَ إجراءات وتسهيلات بالتنسيق مع الجهات المعنية من شأنِها تحفيز البيئة الإستثماريةْ في المملكة، وفتحِ آفاقٍ جديدة نحوَ توزيع مكتسباتِ التنمية في المحافظات، ومنحِ المستثمرينَ هناك حوافزَ تشجيعية .
وأكدت الوزارة أنها تمضي قدما في تنفيذ توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني، نحو ضرورة ايجاد آليات جديدة تستوعبُ التغير الكبير الحاصل في حجمِ القوى العاملة، سواء ما جاء منها عبر مُخرجاتِ التعليمِ، أو من خلال العمالةِ الوافدة التي قدمت إلى الأردن نتيجة موجات اللجوء، او غيرها.
وأشارت إلى انه تقوم الفكرة او المبادرة على إقامة فروع انتاجية لمصانع وشركات المدن الكبرى في المناطق التي ترتفع فيها معدلات البطالة، مع إعطاء الأولوية للشركات النموذجية المدرجة ضمن القائمة الذهبية، على أن تخضع ظروف العمل في هذه الوحدات الفرعية لقانون العمل الأردني ونظام القائمة الذهبية وخاصة ما يتعلق بتحديد ساعات العمل للعاملات.
مدير وحدة الفروع الانتاجيه ومشاريع الانتاج في وزارة العمل عثمان روبين، قال إنه بلغ عدد الفروع العاملة حاليا ضمن مبادرة الفروع الإنتاجية 23 فرعا منتشرة في المناطق النائية في مختلف مناطق المملكة، تستهدف توفير ( 8040 ) فرصة عمل، تحقق منها نحو( 6338 ) فرصة معظمها للفتيات في هذه المناطق, بقيمة تمويل بلغت 22مليون دينار.
وأضاف أنه يوجد ( 8 ) فروع جديدة تحت الإنشاء وبنسب إنجاز مختلفة ستوفر حوالي (2980) فرصة عمل جديدة, وبكلفة مالية تقدر ب أكثر من 15 مليون دينار.
وضمن خطة التوسع لإنشاء المزيد من الفروع الإنتاجية في مناطق جديدة من المملكة لتوفير فرص العمل للشباب العاطلين عن العمل وخاصة فئة الإناث، ثمة (9) فروع قيد الإحراء تستهدف توفير (1660) فرصة عمل، وبكلفة مالية تقدر ب أكثر 8 مليون دينار أردني.
وقال روبين انه وضمن خطة وزارة العمل فان العمل جار الان للتنسيق مع مستثمرين لإنشاء (13) فرع , «تستهدف المتعطلين عن العمل خاصة الإناث في المناطق التي ترتفع فيها معدلات البطالة ، حيث يتم تحديد المناطق من خلال وزارة العمل (بناء على النسب المناطقية للبطالة).
تشغيل خريجو التخصصات الراكدة
وأضاف روبين انه تم دعم تدريب وتشغيل خريجي التخصصات الراكدة المسجلين في ديوان الخدمة المدنية ودمجهم في سوق العمل من خلال التركيز على الإناث في مشروع إعادة تأهيل حملة التخصصات الراكدة , حيث تخضع تلك الفتيات لبرنامج تدريبي يؤهلهن للعمل في هذه المصانع, مشيرا الى ان سوق العمل الأردني عانى بعض الاختلالات والتحديات خاصة في مجال توفير فرص العمل لجميع الخريجين ، وان من هذه التحديات ضعف موائمة مخرجات النظام التعليمي والتدريبي مع احتياجات سوق العمل الفعلية والذي يؤدي إلى ارتفاع أعداد المتقدمين في ديوان الخدمة المدنية جراء التحاق أعداد كبيرة من الطلبة في تخصصات راكدة على المستوى الجامعي والدبلوم الشامل لا تتواءم مع احتياجات سوق العمل والذي ينعكس بدوره على تزايد معدلات البطالة في سوق العمل.
الفروع الانتاجية خلال النصف الاول من هذا العام
وبين روبين انه خلال النصف الاول من هذا العام سيتم رفد الفروع الانتاجية القائمة ب 815 شاب وفتاه , فيما سيباشر العمل في اربع فروع انتاجية جديدة في الموقر, ام الرصاص, المفرق/الصالحيه ومادبا / ذيبان وستعمل على تشغيل 275 شاب وفتاه في المرحلة الاولى من انشاء هذه الفروع.
اتفاقيات التجارة الحرة وأثرها على الإستثمار
وحسب روبين ان جلالة الملك عبدالله الثاني إفتتح مصنع الجنيد للألبسة في عجلون،نهاية العام الماضي التابع لشركة الأزياء التقليدية بكلفة تقدر بـ 3 ملايين دينار من قبل مستثمر هندي ويعمل به 470 شاب وفتاه ( 23 ذكور + 447 إناث ) في المرحلة الحالية , وسيوفر 700 فرصة عمل لأبناء وبنات المنطقة خلال العام الحالي. كما ان المصنع يضم حضانة أطفال لأبناء العاملات، تتسع لـ 100 طفل، وتضم حاليا 36 طفل , كما يحتوي على عيادة طبية متكاملة.
صاحب شركة الأزياء التقليدية لصناعة الألبسة المستثمر الهندي سانال كومار , قال إن خبرته الاستثمارية في الأردن بدأت منذ عام 2003 عندما أنشأ مصنعا يتضمن خطي إنتاج و300 عامل ، مضيفا أن شركته توسعت في إنشاء المصانع داخل المملكة لتصل إلى 200 خط إنتاج، وفرت نحو 24 ألف فرصة عمل معظمهم من الأردنيين.
وأوضح أن السبب الرئيس الذي شجعه للاستثمار في الأردن يعود إلى اتفاقيات التجارة الحرة التي تربط المملكة مع عدد من الدول، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى التشريعات والبيئة الاستثمارية المميزة والموارد البشرية المؤهلة.
ولفت إلى أن صادرات قطاع الألبسة في الأردن مؤهلة للنمو إلى أضعاف، ليكون القطاع قادرا على توفير عشرات الآلاف من فرص العمل الإضافية.
قصص نجاح في الفروع الانتاجية
تحدثت تمارا طلوزي عن فرصة العمل التي وفرها مصنع الجنيد لها بعد ان تخرجت من جامعة البلقاء التطبيقية عام 2012 , حيث بدأت رحلة البحث عن وظيفة حكومية , إلا انه لم يتسنى لها ذلك , وقالت طلوزي انه بعد إقامة المصنع , قررت ان تتقدم بطلب للعمل في اي مهنة كانت , وبالفعل تم قبولها للعمل في مهنة الخياطة والتحقت في الدورة , وبدأت العمل كخياطة ومن ثم تدرجت في السلم الوظيفي واصبحت الان مدربة للخياطة وتتقاضى راتب مجزي اضافة الى التأمينات الاجتماعية الاخرى.
ودعت تمارا الفتيات الخريجات الى عدم انتظار الوظيفة الحكومية والتوجه على الفور لتعلم مهنة معينة والالتحاق بالقطاع الخاص.
أما معاذ مفيد المومني وهو من الاشخاص ذوي الاعاقة , خريج جامعة اليرموك تخصص ارشاد وصحة نفسية , فقد عرض تجربة عمله في المصنع كعامل تغليف , لافتا انه طرق جميع الابواب لغايات العمل ضمن تخصصه في القطاع العام او الخاص , الا انه لم يجد أذان صاغية بسبب النظره المجتمعية للأشخاص ذوي الاعاقة وعدم قدرتهم على العمل.
وقال المومني انه اصيب بالاحباط في البداية , الا ان دعم والدته المستمر له دفعه للتوجه الى المصنع والمحاولة في الحصول على فرصة عمل , وجرى على الفور تشغيله , مؤكدا انه يستخدم كرسي متحرك تم توفيره له من قبل المصنع , كما وفر المصنع لنا منحدر خاص أضافة الى وجود مصعد يساعده في الحركة .
معاذ المومني قال ” أعمل الان لتغير صورة ونظرة المجتمع الخاطئة عن الاشخاص ذوي الاعاقة.
وفاء محمود البراهمة، عرضت تجربة عملها في المصنع، التي بدأت عندما انخرطت بدورة تدريبية بمهنة الخياطة لمدة ثلاثة شهور، لتمضي بعدها في هذه المهنة إلى أن وصلت إلى موقع مشرفة إنتاج، مضيفة أن المصنع وفر فرص عمل لفتيات وأبناء المنطقة، وساهم في تحسين الأوضاع المعيشية لهم.
تحدثت المهندسة أحلام المومني عن الفرصة التي وفرها مصنع الجنيد فرع عجلون لها بعد أن تخرجت من جامعة العلوم والتكنولوجيا في عام 2010، وبدأت رحلة البحث عن عمل بوظيفة حكومية إلا أنه لم يتسنى لها ذلك، فتوجهت – حسب قولها – إلى القطاع الخاص لتبدأ عملها في المصنع كمهندسة تخطيط، ضمن بيئة عمل مناسبة وقريبة من مكان سكنها.