بمناسبة “اليوم العالمي للمرأة”
مرايا – “أريد أن أدرس العلاقات الدولية، وأريد أن أصبح مترجمة فورية، وأريد أن أدرس الصحافة والإعلام.. ولكنني لا أستطيع القيام بذلك، لماذا؟ لأنني أنثى، ولأنني لاجئة”!
بهذه الكلمات لخّصت “زاد الخير الزعبي” الصعوبات والمعيقات التي تواجهها كفتاة في مقتبل العمر، وكفتاة لاجئة تعيش في مخيم “الزعتري” للاجئين السوريين في الأردن، وذلك خلال الندوة النقاشية التي نظّمتها السفارة التركية في عمّان بالتعاون مع منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) تحت عنوان “العدالة الاقتصادية للمرأة: تجاوز المعيقات لتوازن أفضل”.
وجاءت هذه الفعالية التي استضافها السفير التركي السيد “مراد كاراغوز” في مقر إقامته بعمّان، وبحضور الأميرة “وجدان علي” وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي العاملين في الأردن، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يوافق 8 آذار/ مارس من كل عام، والذي يرفع هذه السنة شعار (التوازن من أجل الأفضل).
وفي مقابل الصعوبات أعلاه، استعرضت “زاد الخير” قصة نجاحها كلاجئة، منذ انقطاعها عن الدراسة بسبب حالة اليأس التي ألمّت بها جرّاء موت شقيقيها بسبب الأحداث في سوريا، مرورا بعودتها إلى الدراسة وتعلّمها اللغة الإنجليزية بمجهودها الذاتي ومشاركتها في عديد من المبادرات التي تستهدف الأطفال واليافعين داخل مخيم الزعتري، وصولا إلى تقدّمها حاليا لامتحانات الثانوية العامة (التوجيهي) للعبور بعدها للدراسة الجامعية.
وتحدثت الشابة السورية “عروب نعناع” عن تجربتها كلاجئة تعيش في مدينة “غازي عنتاب” التركية، وتلك المفارقة بين رغبتها وهي فتاة صغيرة أن تزور تركيا كسائحة للتمتع بطبيعتها ومعالمها التاريخية، وبين وصولها إلى تركيا كلاجئة جرّاء الأزمة في بلدها سوريا.
واستعرضت “نعناع”، بعض الأرقام والحقائق المتعلقة باللجوء السوري في تركيا، وأبرز التحديات التي تواجه اللاجئين مثل العثور على مسكن بأسعار معقولة، وعدم القدرة على التحدث باللغة التركية، والبطالة التي تمثّل التحدي الأكبر للنساء اللاجئات.
وتطرّقت “نعناع إلى أوجه المساعدة التي يحصل عليها اللاجئون في تركيا، خاصة ما يتعلق بالخدمات الصحية وتوفير المأوى والحماية والتعليم ، سواء بشكل رسمي من قبل السلطات، أو من قبل المؤسسات الأممية والتطوعية وأبناء المجتمع التركي أنفسهم.
وكان السفير التركي “مراد كاراغوز” قد افتتح الفعالية بكلمة ترحيبية أكّد فيها حرص السفارة التركية في عمّان خلال السنوات الثلاث الماضية على اغتنام مناسبة “يوم المرأة العالمي” من أجل التركيز على التحديات والصعوبات التي تواجهها المرأة بشكل عام وسبل تجاوزها.
وبيّن “كاراغوز” أن اختيار موضوع “العدالة الاقتصادية للمرأة” هذه السنة، مع إيلاء اهتمام خاص بالنساء اللاجئات، هو من أجل تسليط الضوء على أهم المشاكل التي تواجهها المرأة اللاجئة بهذا الخصوص.
وقدّمت الرئيس التنفيذي لمنظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) الأستاذة “سمر محارب” عرضا رقميا لأبرز ملامح التقرير الذي ستصدره المنظمة قريبا بعنوان: “اختلالات تحتاج إلى موازنة: تجاوز العقبات أمام المشاركة الاقتصادية للمرأة في الأردن”.
ويغطي التقرير ثلاثة محاور رئيسية هي: العوائق السيسيو – اقتصادية أمام عمل المرأة، وأوجه التمييز ضد المرأة في أماكن العمل، وما بين الفقر والسجين – أزمة ديون النساء (الغارمات).
ويتحدث التقرير بشكل أساسي عن المرأة الأردنية، مع أخذ النساء اللاجئات بعين الاعتبار في المواضع التي تستدعي ذلك بكونهن قد أصبحن بحكم الظروف والأحداث جزءا من سوق العمل والأيدي العاملة في الأردن.
وقدّم عضو اللجنة الوطنية التركية المعنية بأهداف (2030) للتنمية المستدامة الدكتور “بارش البارصلان” عرضا حول الأزمة السورية وتأثيراتها وتداعياتها على تركيا، ونسب مشاركة اللاجئين في سوق العمل في تركيا، والعقبات التي يواجهونها.
وقاطع “البارصلان”، المدرّس في جامعة أنقرة، بين الأرقام والبيانات على الأرض، وبين أهداف (2030) التي تتبناها الأمم المتحدة، وبشكل خاص الأجندة الإستراتيجية التي تتبناها منظمة (اليونسكو) بهذا الخصوص بكونه عضوا في اللجنة الوطنية لليونسكو في تركيا.
وأعقب كلمات وعروض المتحدثين نقاش جماعي تضمن أسئلة ومداخلات وتعقيبات الحضور من الخبراء والمختصين، والإعلاميين، والعاملين في المنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني، والضيوف من أعضاء السلك الدبلوماسي.
واختتمت رئيسة لجنة العمل والتنمية في مجلس الأعيان الأردني الدكتورة “سوسن المجالي” الفعالية من خلال إعطائها خلاصة لأهم مجريات الندوة، وأهم الأفكار والتوصيات في ضوء القصص والعروض التي تم تقديمها وما أعقبها من نقاش وحوار.
ويذكر أن اليوم العالمي للمرأة هو احتفالية سنوية تبنتها منظمة الامم المتحدة سنة 1975، حيث وقع الاختيار على تاريخ 8 آذار/ مارس بكونه نفس اليوم من سنة 1917 الذي حازت فيه النساء في الاتحاد السوفيتي سابقا على حق الاقتراع.
* شرح الصورة: اللاجئة السورية “زاد الخير الزعبي” تنال إعجاب وتصفيق الحضور على كلامها الذي تميّز بالصدق والعفوية. في الصورة من اليسار سمو الأميرة وجدان علي، وإلى جانبها سعادة السفير التركي “مراد كاراغوز، وتليه سعادة العين سوسن المجالي.