مرايا -‏قال مدير دائرة الخرائط في بيت الشرق في القدس خليل تفكجي إن «اقامة دولة فلسطينية ذات تواصل جغرافي امر مستحيل».

وبين التفكجي في محاضرة نظمتها المدارس العصرية ومؤسسة فلسطين الدولية اول أمس في منتدى العصرية، بعنوان «هل دولة فلسطين ما زالت ممكنة الان ام تجاوزها الزمن» أن «دولة فلسطين لن تقوم جغرافيا وقد تجاوزها الزمن بحكم الاستيطان».

وقدم تفكجي الادلة والخرائط الجوية المختلفة، التي تثبت حقيقة ما توصل اليه، إذ ان كل الاتجاهات الجغرافية متمثلة بـ (السيطرة على الارض) والاتجاهات السكانية متمثلة بـ (النمو السكاني) تذهب اتجاها واحدا وهو ان دولة فلسطينية غير موجودة في التفكير السياسي الاسرائيلي.

وبحسبه فان المستعمرات الاستيطانية لا تبنى عشوائيا وانما تشكل بالنهاية كتلة واحدة بحيث لا يمكن معها تشكل الدولة الفلسطينية.

واشار تفكجي الى ان «اسرائيل تعمل بطريقة ممنهجة وتخطيط استراتيجي لتحقيق حلمهم المتمثل بـ (اسرائيل من النهر الى البحر) سواء من حيث عبرنة اسماء الشوارع والبناء حول المدن الفلسطينية وتقسيم الضفة الغربية بشكل فسيفسائي والجدار الفاصل وانشاء محميات طبيعية للسيطرة على الارض ومشروع (النجوم) ببناء كتل استيطانية ضخمة فوق الخط الاخضر وفوق اراضي ١٩٤٨ والضفة الغربية لانهاء شيء اسمه الخط الاخضر».

الى جانب الامر العسكري للطرق رقم (50) الصادر عام 1983 والذي احدث–وفقا للتفكجي–نظامين بالمجتمع الاول نظام (المستوطنين) المتواصل جغرافيا ونظام (العرب) الذين لديهم فقط للتواصل الانفاق والشوارع الفرعية، ما ادى الى استحالة اقامة دولة فلسطينية ذات تواصل جغرافي لسيطرة المستوطنات على الشوارع الرئيسية.

واكد تقكجي ان اسرائيل فرضت قوانينها على المستوطنين والمستوطنات في الضفة الغربية فاصبح هنالك(مجتمع مستوطنين) يحاكمون بموجب القوانين الاسرائيلية و(مجتمع فلسطيني) يحاكم بموجب قوانين عسكرية او ادارية.

اما مستوطنات القدس فقد طبق عليها القانون الاسرائيلي، اما المناطق التي لا تخضع للسلطات البلدية والمحلية والاقليمية فقد اعلن عنها ارض عسكرية مغلقة.

وبين تفكجي ان «استمرار التوسع الاستيطاني ادى الى زيادة نسبة السيطرة على الارض واستغلال الثروات الاقتصادية سواء بالاغوار او الثروات الطبيعية بالجبال (بالكسارات)اضافة للسيطرة على المياه الجوفية فاصبحت السيطرة الاسرائيلية على الاقتصاد الفلسطيني فوق وتحت الارض».

وعن حل الدولتين قال تفكجي «ان الاستراتيجية الاسرائيلية للاستيطان تبنى على برامج طويلة الامد ضمن مشروع متفق عليه من جميع الاحزاب الاسرائيلية تضعه مراكز الابحاث وتطبقه الحكومات المتعاقبة يقضي باقامة مستعمرات جديدة وتوسيع القائم منها وجعل القدس جاذبة للاسرائيليين طاردة للعرب(…) وكذلك مشروع النجوم بازالة الخط الاخضر والبناء فوقه اقامة المستوطنات عليه والشوارع الالتفافية وخلق بنية تحتية للمستوطنين والفلسطينيين منفصلتين.

وبين ان الاستيطان سيستمر في التوسع والتعمق الى ان يصلون الى مليون شخص اسرائيلي في السنوات العشرين القادمة.وان الاسرائيليين يقولون ان الفلسطينيين لديهم دولتان واحدة في غزة والاخرى في الاردن وليسوا بحاجة لدولة ثالثة.

واشار تفكجي ان اسرائيل تدعي انها عرضت على الفلسطنيين ٩٦٪ من الارض وان الفلسطينيين رفضوا ذلك ولكن الحقيقة مغايرة فهذه النسبة منقوص منها القدس والبحر الميت والاغوار والحرم الشريف فيصبح المعروض لا يتعدى الف كيلو متر من اصل خمسة الاف و٨٠٠ متر.

ودعا تفكجي الى وضع الاستراتيجيات وعدم الاكتفاء بردات الفعل على التغول الاسرائيلي لوقف هذا الاستنزاف.مؤكدا ان الوجود الفلسطيني داخل الضفة الغربية يعد كالشوكة في حلق الجانب الاسرائيلي.وكذلك فلسطيني مناطق ١٩٤٨ يمثلون مشكلة ديمغرافية لاسرائيل.