مرايا – قطع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خطابه، يوم الأحد، في ولاية تكيرداغ غربي البلاد، وطلب من الحشود مشاهدة الفيديو عبر شاشة كبيرة تم وضعها في مكان بارز بعد إخفاء بعض معالم الفيديو.
وبعد إنتهاء العرض قال: “كل زعماء العالم حتى الأمم المتحدة قالوا إن هذا إعتداء على الإسلام والمسلمين، لكن لم يقولوا إن المهاجم إرهابي مسيحي”. وأضاف “لو كان المهاجم مسلما لكانوا وصفوه فوراً بأنه إرهابي مسلم”.
وظهر في المقطع الذي عرضه أردوغان المهاجم وهو يدخل المسجد في كرايست تشيرش، ويطلق النار على المصلين الذين قتل منهم خمسين بينما أصاب العشرات.
وكان المهاجم قد ثبت على رأسه كاميرا GO PRO وتمكن من بث الهجوم بشكل مباشر عبر فيسبوك، وسارعت شبكات التواصل الإجتماعي إلى إزالة الفيديو بعد تعالي الأصوات المنادية بفرض مزيد من القيود على ما يتم نشره عبر هذه الشبكات.
وقالت فيسبوك أنها حذفت مليون ونصف مليون فيديو للهجوم على المسجدين خلال 24 ساعة من وقوعه. وأضافت أنها حذفت حتى مقاطع الفيديو التي تم تعديلها لحجب اللقطات العنيفة فيه.
وسائل إعلام تركية، صورت الرئيس أردوغان باعتباره مدافعاً عن المسلمين ضد موجة الاسلاموفوبيا. وصدرت إحدى الصحف التركية وهي تحمل عنوان “بينما نقف إلى جانب ضحايا الإرهاب في نيوزيلندا الغرب يلتزم الصمت”.
وصرح أردوغان في كلمته إنه تم توجيه الإتهام إلى المهاجم اليميني المتشدد برنتون تارانت الذي نشر بياناً على الانترنت من 70 صفحة يتحدث فيه عن توجهاته ودوافعه، وذكر فيه مراراً اسم تركيا وأحد أبرز معالم اسطنبول، آية صوفيا والذي كان كنيسة قبل عدة قرون وجرى تحويلها الى مسجد خلال المرحلة العثمانية، لكنها حاليا متحف منذ أواسط ثلاثينيات القرن الماضي.
كما أشار أردوغان إلى أن المهاجم زار تركيا مرتين خلال عام 2016 ومكث فيها نحو 40 يوماً خلال الزيارتين وأنه يتم الآن التدقيق في ما قام به خلال مكوثه في تركيا وبمن اتصل.
وأكد أردوغان: “لو كان المسلمون متضامنين لما كانوا شنوا علينا مثل هذه الهجمات، لكن لو ظل المسلمون مشتتين يمكنهم القيام بمثل هذه الهجمات علينا. لذلك سنبقى متحدين ومتضامنين ونرعى بعضنا”.
كما شن أردوغان هجوماً لاذعاً على زعيم المعارضة، كمال كليجدار اوغلو، متهما إياه بالوقوف في صف من وصفهم بكارهي الإسلام.
واتهم ناطق باسم حزب الشعب الجمهوري المعارض أردوغان باستغلال الفيديو لتحقيق مكاسب سياسية.
وأعلن وزير الخارجية النيوزيلندي وينستون بترز أنه تحدث إلى المسؤولين الأتراك معرباً لهم عن شعوره بالصدمة من استغلال الفيديو لأغراض سياسية.
“حامي المسلمين”
وتحدثت صحيفة عن الهجوم في إطار نظرية المؤامرة وادعت أن أجهزة الاستخبارات الغربية متورطة في الهجوم، وهذه الرواية “تلقى رواجاً وسط الناخبين المحافظين من الناحية الاجتماعية والذين يحتاجهم أردوغان للفوز في الانتخابات، بينما يشعر النصف الآخر من الأتراك وهم العلمانيون الذين يميلون إلى الغرب بمزيد من الضيق والانزعاج” حسبما يقول لوين.