سمو الأمير الحسن بن طلال أول من بادر لعقد الحوار العربي الصيني منذ ثمانينات القرن العشرين
التعاون بين المراكز الفكرية العربية والصينية ضرورة لتأطير مساعي الاستقرار والتنمية في المنطقة

مرايا – شارك نائب الأمين العام للشؤون الثقافية في منتدى الفكر العربي الباحث كايد هاشم في أعمال الدورة الثانية للمنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية، الذي استضافته وزارة الخارجية الصينية ومركز الدراسات الصيني العربي في مدينة شنغهاي بالصين يومي 15 و16/4/2019، وألقى كلمة بالإنابة عن الأمين العام لمنتدى الفكر العربي د. محمد أبو حمور عبر فيها عن أهمية هذه الدورة في تبادل الآراء ووجهات النظر بين الخبراء والباحثين في ما يخص تطوير العلاقات العربية الصينية في مختلف المجالات، وحول قضايا المنطقة والعالم، ومسارات خطة الحزام والطريق الصينية، التي تهدف إلى إعادة روح السلام والتعاون والتسامح والانفتاح، وتبادل المنافع بين الجانبين بما يحقق تنمية مشتركة، ويزيد في توثيق الأواصر الحضارية بين شعوب الشرق وسائر شعوب العالم. وأشار إلى أن العلاقات بين الصين والأردن تعتبر علاقات نموذجية شهدت تطوراً منتظماً، ونتطلع إلى مزيد من التعاون في مجالات تنموية متعددة كالتعليم والتدريب والطاقة البديلة والصناعات والاستثمار، إضافة إلى التعاون الثقافي والفكري.

كما أشار إلى ريادة منتدى الفكر العربي في إطلاق الحوار العربي الصيني بمبادرة من رئيس المنتدى سمو الأمير الحسن بن طلال منذ منتصف ثمانينات القرن الماضي؛ مؤكداً أن حصيلة الحوارات العربية الصينية عبر ما يزيد على الثلاثين عاماً الماضية تمثل حصيلة غنية بالمتابعات الواقعية في ميادين مختلفة من خبراء واختصاصيين من الجانبين، وترصد تطورات في العلاقات بينهما في ظل ما مر بالمنطقة والعالم من أحداث وتحولات مهمة.

ومن جهته شارك الباحث كايد هاشم بورقة عمل في الجلسة الثالثة للمنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية، والتي ناقشت محور التواصل بين المؤسسات الفكرية وتقديم الدعم الفكري لبناء “الحزام والطريق”، وتناولت الورقة آليات التعاون في هذا المجال، مع تأكيد تحقيق المصالح المشتركة الثقافية والاقتصادية والسياسية بشكل متوازن، وأوضح أهمية تطوير التعاون والإعلام الثقافي المتبادل واللقاءات بين مراكز الفكر والدراسات والباحثين، بصورة تعمق معرفة كل طرف بالطرف الآخر في ضوء المشتركات الحضارية والإنسانية، وتساعد على مزيد من التفهم والتفاهم بشأن المواقف ووجهات النظر لدى كل جانب.

ودعا إلى لقاءات مستمرة بين مراكز الفكر العربية والصينية لإجراء التقييم الدوري لمخرجات اللقاءات والحوارات العربية الصينية من أجل تأصيل هذه التجربة وترسيخ مفاهيم تنموية مبتكرة ورؤى مشتركة في نهضة الأمتين العربية والصينية، كما أكد ذلك الرئيس الصيني شي جي بينغ في خطابه بجامعة الدول العربية عام 2016.

وقال الباحث هاشم: إنه من الضروري أن يكون الحوار قائماً حول المنجزات الفكرية العربية والصينية على السواء في إطار التطورات المتلاحقة في المنطقة ودخول العالم عهد الثورة الصناعية الرابعة، بما في ذلك دراسة تأثيرات هذه التطورات والعمل على إعداد الخطط الإصلاحية لدعم وتعزيز المسارات التنموية؛ مشيراً إلى ما أنجزه منتدى الفكر العربي من مشاريع فكرية مثل “الميثاق الاجتماعي العربي”، و”الميثاق الاقتصادي العربي”، وما سيتبعهما من مواثيق في الثقافة والسياسة والبيئة. وأشار إلى أهمية تعزيز مأسسة الحوار العربي الصيني لما له من دور في فتح آفاق مستقبلية واسعة للمساهمة في تأطير مساعي الاستقرار والازدهار التنموي والتكامل العربي.

يذكر أن هذه المشاركة أتت ضمن زيارة رسمية إلى الصين بدعوة من سفارة جمهورية الصين الشعبية بعمّان وجمعية الشعب الصيني للصداقة مع الدول الأجنبية لوفد من مندوبي وسائل الإعلام وعدد من مراكز الفكر والدراسات في الأردن.