مرايا – مع توتر الأوضاع الأمنية والسياسية في السودان، بدأت تطل مشكلة الطلبة الأردنيين الدارسين في الجامعات السودانية، خصوصا، مع تفاقم مظاهر الاحتجاج الى إطلاق عيارات نارية. ومنذ انطلاق الاحتجاجات في السودان، طرح موضوع هؤلاء الطلبة على طاولة مجلس التعليم العالي، الذي ارتأى وضع خطة استباقية، للتعامل مع المستجدات المستقبلية.
في هذا الصدد، كشفت مصادر مطلعة عن وضع اللجنة الأكاديمية المنبثقة عن مجلس التعليم العالي تصورات وسيناريوهات للتعامل مع الطلبة الأردنيين الدارسين في السودان، في حال استمرت حالة عدم الاستقرار، اضطر معها الطلبة للعودة بسبب الأوضاع السياسية والأمنية هنالك. وقالت المصادر إن السيناريوهات والتصورات، وضعت بموجب معلومات مفصلة حول واقع الطلبة الدارسين هنالك، والتي زود بها المستشار الثقافي في السفارة الأردنية في الخرطوم.
ويقدر عدد الطلبة الأردنيين الملتحقين بالجامعات السودانية (445) طالبا وطالبة، (95%) منهم تقريبا ملتحقون بتخصص الطب في عدة جامعات، وأن توزيعهم مختلف فيما بينها. ورغم أن الجامعات السودانية، أغلقت أبوابها، بداية الأزمة السياسية فيها، إلا أن جامعات سودانية استأنفت عملها، من بينها: جامعة البحر الأحمر، التي يدرس فيها طلبة أردنيون، إلا أنها عادت وأغلقت، ثم أعلنت جامعة النيلين بدء الدراسة والامتحانات.
وكانت (13) جامعة سودانية، فتحت أبوابها أمام طلبتها في وقت سابق، غير أن تلك الجامعات لم يكن ملتحقا بها طلبة أردنيون، لتكون جامعة البحر الاحمر أول جامعة تفتح أبوابها، من الجامعات التي فيها طلبة أردنيون، لكنه لم يحدد عدد الطلبة.
وتعاملت اللجنة الأكاديمية مع التصورات، ضمن معايير تخصص الطالب والسنة الدراسية، وتاريخ التحاقه بالجامعة، إذ تملك اللجنة قائمة بأسماء جميع الطلبة الأردنيين الملتحقين بالجامعات السودانية.
وجاءت خطوة التعليم العالي في ضوء رسالة بعث بها طلبة أردنيون يدرسون في جامعات سودانية إلى وزير التعليم العالي وليد المعاني، شرحوا فيها معاناتهم جراء الاحتجاجات الدائرة في السودان، والتي تسببت بتعليق الدراسة حتى إشعار آخر، وما قد يترتب على ذلك.
وطالب الطلاب بوضع خطة مستقبلية للتعامل مع حالتهم الخاصة، ووضع التدابير اللازمة للتعامل مع قضيتهم، ومطالبة السفارة الأردنية في السودان وتحديدا المستشار الثقافي بتوضيح الوضع الراهن بالسودان لوزارة التعليم العالي بصورة تكفل حقوقهم، إلى جانب سحب أوراقهم وكشوف العلامات والخطط الدراسية والثبوتات الجامعية لهم في الجامعات السودانية (…) في حال لزم الأمر، وأن تتخذ جميع الإجراءات اللازمة والخطوات القانونية بما يخص الشهادات لتكون كشوف العلامات جاهزة للمعادلة بشكل رسمي.
ولا يعد ملف «طلبة السودان» الحالة الأولى، التي يتعامل معها مجلس التعليم العالي، إذ تعامل مع ملف الطلبة الأردنيين العائدين من العراق، وكذلك الطلبة العائدين من اليمن بالإضافة الى الطلبة العائدين من سوريا، وهؤلاء الطلبة جزء منهم مبتعث والغالبية على نفقة الدراسة الخاصة.
إلا أن في الحلول السابقة، كان هناك رفض من قبل الطلبة لبعضها، والتي وضعت من أجل تحقيق اتساق بين الوضع الطارئ والتشريعات المعمول بها، إلى جانب أن بعض الاشخاص استغلوا الوضع، وقاموا بالتسجيل في جامعات تلك الدول اثناء تدهور الأوضاع الأمنية منها، للاستفادة من الحلول التي يقدمها الأردن لها، خصوصا وان السواد الاعظم من الطلبة يلتحقون بتخصصات طب وطب أسنان، بحكم أن معدلاتهم لا تؤهلهم الالتحاق بهذين التخصصين في الجامعات الأردنية.
وذكرت المصادر أن اللجنة راعت جميع معطيات التعامل مع ملف الطلبة العائدين في الوقت السابق سواء من حيث الإيجابيات أو السلبيات.
وعلى صعيد، الطلبة في الجزائر، أوضحت مصادر أن الوزارة تتابع أوضاع الطلبة وأن العملية التعليمية تسير بدون أي معيقات. وبينت أن عدد الطلبة الأردنيين في الجامعات الجزائرية زهاء (900) طالب وطالبة.الراي