مرايا – من يسلك الطريق الصحراوي لا يجد أدنى مؤشر على أن الطريق يخضع لرقابة أي طرف ما.
فأعمال الصيانة على “الصحراوي” تعاني من الالتزام بأسس السلامة العامة، حيث يسير المرء لمسافات طويلة على خط ذي مسربين بسبب الأعمال على الخط الآخر ويده على قلبه.
الشاحنات تتزاحم على التجاوز بشكل مخالف يعرّض حياة سالكيه للخطر، ويفاجىء السائق صاحب المركبة الصغيرة بأنه يقابل سيارات كبيرة بشكل مزدوج تُهدد حياته.
الحواجز الإسمنتية ليست على طول الطريق الذي تجري عليه صيانة، لذا يمكن أن يشاهد عابر الطريق الانفلات الحاصل دونما مخالفة تطال السائقين، فيما يعزو وزير الأشغال حوادث السير إلى أخطاء السائقين.
عقدة التحويلات تعد النقطة الحرجة على الطريق حيث الانحناءات المفاجئة التي قد تتسبب بالحوادث المميتة، فضلاً عن تسابق المركبات ما قبلها وبعدها دونما رقابة فعلية على السائقين، وتزداد الخطورة ليلاً حيث الطريق الصحراوي معتم.
واجب الجهات المعنية أن توفّر مرور آمن يمنع التجاوزات والمخالفات التي يمكن رصدها بالمئات في اليوم الواحد على الطريق الذي أصبح يدعى “طريق الموت”، فيما تسابق المركبات واضح للعيان وبينها الشاحنات والحافلات الكبيرة التي تقل عشرات الركاب.
العشرات راحوا ضحايا الطريق ويكتفي أهالي الموتى بتشييع جثامين أبنائهم، بينما الطريق ممهدة لمزيد من الحوادث في ظل انعدام السلامة العامة، وحديث حكومي عن سنة ونصف أخرى حتى يُنجز الطريق.
سبق أن أعلنت الحكومة وقف العمل بـ”الكتف الثالث” للطريق بسبب شح الموارد المالية، واكتفت بأن ينجز الكتف الثالث على أحد المسارب وهو المسرب القادم من العقبة إلى عمان.
الطريق الصحراوي يجب أن يُمنح الأولوية، وقد شاهد رئيس الوزراء عمر الرزاز في زيارة سابقة لمدن جنوبية حال الطريق الذي يرثى له.
مطالبة الحكومة ومديرية الأمن العام باتخاذ إجراءات أكثر صرامة، من ناحيتن الأولى تلزم المتعهدين بتوفير السلامة العامة على الطريق الذي يحصد الأرواح يومياً، والثانية من خلال العمل على تكثيف الرقابة الأمنية على سالكيه.
أصبح أهالي الجنوب يفكرون بالبدائل عن الطريق الصحراوي وهي إما طريق الأغوار أو الموجب، وهي لا تقل خطورة عن ذات الطريق حيث تعرج الشوارع والمنحدرات التي تهدد حياة سالكيها أيضاً.