مرايا – تراجع إنتاج المملكة من الغاز الطبیعي بنسبة 39 % خلال السنوات الخمس الماضیة، بحسب بیانات صادرة عن وزارة الطاقة والثروة المعدنیة.
وبحسب التقریر السنوي عن العام 2018 ،فقد تراجع حجم ھذا الإنتاج إلى 3.3 ملیارات قدم مكعبة العام الماضي بدلا من 4.6 ملیارات قدم مكعبة في 2014.
أما بالنسبة لإنتاج النفط فقد سجل تحسنا طفیفا جدا بلغت كمیتھ ألف طن في 2018 ،مقارنة مع 0.8 ألف طن في 2018 ،لیشكل مجموع الإنتاج المحلي من النفط والغاز في 2018 ما نسبتھ 8% من مجمل الطاقة الكلیة المستھلكة مقارنة مع 3 % في 2014.
مدیر عام شركة البترول الوطنیة م.محمد الخصاونة، قال ”إن انحدار إنتاج الغاز محلیا سببھ التوقف عن حفر آبار جدیدة منذ العام 2008.”
وبین أن سبب التوقف في ذلك الوقت مرده دخول الحكومة في شراكات مع شركات أجنبیة، إضافة إلى عدم توفر السیولة لدى شركة البترول الوطنیة.
إلا أن ”البترول الوطنیة“ بدأت العام الحالي في حفر آبار جدیدة لتعویض ھذا النقص؛ إذ تم مؤخرا اكتشاف بئر جدیدة في منطقة الریشة وتعمل على تقییم كمیات الإنتاج المتوقعة من بئر الغاز المكتشف في ھذه البئر وإثبات قدرة الخبرات على العمل في ھذا المجال.
وبحسب الشركة، فإن الحقل یضم 44 بئرا العاملة منھا 12 بئرا تنتج نحو 9.5 ملایین قدم مكعبة یومیا، وباكتشاف البئر الجدیدة سیرتفع عدد الآبار العاملة إلى 13 بئرا.
وكان الخصاونة قال سابقا ”إن الاحتیاجات التمویلیة اللازمة لتطویر حقل الریشة خلال الفترة ما بین 2019 وحتى 2030 تقدر بنحو 100 ملیون دینار ستغطى غالبیتھا من خلال تمویل ذاتي من قبل الشركة“.
وبین، في ذلك الوقت، أن الشركة تسعى إلى رفع نسبة مساھمة حقل الریشة الغازي من كامل احتیاجات تولید الكھرباء في المملكة إلى 5 % بنھایة العام الحالي، فیما تبلغ نسبة مساھمة كامل إنتاج ھذا الحقل حالیا 2.5% من إجمالي الغاز المستخدم في إنتاج الكھرباء بالأردن.
أما بالنسبة للنفط، فقال الخصاونة ”إن إنتاجھ یقتصر حالیا على حقل حمزة وبكمیات متواضعة جدا تتراوح بین 8 و10 برامیل یومیا“.
وقررت الحكومة، مؤخرا، تلزیم شركة البترول الوطنیة بتطویره؛ إذ أعلنت الشركة أنھا ستبدأ العمل على تطویر ھذا الحقل بموجب الاتفاق الموقع مع الحكومة في ھذا الخصوص.
وقررت الحكومة تلزیم ”البترول الوطنیة“ بتنفیذ أعمال المرحلة الأولى من تأھیل وتحسین البنیة التحتیة ومعالجة الوضع البیئي في حقل حمزة وصیانة مبنى المعیشة للعاملین في الموقع كمقاول خدمات للأعمال التي ستقوم بھا، وذلك من خلال توقیع (اتفاقیة خدمات) لھذا الغرض، كما قررت تلزیم شركة البترول الوطنیة تنفیذ أعمال المرحلة الثانیة لتطویر الإنتاج من الآبار المحفورة في الحقل، وذلك من خلال توقیع (اتفاقیة خدمات وتشغیل) حسب الأصول.
وزیر الطاقة والثروة المعدنیة الأسبق م. محمد البطاینة، قال ”إن تراجع الإنتاج سببھ الرئیسي نضوب الآبار عبر السنوات منذ اكتشافھا بدون تطویر أو حفر لآبار جدیدة“.
وشدد على ضرورة أن تتبع شركة البترول الوطنیة خطة جدیدة مع تأمین الأموال اللازمة لتطویر المنطقة وحفر آبار جدیدة بھدف رفع الإنتاجیة.
وقال ”إن شركات أجنیة وأھمھا ”بریتیش بترولیوم“ عملت في المنطقة ودفعت رسوما لقاء حقوق الاستكشاف قبل أن تسحب فجأة من العمل في المنطقة بدون بیان أو تبریر للأسباب العام 2014.
ومن جھتھ، قال المدیر العام السابق لسلطة المصادر الطبیعیة د.موسى الزیود ”إن الشركات الأجنبیة التي قدمت إلى المملكة لم تقدم أي شيء جدید بخصوص الاكتشافات النفطیة، وإنھا غادرت بدون أن تتوصل إلى أي اكتشافات جدیدة“.
وبین أن جمیع الاكتشافات والشواھد من النفط والغاز تمت بجھود من سلطة المصادر الطبیعیة قبل عقود، مشیرا إلى أن الإنتاج في حقل الریشة بدأ بنحو 35 ملیون قدم مكعبة عند اكتشافھ منتصف الثمانینیات.
وأشار إلى أن محدودیة الإمكانیات المادیة حالت دون الاستمرار في تطویر الحقل والحفاظ على إنتاجیته. (الغد)