** علم النفس: الطلاب ضحية لمناهج عتيقة ومجتمع يقيمهم بمعدل وعلامة
** الطب العام: الاستمرار بالدراسة لأوقات طويلة والاكثار من المنشطات.. عادتان خاطئتان

مرايا – الذعر والخوف يتملكان راما حسن، الفرع العلمي، لقرب امتحانات «التوجيهي»، إذ تخشى أن تنسى المعلومات عند بدء الامتحان، رغم أنها استعدت جيداً وباتت متمكنة من مواد الامتحان، كما تقول، على مدار العام الدراسي.

جانسيت إبراهيم، الفرع الأدبي، لا تشعر من جانبها بذات الخوف والذعر والقلق الموجود عند راما، فهي تقول إنها عملت ما يمليه عليها ضميرها، وقد درست بشكل جيد جداً، وتعتقد أن فتح الباب للقلق والخوف سيضيع تعب ودراسة سنة كاملة.

وهي مقتنعة بهذا الكلام، وتقول: «بصراحة لا أعرف إذا ما كنت سأطبقه وقت الامتحان أم لا». لكنها تأمل ذلك.

أيام قليلة تفصلنا عن بدء امتحانات الثانوية العامة، إذ عاد مجدداً ليكون دورة واحدة، الأمر الذي سبب قلقاً للطلبة وذويهم.

وغني عن القول إن للبيت والمدرسة دوراً مهماً في إنجاح هذه التجربة، وتحفيز الطلبة على الإنجاز في امتحانات الثانوية العامة «التوجيهي» التي تبدأ في 11 حزيران الحالي، وتنتهي في الأول من تموز، بمشاركة ما يقرب من (160) ألف طالب.

قلق متراكم

أم راما «موظفة حكومة» تؤكد أن ابنتها راما تعاني من القلق والخوف والتوتر، حتى الطعام تنساه، ودائماً تردد «ما إلي نفس»، وسلوكها في المنزل وبخاصة عند اقتراب الامتحانات، تعبر عنه بالصراخ والعصبية والبكاء.

أم أوس (ربة بيت) وهذه السنة أول تجربة لها مع «التوجيهي»، تقول: أنا ووالده ندعمه ونراقبه عن بعد وبالعقل حتى لا يتوتر، ولا نضغط عليه، أوس توجيهي (أدبي) مرتب أمور الدراسة وساعاتها، وهادئ ويعرف ماذا يريد.

وتضيف «بصراحة» رعب التوجيهي الذي يمارسه الأهل والتغييرات التي اتبعتها في الآونة الاخيرة التربية والامتحانات التعجيزية، وضغوط الاهل على اولادهم وكم سمعنا عن محاولات انتحار، اصبحت خائفة وأردد دائما «اللي فيه خير؛ الله يجيبه» البيت هدوء ولا نتكلم معه ولا نشعره بتوتر فهو ادرى بدراسته وتنظيم أموره.

وهي لا تخفي تزايد شعورها بالخوف والتوتر كلما اقترب موعد الامتحانات، لكنها تحاول أن تخفي هذا الشعور عن ابنها.

أما الطالب عمر الخليل من الفرع العلمي، فيشير إلى أن عائلته توفر له الجو المناسب في المنزل، ويقول: «والداي يعملان على تقديم الدعم المعنوي لي، والحد من التوتر والقلق وبخاصة مع اقتراب الامتحانات».

ويؤكد والد عمر أنه يحرص على توفير الجو المناسب بمساعدة والدته أيضا، ويشرح بالقول: «أنا ووالدته نعمل كل ما لدينا من طاقة لتوفير الجو المناسب لعمر، وهذا الوقت بالذات كثفنا مجهودنا، لاقتراب الامتحانات، وعملنا على تخفيف القلق والتوتر بإقناعنا عمر بأن هذا امتحان مثل أي مرحلة سابقة من الصفوف، وأن يبتعد عن التوتر والقلق والخوف بالامتحانات وإن يثق بقدرته ودراسته.

نصائح نفسية تربوية

استاذة علم النفس التربوي بجامعة مؤتة الدكتورة وجدان الكركي تشير إلى أن القلق والخوف يسيطران على طلاب الثانوية العامة وبخاصة مع اقتراب موعد الامتحانات، وتشدد على أنهم بحاجة إلى مساعدة ومساندة الأهل.

وهي ترى أن الطلبة ضحية لمناهج عتيقة ومجتمع يقيمهم بمعدل وعلامة لا تقيس أغلب قدراتهم المتعددة وذكائهم.

وهي تحضهم على أن يجتهدوا ويدرسوا ضمن قدراتهم ويحرصوا على تناول الغذاء المناسب والنوم الكافي وأن ينعموا بالسعادة، «فأنتم تعيشون أحلى سنوات العمر، وأنتم أغلى عند أهلكم من الروح وأعز من القلب وما الشهادة إلا إحدى مكملات الحياة، ولا شيء يعلو على سلامتكم النفسية والصحية».

وتنصح الكركي الاهل بأن يُشعِروا أبناءهم بالحب وأن قيمتهم لا تتحدد بالتحصيل فقط، فلا ضرورة لاستخدام المهدئات النفسية؛ «فحضن الأم وحنان الأب ونظرة حب أفضل المهدئات النفسية الداعمة للإنجاز».

وتطالب الأهل بالابتعاد عن القلق؛ لأن قلقهم يسبب قلقا للأبناء، ما يعيق عمل الدماغ؛ فالدماغ لا يعمل بالخوف والتهديد، وتحضهم على أن يُفهموهم أن الثانوية العامة هي صف عادي كباقي الصفوف، وأنّ ما قبله وبعده من مراحل تعليمية لا تقل أهمية عنه.

فالنجاح الحقيقي، برأيها، يكمن في «الحفاظ على الصحة الجسمية والنفسية للطلبة ولذويهم، وفي تربية القيم والأخلاق عندهم، والقدرة على العمل والتكيف مع الحياة، فقد تكون الشهادة الأكاديمية أحد متطلبات النجاح في الحياة- ولكنها ليست الشيء الوحيد- في زمن انتشرت فيه الشهادات وتفشت البطالة في صفوف حملة الشهادات.

وتزيد بأنه لا بد من تهيئة الظروف للطالب مثل النوم خمس ساعات على الأقل ليلة الامتحان حتى نضمن للدماغ القدرة على التركيز والتذكر وفهم الأسئلة والإجابة عليها، وتوفير جو دراسي ملائم يمتاز بالهدوء والعلاقات الأسرية الايجابية القائمة على الحب والتعاون والإيثار؛ فشعور الطالب بالأمن النفسي عامل مهم للدراسة والاستيعاب والتحصيل.

نصائح صحية

ويشير استشاري الطب العام الدكتور ايمن المحتسب، الى العادات الخاطئة التي يتبعها الطلاب.. ومنها: الاستمرار بالدراسة لأوقات طويلة، فيجب عليهم بعد دراسة ساعة ونصف الساعة إلى ساعتين أن يستريحوا لنحو ربع ساعة، مع تغيير المكان أو الخروج لاستنشاق الهواء وممارسة بعض التمارين الرياضية البسيطة مثل المشي وتمارين خفيفة، فهذا يساعد على تنشيط الدورة الدموية للدماغ والقدمين، والحفاظ على عضلات الرقبة والظهر.

ويحذر المحتسب من الإكثار من شرب المنشطات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة والنسكافيه ومشروبات الطاقة، وينصح بأن يكون مقدار الكافيين قليلا ويحبذ شرب القهوة العادية وأن لايتعدى الفنجانين في اليوم، أو الشاي وكوب واحد يوميا من النسكافيه.

ويشدد على ضرورة الابتعاد عن مشروبات الطاقة لأنها تحتوي على نسب عالية جدا من السكريات والكافيين والتوريين التي تؤدي إلى التوتر وتعطي مفعولا عكسيا بحيث يدخل الجسم في حالة تأهب زائد يؤدي إلى فقدان التركيز.

ويحض الطلاب على أن يعتنوا بغذائهم وتقسيم الوجبات خلال فترة النهار إلى عدة وجبات من فطور وغداء ووجبة خلال فترة العصر ووجبة مسائية تحتوي على السعرات الحرارية والكربوهيدرات والألياف والبقوليات وقطعة من اللحوم والدجاج، وخصوصا لضعيفي البنية والذين يبذلون مجهودا كبيرا، وأن يتخللها موادا تحتوي على سكريات الفواكه أو من الشوكولاته لأنها تحتوي على الكاكاو الذي يعطي طاقة سريعة ويفيد أيضا بالانتعاش ومضاد للاكتئاب، والاكثار من السوائل والماء لتنشيط الدورة الدموية ولجعل ديناميكية النواقل العصبية تنشط بشكل منتظم وهادئ.

وينصح المحتسب، الطالب أن ينام على أقل شيء سبع ساعات يوميا بتوزيعها بحيث يأخذ القسط الاكبر في الليل، وأن ينام من ساعة إلى ساعة ونصف نهارا، والابتعاد عن أدوية الحساسية والسعال لأنها تسبب النعاس، التي تؤثر على تخزين وتحصيل المعلومات.

نصائح دراسية

وتنصح المستشارة التربوية بشرى عربيات الطلبة بوضع برنامج مكثف للأسبوع القادم (حتى أثناء عطلة عيد الفطر) لتغطية دراسة المباحث كافة، واعتماد الكتاب المدرسي مرجعاً أساسياً وحل جميع الأمثلة والأسئلة الواردة فيه، وذلك للمباحث العلمية، والنوم الجيد أثناء الليل وعدم السهر، والاعتماد على ساعات الصباح في إنجاز ومراجعة المواد ذات الزخم الكبير.

ومن أهم النقاط التي تشدد عربيات التركيز عليها وقت الامتحان هي:

• التركيز على أهم المواضيع ليلة الامتحان، لأنه من الصعب دراسة المبحث كاملاً في ليلة واحدة.

• التفكير الإيجابي داخل قاعة الامتحان؛ بمعنى ألا يتحدث مع أي شخص يبث الأفكار السلبية قبل الامتحان.

• البدء بالأسئلة الأقل صعوبة والتي يضمن الطالب فيها علامة شبه كاملة.

• وضع علامة استفهام عند السؤال الأكثر صعوبة وتركه حتى يتم إنجاز الأسئلة البسيطة.

• عدم الانشغال بأي وضع داخل قاعة الامتحان، من توتر بعض الطلبة أو حضور ضيوف من الوزارة وما إلى ذلك.الراي