الملك يؤكد موقف الأردن الثابت تجاه القضية الفلسطينية والقدس وفي الدفاع عن الحقوق المشروعة والعادلة للأشقاء الفلسطينيين ودعم صمود المقدسيين.
– الملك: موقفنا في الأردن واضح ولن يتغير … ونحن معكم.
– المتحدثون يشيدون بمواقف جلالة الملك في الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وفي دعم الفلسطينيين في نيل حقوقهم المشروعة والعادلة.
مرايا – أكد جلالة الملك عبدالله الثاني موقف الأردن الثابت تجاه القضية الفلسطينية والقدس، وفي الدفاع عن الحقوق المشروعة والعادلة للأشقاء الفلسطينيين، ودعم صمود المقدسيين. جاء ذلك خلال لقاء جلالته وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، في قصر الحسينية اليوم الاثنين، مع أعضاء مجلسي أوقاف وكنائس القدس الشريف وشخصيات مقدسية وممثلي عن عرب الداخل. وقال جلالته موقفنا في الأردن واضح ولن يتغير، ونحن معكم في مواجهة التحديات.
وخلال اللقاء الذي حضره سمو الأمير فيصل بن الحسين، وسمو الأمير غازي بن محمد، كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية، المبعوث الشخصي لجلالته، قدم جلالة الملك التهنئة للحضور بمناسبة عيد الفطر السعيد. وأعرب جلالة الملك عن تقديره لأخيه جلالة الملك محمد السادس، ملك المملكة المغربية، على مواقفه المشرفة الداعمة للقدس، مشيدا بمستوى التنسيق بين البلدين بهذا الخصوص.
وقال جلالته “كل الشكر والتقدير لأخي وابن عمي جلالة الملك محمد السادس، على مواقفه بالنسبة للأردن والقدس، وفخور بمواقفه بالنسبة للتحديات التي أمامنا”. كما أعرب جلالته، خلال اللقاء، عن تقديره لأخيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لافتا في هذا الصدد إلى المستوى المتميز في التنسيق والتشاور المستمرين بين الجانبين الأردني والفلسطيني. وأكد جلالة الملك ضرورة مواصلة التنسيق بين المساجد والكنائس، وكذلك الكنائس فيما بينها في التصدي للتحديات. بدورهم، أكد المتحدثون من أعضاء مجلسي أوقاف وكنائس القدس الشريف وشخصيات مقدسية وممثلي عن عرب الداخل عن تقديرهم لمواقف جلالة الملك في الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وفي دعم الفلسطينيين في نيل حقوقهم المشروعة والعادلة. كما أكدوا تمسكهم بالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، مشددين على أهمية الوصاية في رعاية وحفظ وحماية وصيانة المقدسات. وقال رئيس مجلس أوقاف القدس الإسلامية سماحة الشيخ عبدالعظيم سلهب، انتهز فرصة حلول عيد الفطر السعيد بأن أتقدم باسمي وبالنيابة عن إخواني في مجلس الأوقاف وجميع العاملين في الأوقاف ولجنة الإعمار والمسجد الأقصى والمحاكم الشرعية في القدس من مقام جلالتكم بأجمل التهاني سائلا العلي القدير أن يعيد هذه المناسبة عليكم وعلى الأسرة الهاشمية والأسرة الأردنية باليمن والبركة وأن يظل الأردن واحة أمن واستقرار.
وأضاف أننا في القدس وفي ديار الإسراء والمعراج نؤكد تمسكنا بالوصاية والرعاية الهاشمية للمقدسات في القدس وفي مقدمتها رعاية وحماية وإعمار المسجد الأقصى المبارك / الحرم الشريف، هذه الوصاية التي حملتم أمانتها إرثا عن الآباء والأجداد الأباة من بني هاشم وإننا في القدس الذين كتب الله لنا الرباط فيها وصية حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم لصحابته: “عليك ببيت المقدس لعل الله أن تنشأ لك ذرية يغدون الى ذلك المسجد ويروحون”.
وتابع “سنظل الأوفياء للأقصى نحافظ عليه رائدنا موقف جلالتكم الثابت لا للمشاركة ولا للتقسيم ولا مفاوضات في موضوع الأقصى”.
وقال الشيخ سلهب مخاطبا جلالة الملك “نفاخر ونزهو بحكمة وشجاعة وقيادة جلالتكم في مجابهة التحديات وصد الاعتداءات ووقف الانتهاكات التي تتعرض لها مدينة القدس جغرافيا وديمغرافيا ومقدسات إسلامية ومسيحية وحرص جلالتكم على حفظ الرواية الدينية الإسلامية من أي تشويه وتأكيد الرواية التاريخية العربية أمام كل تزييف وأن يبقى المسجد الأقصى المبارك/الحرم الشريف مسجدا للمسلمين وحدهم”. وفي كلمة لمدير عام أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك فضيلة الشيخ محمد عزام الخطيب التميمي، قال “أتقدم لجلالتكم والأسرة الهاشمية خاصة والأسرة الأردنية عامة، بأسمى آيات التهنئة والتبريك بمناسبة عيد الفطر السعيد، فكل عام وأنتم بخير، أتقدم بها بالأصالة عن نفسي ونيابة عن أبنائك وجنودك حراس وسدنة وموظفي المسجد الأقصى المبارك والأوقاف الإسلامية وعن الأهل في الأرض المقدسة، أرض المقدسات التي شرفكم الله عز وجل بالوصاية عليها ورعايتها وحفظها وحمايتها وصيانتها، وهي تعتز بكم وتفخر بكم، وتفخر بأنكم الأوصياء الأكفياء، رصعتم جبينها بروائع مكارمكم وإنجازاتكم العظيمة، حيث يشهد المسجد الأقصى وتشهد كنيسة القيامة وسائر المقدسات على هذه الإنجازات المباركة التي لا تستطيع حصر مشاريعكم تعميرا وترميما”.
وتابع قائلا “رغم أننا يا صاحب الجلالة نواجه وضعا صعبا ومحنة كبيرة وتحديات مستمرة وتسلطا ما بعده تسلط على الأهل والمقدسات وآخرها ما حدث بالأمس والذي يجري بقرار سياسي ونحن متأكدون بأن هذا رد على مواقفكم الحازمة والثابتة في الدفاع عن القدس والمقدسات، وإننا نشهد أنكم حملتموها أمانة تعيش في عميق وجدانكم إرثا هاشميا يستند إلى الدين والتاريخ، وبأن غيظهم بتردد أكثر من ثلاثة ملايين ونصف مسلم على المسجد الأقصى المبارك، بمشاركة عشرات الآلاف من مسلمي العالم في هذا الشهر، شهر رمضان المبارك، والذي مضى دون أي مشاكل نهائيا”.
واستعرض التميمي عددا من الإنجازات التي تحققت من مشاريع الإعمار الهاشمي في المسجد الأقصى المبارك، وتتثمل في مشروع ترميم زخارف أسقف الأروقة الخشبية، ومشروع أعمال تذهيب الشريط الرخامي وإعادة تذهيبه بورق الذهب، وترميم رخام الدعامات والركب في قبة الصخرة المشرفة، وإنجاز الشبابيك الجصية في المسجد القبلي، وترميم ثلاثة أروقة في المصلى المرواني.
وقال إن المشاريع شملت أيضا، إنارة قبة الصخرة من الخارج بنسبة كبيرة والعمل جار على إنهائها، وعقد دورات لدى مديرية الدفاع المدني وتدريب كوادرنا في القدس وعمان، وتدريب مائة حارس من حراس المسجد الأقصى لدى مديرية الأمن العام وعلى نفقتها، وهذا يضاف إلى مكارم مؤسساتكم الأمنية على المسجد الأقصى المبارك. وقال “لقد بذلتم وتبذلون جهدكم وكل طاقاتكم في رعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية وصيانتها، أدامكم الله سندا لنا وللمقدسات أوصياء أوفياء كما هو العهد بكم سيدي”. وفي كلمة غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك الروم الأرثوذكس وبطريرك المدينة المقدسة التي القاها نيابة عنه بحضوره نيافة المطران خرستوفوروس عطاالله الوكيل البطريركي في عمان، قال “ما أجمل أن يجتمع الأخوة معا في بيت أبي الحسين عميد آل البيت وأبي الأردنيين جميعا على مائدة المحبة العامرة، ونحن نستعد لاستقبال عيد الفطر المبارك وذكرى جلوسكم العشرين على عرش المملكة الأردنية الهاشمية، منتهزين هذه الأجواء المباركة لنعايد جلالتكم والعائلة الهاشمية والأسرة الأردنية العزيزة، فكل عام وانتم بالخير واليمن والبركة”.
وأضاف أن اجتماع مجلس أوقاف القدس ومجلس رؤساء الكنائس في القدس والأراضي المقدسة في بيت الأردنيين مناسبة مباركة للتعبير عن محبتنا وولائنا لكم، وأن الالتفاف حولكم مصدر أمان وآمال في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها مدينة القدس وبلادنا المقدسة، فنحن كلنا ثقة واعتزاز بمواقفكم جلالة الملك الواضحة نحو الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية ولمدينة القدس، بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال “ونحن إذ نعي حجم الضغوط التي تتعرضون لها بسبب مواقفكم الوطنية المشرفة، وندرك حجم الأعباء التي تقع على عاتقكم وعلى كاهل أبناء الوطن، نرفع الدعاء إلى الله العلي القدير كي يمدكم العون والعزيمة من لدنه لتخطي هذه المرحلة الحرجة المصيرية من تاريخنا المعاصر. ونحن نعدكم سيدي بأن يتحمل كل منا مسؤوليته بحسب موقعه للقيام بواجباته على أكمل وجه، لتتكاتف جهودنا جمعيا ونحن ملتفون حول قيادتكم الحكيمة لنجتاز هذه المرحلة بسلام وأمان، متماسكين ومتمسكين بوحدتنا الوطنية”. وأضاف أن نهج جلالتكم امتداد للعهدة العمرية والثورة العربية الكبرى ولنهج الهواشم عبر التاريخ، فجسدتم في حكمكم مفاهيم المحبة والسلام والعيش المشترك، وكنتم كما كان آباؤكم وأجدادكم مثالا للعدالة والشرعية الراسخة وغدوتم وجها مشرقا لحضارتنا المشرقية المسيحية والإسلامية وأصدع صوتكم بهذه القيم بالحق بالعالم بأسره. وتابع قائلا “إن كنيستنا المقدسة أم الكنائس التي منها انتشر الإيمان المسيحي الحقيقي إلى كل العالم، تعلن أمام جلالتكم وللعالم أجمع باسمها وباسم مجلس رؤساء الكنائس في الديار المقدسة بأنها بريئة من الفئات التي تدعي المسيحية وتدعو بتعاليمها إلى تثبيت الكيان الصهيوني وشرعنته، وهذه الجماعات لا تنتمي إلى الكنسية ولا إلى تعاليم الكتاب المقدس لا من قريب ولا من بعيد”.
وتابع قائلا “ننتهز هذا اللقاء المبارك لنقدم لجلالتكم عظيم شكرنا وامتنانا لكرمكم الهاشمي المعهود والذي تجسد بتبرعكم السخي الأخير لكنيسة القيامة والتي هي أقدس مكان للعالم المسيحي، مما سيمكننا من إجراء الترميمات الضرورية والتاريخية واللازمة لها، وهذا غيض من فيض ودلالة على اهتمام جلالتكم بمدينة القدس والمحافظة على هويتها الروحية ومقدساتها، فأنتم صاحب الوصاية بحق واستحقاق على المقدسات المسيحية والإسلامية في مدينة القدس المقدس”.
واختتم كلمته بالقول “ننقل إليكم محبة وولاء أبناء رعيتنا الثابتين على أرض الآباء والأجداد وقلوبنا مليئة بالإيمان بالله الذي يسوس العالم بعنايته وحكمته التي يتعذر وصفها وإدراكها. عشتم يا سيدي وعاش أردننا الغالي عربيا هاشميا قويا منيعا مدى الأيام”.
ونقل قاضي قضاة دولة فلسطين، ومستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية سماحة الدكتور محمود الهباش تحيات الرئيس الفلسطيني محمود عباس لجلالة الملك، مؤكدا عمق العلاقة الأردنية الفلسطينية وأهمية التنسيق عالي المستوى بين جلالة الملك والرئيس عباس في حماية المقدسات.
وقال لقد أصبح هناك اقتران بين اسم جلالة الملك والوصاية الهاشمية والمقدسات في القدس، فلا أحد يتحدث عن المقدسات دون ذكر وصاية جلالة الملك عليها ودوره في حمايتها، مؤكدا أن الأردن هو المدافع الأول عن القضية الفلسطينية.
وفي كلمة خلال مأدبة الإفطار لرئيس لجنة المتابعة العربية العليا داخل الخط الأخضر محمد بركة، قال نرفع إلى جلالتكم وإلى الشعب الأردني أسمى آيات التهاني وأصدق التمنيات بالصحة والسعادة والسداد لجلالتكم وبالازدهار والاستقرار للمملكة الأردنية الهاشمية بمناسبة عيد الفطر السعيد.
وأعرب عن تقديره وشكره لجلالة الملك على ما يقدمه الأردن لأبناء مجتمعنا في مجالات التعليم الأكاديمي وعلى المكرمات الملكية ومنح التعليم العالي وفتح أبواب الحج والعمرة وفي المجالات الاقتصادية وفي المجال المعنوي الكبير بحكم أن الأردن هو بوابتنا إلى العالم العربي وإلى باقي مكونات شعبنا الفلسطيني.
وأكد أن الرعاية الهاشمية للأوقاف وللأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس تشكل حماية تاريخية للقدس ودرعا واقيا لهويتها، وذلك في ظل قلقنا ورفضنا الشديدين للإجراءات التي يقوم الاحتلال الإسرائيلي لتهويد القدس بوصفها العاصمة الوطنية والسياسية لدولة فلسطين وبوصفها المدينة المقدسة: أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين مدينة المسجد الأقصى المبارك ومدينة كنيسة القيامة المجيدة.
وقال إن الاعتداء الأخير يوم أمس على المصلين وعلى الحرم القدسي الشريف من قبل سلطات الاحتلال ومجموعات كبيرة من المستوطنين في الأيام الخواتم لشهر رمضان المبارك إنما تدل بشكل قاطع على استهتار حكومة إسرائيل بقدسية المدينة وبحرية العبادة وبالشرعية الدولية وبالاتفاقيات الموقعة.
وقال “نحن نعول كثيرا، يا جلالة الملك، على دوركم في دعم الحقوق الثابتة لشعبنا وفي حماية القدس، ونشيد بعمق العلاقة والتنسيق والتكامل مع قيادة الشعب الفلسطيني التي تحرصون عليها ونعتبرها ركيزة أساسية لإنجاز الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني”.
وأقام جلالة الملك مأدبة إفطار تكريما لوفد مجلسي أوقاف وكنائس القدس الشريف وشخصيات مقدسية وممثلي عن عرب الداخل. وحضر اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومستشار جلالة الملك للاتصال والتنسيق، ووزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، وقاضي القضاة، ومفتي عام المملكة، وإمام الحضرة الهاشمية.