مرايا – بعد عامين من لقائه جلالة الملك عبدالله الثاني، وفي الذكرى العشرين لعيد الجلوس الملكي، استغنى الطفل إبراهيم الخوالدة عن “العكازات” و”الووكر” وزالت الالتهابات من فخذه، وعاد مفصل الركبة والورك إلى الحركة الطبيعية، كما قلّ فرق الطول بين قدميه 7 سنتيمترات، وبدأت رحلة شفائه من معاناة نادرة ومعقدة.
حالة من بين كثير من الحالات الإنسانية على امتداد هذا الوطن والتي تدخّل بها الملك عبد الله الثاني شخصياً، تابعتها وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، ورصدت تفاصيل ورحلة علاج الطفل الخوالدة الذي كان يعاني من قُصر في إحدى قدميه، وتمنى أن يقابل جلالة الملك بسبب ندرة وتعقيد حالته، فكان له ما أراد عام 2017.
على بوابة منزله شرق محافظة الزرقاء، لا يميز المتابع بين إبراهيم الطفل وأقرانه، وحتى في المسبح القريب من منزله يقفز من أعلى نقطة كسباح متمرس، فقد بدأت ساقه اليسرى تقترب بالطول من اليمنى بعد أن أنجز الأطباء نحو 70 بالمئة من علاجه والذي بدأ قبل عامين بأمر ملكي استمرارا لنهج إنساني يجعله دائم القرب من معاناة المواطنين.
إبراهيم (11 عاماً) المنتقل إلى الصف السادس حديثا،ً قال لـ”بترا”: إن لقاءه بجلالة الملك قلب حياته رأسا على عقب، وأصبح حلمه حقيقة، بعد انتقال علاجه إلى الخدمات الطبية الملكية، اصبح اليوم بلا عكازات ويلعب كرة القدم أيضا.
يذكر والد إبراهيم رحلة العلاج، فيقول: بدأت مباشرة بعد توجيهات جلالة الملك عام 2017، وخضع ابنه إلى المرحلة الأولى، وأجرى أربع عمليات بعملية واحدة تم خلالها زرع جهاز لزيادة طول الساق وصفائح، وتم خلال هذه العملية الانتهاء من الجزء الأصعب والأهم، وهو إزالة التشوهات في منطقة الورك.
الطبيب المعالج والمشرف على حالة الخوالدة في مدينة الحسين الطبية العقيد الدكتور فراس الإبراهيم، قال: تم تحويل الحالة إلى عيادة جراحة عظام الأطفال في المدينة بعد اللقاء بينه وبين جلالة الملك، وتم التنسيق لاستقباله وخلال أول زيارة تم الكشف عليه، وكان عمره 8 سنوات ويعاني من تشوه شديد في عظم الفخذ والساق نتيجة قصر شديد بعظم الفخذ وعدم تخلق في الجزء القريب منه وقصر في عظم السَّاق.
ويبين الإبراهيم تفاصيل مراحل العلاج، إذ كانت المرحلة الأولى الأكثر تعقيداً وخلالها تم إزالة جزء من العظم كان يعاني من الالتهاب، ومعالجة عدم الالتئام في الجزء القريب من عظم الفخذ، وزراعة بروتينات لتحفيزه على الالتئام وتثبيته وتركيب جهاز لتطويله بنفس الوقت.
الجراحة الأولى كانت معقدة وطويلة، يقول الإبراهيم، تم خلالها حل جميع المشاكل في العظم من التهاب وعدم التئام واستمرت 4 إلى 5 ساعات، وبعدها خرج الطفل بكل صحة وحيوية، وبدأت رحلة العلاج الطبيعي الفيزيائي وتعليمه على المشي وتحريك مفاصل الركبة والحوض، وبدأت عملية التطويل التي تتم عن طريق التعاون مع الجهاز الخارجي، واستمرت هذه العملية لنحو 4 أشهر حتى وصلت نسبة الزيادة في الطول 7 سنتميترات، وبعد الانتهاء من عملية التطويل تمت إزالة الجهاز الخارجي وتثبيت داخلي لعظمة الفخذ. ويضيف أن المرحلة الأولى انتهت بالنجاح، وفيها أصبحت معاناة إبراهيم مع فرق الطول أقل، وعظم الفخذ التأم واستقام، وحركة مفصل الركبة بدأت تعود لطبيعتها مع العلاج الطبيعي، وحركة الورك بدأت تعود أيضاً كما هي في الطبيعي، وبدأ بارتداء حذاء لتعويض فرق الطول كما بدأ يمارس حياته الطبيعية، واستغنى عن “العكازات” و”الووكر”، واستأنف اللعب مع الأطفال وارتفعت معنوياته.
ويوضح الطبيب المُعالج، أن مشكلة إبراهيم لا يمكن حلها عبر مرحلة واحدة، فبدأت المرحلة الثانية لتطويل عظمة الفخذ بين 7 إلى 10 سنتيميترات، وستكون العملية مع نهاية هذا الصيف، بعد أن يعود لحياته الطبيعية، مضيفاً أن الطفل قد يحتاج الى مرحلة ثالثة، وأن مثل هذه الحالات يتم التعامل معها في سن صغيرة وبعمر 3 سنوات، إلا أن هذه الحالة تأخرت وعندما بدأ العلاج بدأت معاناته ولذلك لجأ إلى سيد البلاد. (بترا)