مرايا – تشكل البادية 85 بالمئة من مساحة المملكة، في ظل زحف التصحر إلى مساحات أراض زراعية شاسعة، بحسب خبراء ومختصين.
ودعا الخبراء لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) بمناسبة اليوم العالمي للتصحر الذي يصادف يوم غد الاثنين، تحت عنوان” لننمي المستقبل معا”، إلى أهمية إيجاد حلول لمكافحة التصحر، بما يمكّن من تحييد أثر تدهور الأراضي. ويعرف التصحر بأنه تدهور الأراضي في المناطق القاحلة، وشبه القاحلة، والجافة شبه الرطبة، لعدد من الأسباب أهمها الأنشطة البشرية والتغيرات المناخية. ووفقاً للخطة الاستراتيجية لوزارة البيئة 2017 إلى 2019 فإن التصحر من أهم التحديات التي تواجه قطاع البيئة الأردني والحفاظ على النظم البيئية والحيوية إضافة إلى زيادة نسب التلوث نتيجة النمو المتزايد في قطاعات النقل والطاقة والصناعة، وعدم التقيد بالشروط البيئية، وغياب أنظمة إدارة الموارد المائية، تبعات اللجوء السوري، ضعف الوعي البيئي والثقافة البيئية لدى المجتمعات المحلية والقطاعات الاقتصادية.
وبينت منظمة الأمم المتحدة أن يتم فقدان 13 مليون هكتار من الغابات سنوياً، في الوقت الذي أفضى فيه التدهور الدائب في الأراضي الجافة إلى تصحر 6ر3 بليون هكتار.
وقال أمين سر الجمعية الأردنية لمكافحة التصحر وتنمية البادية المهندس إسلام حمد المغايرة: إن الجمعية تعد الجمعية الوحيدة في الأردن والعالم العربي المختصة في مجال مكافحة التصحر منذ تأسيسها في العام 1990.
وأشار إلى ما نفذته الجمعية من مشاريع لمكافحة التصحر منها، مشروع بالتعاون مع المدارس بمنطقة أم رمانة بمحافظة الزرقاء لزراعة الاشجار الحرجية واشجار الزيتون، باستخدام تقنية “الصناديق المائية “، مبيناً أنها تقنية حديثة تعمل على توفير المياه المخصصة لري النباتات بنسبه 95 بالمئة والتي تبنتها الجمعية خلال السنوات الثلاث الماضية ضمن مشروعها بمركز أبحاث أم رمانة التابع للجمعية.
وأضاف لقد أثبتت النتائج والدراسات ان تقنية الصناديق المائية فعالة وتصلح للزراعة في المناطق الجافة، اذ تسعى الجمعية الى نشر هذه التقنية داخل المملكة وخارجها وبالتعاون مع الشركاء، للحد المتوافق مع مواردها المالية الضعيفة.
وبين دور الجمعية في إقامتها لليوم العلمي سنوياً لهذه المناسبة، إضافة لإصدار ملصق توعوي يجسد المعاني والبيانات المهمة للمناسبة، إضافة لتنفيذ المشاريع المعززة للحد من ظاهرة التصحر، منها اصدار القصص لطلاب المدارس التي تؤكد أهمية البيئة وعناصرها والمحافظة عليها.
وأشار إلى أنه بالرغم من دور الجمعية في مكافحة التصحر، إلا أن التحديات كبيرة وكثيرة تتلخص بضعف الامكانيات المالية وتراجع الجهود التطوعية بمجال خدمة وحماية عناصر البيئة وتحديداً المياه والمساحات الخضراء.
ودعا الجهات المعنية وبخاصة وزارة البيئة إلى التوسع بدعم اقامة المشاريع من خلال الصناديق المالية الموجودة، والمساعدة بتشبيك المنظمات البيئية المحلية مع الجهات الداعمة الدولية لتمويل تنفيذ المشاريع البيئية والتي تعود بالنفع على بلدنا والمجتمع بالخير. وبين مدير برنامج بحوث البادية في المركز الوطني للبحث والتطوير التابع للمجلس الاعلى للعلوم والتكنولوجيا المهندس نورس الجازي، ان البادية تشكل 85 بالمئة من مساحة المملكة، وأن البرنامج الذي تم تأسيسه برعاية ملكية من سمو الأمير حسن بن طلال، يهدف إلى إعداد الدراسات المتعلقة بالبادية ونقل التكنولوجيا إليها، بحيث تنعكس إيجاباً على مواردها الطبيعية.
وأشار إلى أن العامل المحدد للتصحر هو معدل سقوط الأمطار إذ تصل سنوياً نحو 200 مليمتر فما دون، إضافة إلى ما يرافق سقوط الأمطار، من التغير المناخي والانحباس الحراري، والسلوك البشري والتعدين والرعي الجائر.
وبين ان الأردن في مجال مكافحة التصحر وقع وصادق على عدد من الاتفاقيات منها اتفاقية ريو واتفاقية التنوع البيولوجي. وأضاف أن الجامعة الهاشمية أنشأت كلية الأمير حسن بن طلال للأراضي الجافة لتهيئة أبناء البادية في كيفية المحافظة على الموارد الطبيعية، تعزيزاً للانتماء للبادية وتزويدها بالخدمات اللازمة، إذ يعتبر ذلك من أهم العوامل المستدامة بتمكين الفرد وتأهيله بالمعلومات والمنهجية العلمية للمحافظة على الموارد الطبيعية في البادية بإدارة ناجحة. ولتحقيق الأمن البيئي ومكافحة التصحر، تسعى جمعية جنة الاردن البيئية لإنشاء فكرة الغابة العالمية في منطقة بيرين باستخدام المياه الرمادية القادمة من محطة تنقية ابو نصير لري الغابة. وبينت رئيسة الجمعية الدكتورة سراب شرف، اهمية هذا المشروع في الحد من الكوارث البيئية وتنقية الهواء، من خلال تشجيع كل طالبة وطالب جامعي على زراعة عشر أشجار، بما يمكن من زراعة أكثر من مليون شجرة لتحقيق الأمان البيئي والحد من التصحر.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في رسالته بمناسبة هذا اليوم، إلى العمل على حماية الأراضي واستصلاحها واستغلالها بشكل أفضل، ما يسهم في الحد من الهجرة القسرية وتحسين الأمن الغذائي وتحفيز النمو الاقتصادي، والتصدي لحالة الطوارئ التي يشهدها المناخ العالمي. وقال: إن التصحر يعد من أكثر التحديات تهديداً لحياة ملايين البشر، ولا سيما النساء والأطفال، مشيراً إلى أن تدهور الأراضي الجافة يؤدي إلى خفض الناتج المحلي الإجمالي الوطني في البلدان النامية بنسبة تصل إلى 8 بالمئة سنويا.
يشار إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة، اعتمدت اليوم العالمي للتصحر في السابع من حزيران من كل عام، تعزيزاً للوعي العام بالجهود الدولية المبذولة لمكافحة التصحر، ولتذكير الجميع بأنه يمكن الحد من تدهور الأراضي من خلال المشاركة المجتمعية، والتعاون مع الجهات المعنية.