الطراونة عن “تمويل الأحزاب” : ليست عروضاً ولا خصومات
مرايا – أكد رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة، تبني مجلس النواب لمقترحات وتوصيات شبابية ورفعها للحكومة، تتعلق بآليات للنهوض بالواقع الشبابي وتمكينهم في العمل السياسي وصناعة القرار والحد من مشكلتي الفقر والبطالة.
حديث الطراونة جاء في ختام جلسة غير رسمية تحت قبة مجلس النواب برئاسة الطراونة بمشاركة عدد من شابات وشباب المملكة، بحضور عدد من رؤساء الكتل واللجان النيابية ووزراء التربية والتعليم والتعليم العالي والشؤون السياسية والبرلمانية والثقافة والشباب.
وأكد رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة على أهمية النهوض بالشباب ورفدهم بكافة الأدوات الناجعة لتمكينهم في بناء أردن المستقبل انسجاما مع رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني و سمو ولي عهده الأمير الحسين بن عبدالله.
وبين الطراونة أن عقد الجلسة مع القطاعات الشبابية تحت قبة البرلمان يؤكد موقف المجلس حيال دور الشباب وتأثيرهم في العديد من المجالات، داعيا إياهم الى أهمية التشبيك الفاعل مع كافة مؤسسات الدولة بما يصب تجاه المصالح العليا للوطن.
وأكد أن مجلس النواب بعد جلسته سيلتزم بأخذ كافة مقترحات وتوصيات الشباب بكل رعاية واهتمام، وسيتم متابعتها مع اللجان النيابية ذات الاختصاص لمناقشتها مع الوزراء المختصين، والأخذ بها على طريق تمكين وتدعيم القطاع الشبابي في المجالات كافة.
وأضاف أن ما يوليه جلالة الملك عبد الله الثاني من ثقة واهتمام ورعاية للشباب، يستوجب إحداث نقلة حقيقية وفارقة لواقعِ أكبر شريحة في مجتمعنا، فهم قادرون على تحقيق الأثر والتأثير في مساراتنا الوطنية المختلفة السياسية والاقتصادية منها، متى ما توافرت لهم الظروف والدعم والتمكين اللازميّن، ومتى ما كانت ثقتنا بأن دورهم أساسي، نتجاوز معه شكل العلاقة في عقد جلسات النقاش والمؤتمرات، إلى ما هو أبعد في البرامجية والمراجعة المستمرة والانخراط في مسارات القرار.
وتابع الطراونة: وإذ تدركون معنا أن مشكلتي الفقر والبطالة، وتحسين مستوى معيشة المواطنين، هي المعضلة الرئيسية التي تؤرقنا جميعاً، فإن طريقنا للحد منها، يبدأ ببناء شراكةٍ حقيقية بين القطاعين العام والخاص للنهوض بمسار التنمية الشاملة، ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة والمشاريع الريادية للشباب، مع مواصلة نهج الإصلاح بخاصة في شقه الإداري، فهو طريقنا نحو وقف الفساد المالي، ومعه نصل إلى حالةٍ يثق بها شبابنا أن الفرص ما تزال متاحة ونتغلب معها على حالة اليأس والإحباط.
وقال: وإذ نبارك للحكومة إطلاق الاستراتيجية الوطنية للشباب، فإننا نتأمل أن تسهم في إحداث نقلة نوعية، تعيد ثقة شبابنا بمؤسساتنا المختلفة، بعد أن اعترى مشهد النهوض بالواقع الشبابي، تشتت في البرامج، وتقطع لمساراتها، وعليه فإن طريقنا نحو تحقيق الأهداف المرجوة يبدأ بتطبيق حقيقي للتوجيهات الملكية في تمكينهم بالعملية السياسية والاقتصادية ومختلف مسارات التنمية، ليكونوا شركاء في اتخاذ القرار.
وأكد الطراونة أن الشباب الأردني برهن في كثير من المحطات أن الرهان على وعيه وإدراكه، رهان في مكانه، فقد شاهدنا حجم التفاعل الشبابي في رسم مشهد وطنيٍ متلاحم عند كثير من المفاصل، فكانوا أول خط للدفاع عن الوطن في مواجهة الأفكار المتطرفة، وكانوا أول من تداعى لرفض كل أشكال الضغط على الأردن، حيث نقف على جبهة الحق والثبات بصمود وإباء تجاه القضية الفلسطينية والقدس، مؤكدين هنا على أن تماسك الصفوف، والوقوف خلف قيادتنا وجيشنا وأجهزتنا الأمنية هي سبيلنا لتجاوز الضغوطات، ليبقى الأردن عزيزاً منيعاً ولتبقى القضية مركزية لا تراجع فيها عن ثوابتنا ولا قبول لأي مساومة على القدس.
وخلال الجلسة التي تم التصويت فيها على مقترحات الشباب، أقر المشاركون 20 توصية تضمنت : تخفيض الرسوم الجامعية ،ورفع رواتب المعلمين ، وتعديل قانون الأحزاب بما يتيح للشباب دور اكبر ، فضلا عن تخفيض سن المرشح من 30 الى 25 عاما، وإيجاد نوافذ تمويلية لمشاريع ريادة الأعمال بالمحافظات، وتعديل تشريعات لدعم المشاريع الصغيرة، والموائمة بين مخرجات الجامعات ومتطلبات سوق العمل، وتفعيل دور المراكز الشبابية، وتعميم فكرة تدريس مادتي “الخدمة المجتمعية” و”التربية الوطنية” بالجامعات الأردنية، وإيجاد مجالس للطلبة في الجامعات التي لا تتوفر فيها، وتطوير العملية التربوية بكافة عناصرها، والخدمات الالكترونية ، وتوجيه التمويل الأجنبي لغايات الاستثمار والتشغيل، مع الزام الشركات والمؤسسات توظيف الشباب بنسبة لا تقل عن 50 بالمئة، فضلا عن تبسيط الإجراءات الحكومية فيما يتعلق بترخيص الشركات غير الربحية، وربط المبادرات الشبابية بالسياسات الحكومية، وإنشاء مراكز مهنية للإناث، وربط المدارس بالجامعات بالتطبيق العلمي .
وقال وزير التربية والتعليم والتعليم العالي الدكتور وليد المعاني إن وزارة التربية ستبدأ العام القادم تدريس “الخدمة المجتمعية”، ومتمنيا على الجامعات تعميم مادة الخدمة المجتمعية كمتطلب جامعي.
وأكد ان لا رفع للرسوم الجامعية، بل ان هناك توجه لزيادة المنح الى جانب مشروع طموح لجعل التعليم العالي “مجاني “.
وأشار وزير الثقافة والشباب محمد أبو رمان الى سعي لتفعيل دور المراكز الشبابية في الجانب السياسي من خلال الحوار والنقاش بما يدمج الشباب في الحياة السياسية، لافتا الى تنظيم دورات في العمل الحكومي والبرلماني يتم خلالها تدريب مئات الشباب الأردني كحكومة ظل وبرلمان.
وقال وزير الشؤون السياسية والبرلمانية ان إلزام الأحزاب السياسية بتخصيص نسبة أو مقاعد للشباب داخل الحزب الواحد “غير ممكن”، مؤكدا ان هناك توجه تشريعي يمنح الأحزاب حوافز في حال رفعت نسب مشاركة الشباب فيها.
وأكد ان خفض سن المرشح يحتاج إلى تعديل دستوري، داعيا الشباب الى المشاركة في الانتخابات المحلية “البلديات والمجالس المحلية ومجالس المحافظات “.