مرايا – انطلقت اليوم الاثنين، في محافظات المملكة، فعاليات الحملة الوطنية للتصدي لظاهرة إطلاق العيارات النارية في الأفراح والمناسبات بعنوان “كفى لنزيف الفرح”، بهدف المساهمة في حماية المجتمع من أخطار هذه الظاهرة.
وفي اربد، قال المحافظ رضوان العتوم في حفل إطلاق الحملة الذي جرى في قاعة مدينة الحسن للشباب، بحضور قائد أمن إقليم الشمال العميد صادق العوران ومدير شرطة اربد العقيد عاهد الشرايدة: إن وزارة الداخلية تعمل بجدية مع الأجهزة الأمنية للسيطرة على هذه الظاهرة، مؤكداً أن الجانب التوعوي والمجتمعي يبقى هو الطريق الأقصر والأسرع لتخليص المجتمع من شرور هذه الممارسات غير المسؤولة.
وأشار إلى أن الحملة مستمرة وليس لها إطار زمني، داعياً مؤسسات المجتمع المدني وممثليها وقادة الرأي والفاعلين للإسهام بإنجاح الحملة والأهداف المتوخاة منها وصولاً لحالة فرح لا تعكر صفوها.
بدوره، قال العقيد الشرايدة: إن فصل الصيف الذي يعد موسماً للأفراح بات يشهد تجدداً لظاهرة إطلاق العيارات النارية في الأفراح، ما استوجب إطلاق هذه الحملة من مديرية الأمن العام نظراً لانعكاساتها وخطورتها الأمنية والمجتمعية والاقتصادية الصحية والنفسية.
وتطرق مساعد مدير مديرية أوقاف اربد الثانية الدكتور رائد العبابنة إلى الأبعاد الدينية لهذه الظاهرة والممارسات وانعكاساتها على منظومة السلم والأمن المجتمعي.
وحضر الحفل الشابة نسرين عبانة التي أصيبت بطلق ناري طائش في طفولتها، وتحدثت عن رحلة معاناتها مع الألم، وختمت حديثها بسؤال “ما ذنبي ومن المسؤول عن إصابتي؟” والتي قيدت ضد مجهول.
وجرى عرض فيلم وثائقي قصير عن حالات من الممارسات الخاطئة في إطلاق العيارات النارية في الأفراح وما نجم عنها من مآسٍ حولتها إلى اتراح، وجرى توزيع نشرات توعوية حول الحملة ومضامينها.
وفي المفرق، قال المحافظ ياسر العدوان: إن ظاهرة إطلاق العيارات النارية في المناسبات والأفراح باتت تؤرق المجتمع، الأمر الذي يحتم تكاتف جهود جميع الجهات والأفراد لإيقافها بشكل نهائي لوقف نزيف الدم الناجم عن هذه الظاهرة السلبية.
وأكد العدوان خلال إطلاق فعاليات الحملة الوطنية “كفى لنزيف الفرح” بحضور مدير شرطة المحافظة العقيد الدكتور محمد المبيضين وجمع غفير من أبناء المجتمع المحلي، عزم المحافظة على مكافحة ظاهرة إطلاق العيارات النارية من خلال تطبيق سيادة القانون وعدم التهاون في إحالة أي شخص يثبت إطلاقه للعيارات النارية في المناسبات للقضاء لينال الجزاء العادل.
بدوره، بين العقيد المبيضين أن من الأهداف الاستراتيجية للمديرية تعزيز الشعور بالأمن والأمان لدى المواطنين، وأن المديرية انتهجت تطبيق الإجراءات الأمنية والوقائية والقضائية والإدارية وتنفيذ الحملات بشكل ممنهج لضبط مطلقي العيارات النارية.
وتطرق مدير أوقاف المفرق الدكتور أحمد حراحشة إلى النصوص الشرعية التي توكد حرمة دم الإنسان والحفاظ على سلامته وأمنه، مشيراً إلى أن ظاهرة إطلاق العيارات النارية في الأفراح والمناسبات تندرج في نطاق ترويع المواطنين، مؤكداً الدور الكبير المنوط بالأئمة والخطباء في نشر الوعي بين المواطنين للحد من هذه الظاهرة التي باتت تؤرق المجتمع المحلي.
ودعا رئيس مجلس محافظة المفرق الدكتور محمد اخو ارشيدة إلى تضافر الجهود للحد من هذه الظاهرة التي نجم عنها أعداد كبيرة من الوفيات والمصابين.
وفي السلط، قال محافظ البلقاء نايف الحجايا في كلمة له خلال رعايته حفل إطلاق المبادرة في مؤسسة إعمار السلط: إن ظاهرة إطلاق العيارات أصبحت تشكل عبئاً أمنياً ومجتمعياً ونفسياً، وعلينا جمعيها التصدي لها.
وقال نائب مدير شرطة البلقاء العقيد وصفي البطاينة: إن مديرية الأمن العام تتعامل مع جميع القضايا التي تردها بشأن إطلاق العيارات النارية في الأفراح والمناسبات بكل جدية، إذ يتم التحقيق في طبيعة القضايا التي ترد إليها ثم تحويلها إلى الجهات القضائية.
وأشار الى التوجيهات الملكية للحكومة بأهمية تطبيق الإجراءات القانونية بحق المخالفين ممن يعرضون حياة المواطنين للخطر وتكثيف الحملات التوعوية، مضيفاً أن التصدي لها مسؤولية جماعية مشتركة على مستوى الدولة والمجتمع المحلي والافراد وكافة المؤسسات الرسمية والأهلية.
ولفت رئيس مجلس محافظة البلقاء موسى العواملة إلى ضرورة التوسع في عقد الندوات والورشات لتسليط الضوء على النتائج السلبية لهذه الظاهرة وأهمية تعزيز دور الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي وخطباء المساجد وأساتذة الجامعات والمدارس والمراكز الشبابية لمكافحة هذه الظاهرة.
وبين مفتي البلقاء هاني العابد أن حكم إطلاق العيارات النارية في المناسبات لا يجوز لما فيه من تخويف وأذى للمسلمين، مستشهداً بقول الرسول الكريم (عليه الصلاة والسلام) “لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً”.
وقال: إن العتاد الذي يستهلك إنما صنع للدفاع عن الدين والوطن والمواطنين فلا يجوز استعماله بهذه الطريقة العبثية، فيما ألقى الأب الدكتور معتصم دبابنة كلمة أكد فيها دور الأسرة والمدرسة والمسجد والكنيسة التوعوي في محاربة هذه الظاهرة.
واشتمل حفل إطلاق المبادرة على فيلم قصير حول هذه الظاهرة، وفقرات شعرية ومسرحية تبين مخاطر ظاهرة إطلاق العيارات النارية.
وفي جرش، اكد متحدثون في احتفال رسمي وشعبي أقيم في مبنى البلدية لإطلاق فعاليات الحملة الوطنية: إن مكافحة الظواهر السلبية التي ما زال البعص يصر عليها يجب أن تكون بالأفعال وليس بالأقوال.
وقال محافظ جرش مأمون اللوزي: إن مبادرة “كفى لنزيف الفرح” تعني لنا جميعاً هيئات مجتمع مدني وأجهزة أمنية أن نقوم بواجبنا كل من جهته لمواجهة تلك الظاهرة التي باتت تفتك بأرواح الأبرياء.
وشدد المحافظ على أن الحاكمية الإدارية لن تتوانى عن اتخاذ أشد العقوبات الرادعة بحق المستهترين بأرواح الناس وعدم قبول وساطة أي انسان يتدخل لتخفيف العقوبات عن مطلق النار باعتبار أن هذا الشخص أقدم على فعل جرمي يجرمه القانون مثلما تجرمه القيم والأعراف النبيلة في المجتمع.
وقال مدير شرطة جرش العميد شاهر الحوراني إن مديرية الأمن العام تقوم بمتابعة ظاهرة إطلاق العيارات النارية؛ تنفيذاً لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني، مبيناً أن القانون غلظ العقوبة على المخالفين ومن يثبت تورطهم بهذا السلوك الضار وغير الحضاري.
وقال رئيس مجلس المحافظة محمود العفيف: إن هذه العادة تنبذها القيم والأخلاق وتعمل على محاربتها كل القوانين النافذة، فيما بين مدير أوقاف جرش الدكتور فراس ابو خيط رأي الشرع في مطلقي الأعيرة النارية وحرمتها لانها قتل للنفس التي حرم الله.
وتخلل إطلاق المبادرة توزيع منشورات توعوية لمحاربة هذه الظاهرة، كما تحوي مشاهد مؤثرة عن خطورتها.
ونظمت محافظة مادبا مسيرة لإطلاق الحملة الوطنية، انطلقت من إشارة المحافظة إلى ساحة السلام وسط المدينة، بحضور نائب محافظ مادبا الدكتور فراس الفاعور ومدير الشرطة العقيد رائد العوران وعدد من المواطنين.
وأكد الدكتور الفاعوري، أهمية هذه الوقفة الشعبية الرافضة لظاهرة إطلاق العيارات النارية في المناسبات والأفراح، فيما قدم مدير شرطة مادبا تعريفاً بمبادرة مديرية الأمن العام “كفى لنزيف الفرح”، شاكراً الحضور على وقفتهم النابعة من الغيرة الوطنية، وتضامنهم مع الجهود الأمنية في التوعية وردع أصحاب التصرفات التي لا تمت لعاداتنا وقيمنا الدينية بصلة.
وحضر إطلاق المبادرة بعض ممن عانوا من إصابات جراء العيارات النارية، وتحدث نيابة عنهم حسين الفقهاء الذي تعرض لطلق ناري طائش في منطقة الرأس حيث عانى كثيراً من هذه الحادثة.
وكرمت مديرية شرطة مادبا في الاحتفالية أصحاب الأفراح والمناسبات الذين التزموا بمبادرة مديرية الأمن العام.
وفي الزرقاء، وقع المحافظ الدكتور محمد السميران ومدراء الدوائر الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني وجمع كبير من أهالي المحافظة على عريضة لمنع إطلاق العيارات النارية في الأعراس والمناسبات ومحاربتها.
جاء ذلك خلال حفل إطلاق الحملة الوطنية في مركز الملك عبد الله الثاني الثقافي، بحضور قائد إقليم الوسط العميد الركن حاتم المواجدة ومدراء الدوائر الأمنية والحكومية ومؤسسات المجتمع المدني ووجهاء محافظة الزرقاء.
وقال السميران: إن إطلاق هذه الحملة يهدف إلى الحد من إطلاق العيارات النارية في المناسبات الاجتماعية ومكافحة انتشار هذه العادة الدخيلة على المجتمع عبر نشر الوعي المجتمعي ونبذ هذه الممارسات غير الحضارية التي تسبب تدمير المجتمع وخلخلة بنيانه.
بدوره، أكد قائد إقليم الوسط العميد الركن حاتم المواجدة أهمية تكاتف وتضافر جهود مؤسسات الدولة الرسمية والمدنية لمكافحة هذه الظاهرة ومحاربتها بشتى الوسائل، لافتا إلى أهمية التثقيف والإرشاد المجتمعي في الأسرة والمدرسة والجامعة ومؤسسات المجتمع كافة للقضاء على الظاهرة المؤرقة.
وأشار المواجدة إلى أن المديرية تقوم باستمرار في إطلاق المبادرات وإلقاء المحاضرات ونشر الرسائل في جميع الوسائل الإعلامية من أجل توعية المواطنين من مخاطر إطلاق العيارات النارية، داعياً إلى مقاطعة المناسبات الاجتماعية التي يتخللها إطلاق العيارات النارية.
بدوره، بين مفتي الزرقاء الدكتور محمد بني عامر أن إطلاق العيارات النارية يخالف تعاليم الدين الإسلامي الحنيف الذي يؤكد ضرورة الحفاظ على حياة الإنسان، لافتا إلى الدور الكبير الذي يقع على عاتق خطباء المساجد والأئمة والوعاظ في توعية المواطنين من خطورة إطلاق العيارات النارية في المناسبات والأفراح.
كذلك أطلقت مديرية شرطة الطفيلة اليوم في محافظة الطفيلة مبادرة “كفى لنزيف الفرح”، بمشاركة فاعليات رسمية وشعبية وشبابية وذلك في لقاء عقد في قاعة مؤسسة إعمار الطفيلة. واكد محافظ الطفيلة الدكتور عماد الرواشدة أن ظاهرة إطلاق العيارات النارية في المناسبات ظاهرة سلبية بحاجة إلى تكاتف جميع أفراد المجتمع لوقف نزيف الدم الناتج عنها، داعيا للتصدي لهذه الظاهرة كونها تهدد الأمن المجتمعي.
بدوره، دعا مدير شرطة الطفيلة العميد الدكتور سالم الشماسين جميع المواطنين للالتزام بعدم إطلاق العيارات النارية، مشيرا إلى أنه سيتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية بحق مطلقي العيارات النارية.
ولفت مدير أوقاف الطفيلة الدكتور معاوية البطوش إلى أن الشريعة الإسلامية حرمت إطلاق العيارات النارية بغير وجه حق لما فيه من تخويف وأذى للمسلمين كما هو إتلاف للمال بلا فائدة.