مرايا – باتت تركيا الوجهة السياحية المفضّلة بالنسبة للكثير من الأردنيين، نظراً لتعدد المنتجات السياحية والطبيعية من جهة وانخفاض الكلف والأسعار من جهة أخرى، في مقابل تزايد نسب التضخم في الأردن بالتزامن مع تراجع القدرة الشرائية.
وبحسب إحصائيات رسمية صادرة عن الحكومة التركية فقد ارتفع عدد زوار إسطنبول لوحدها العام الماضي إلى حوالي 282 ألف أردني، إلى جانب أعداد كبيرة زارت مدناً تركية أخرى. ووفق الإحصاء النهائي في عام 2018 الصادر عن المديرية العامة للسياحة في تركيا فقد احتل الأردنيون المرتبة الحادية عشرة بين زائري إسطنبول خلال العام الماضي بعد أن كانوا يحتلون المرتبة العشرين عام 2017.
وفي السياق، قال رئيس جمعية الصرافين الأردنيين علاء ديرانية في تصريح خاص لـ”العربي الجديد” إن أسواق الصرافة في الأردن تشهد إقبالاً كبيراً على الليرة التركية والجنيه المصري هذه الفترة. وأضاف أن ذلك يعود بالدرجة الأولى إلى ارتفاع أعداد السياح الأردنيين المتجهين لقضاء إجازة عيد الأضحى المبارك خارج البلاد، خاصة في كل من تركيا ومصر.
وبيّن ديرانية أن تركيا باتت جاذبة للسياح الأردنيين بشكل كبير وأن البعض غادر مبكراً لقضاء إجازته السنوية وعطلة العيد.
وشرح رئيس جمعية الصرافين الأردنيين أن الطلب مرتفع أيضاً على الدينار الأردني بسبب طول عطلة العيد هذه المرة، مشيراً إلى توافر كافة العملات في أسواق الصرافة المحلية، والدينار موجود بكميات كبيرة.
وتقدر تعاملات سوق الصرافة الأردنية بحوالي 2.5 مليار دولار سنوياً وتعتبر الشركات العاملة في القطاع رديفاً للجهاز المصرفي من حيث توفير العملات الأجنبية وتسهيل عمليات الصرف وتحويل العملات. ويبلغ عدد شركات الصرافة العاملة في الأردن 141 شركة تمتلك أكثر من 90 فرعاً لها في مختلف المناطق داخل البلاد، برأسمال يبلغ حوالي 100 مليون دولار. وقد ارتفعت مشتريات الأردنيين من العقارات التركية بشكل واضح في السنوات الأخيرة واحتلوا المرتبة التاسعة من بين الجنسيات الأكثر شراء للعقارات في تركيا.
المواطن الأردني يوسف السعافين قال إنه بعد زيارته وعائلته تركيا أخيراً، أصبح يفكر جدياً بشراء شقة سكنية في إسطنبول أو إحدى المدن التركية التي تتمتع بجمال الطبيعة إضافة إلى انخفاض الأسعار وكلف المعيشة قياسا بالأردن.
وأضاف أن أسعار العقارات مثلاً أقل بكثير مما هو موجود في الأردن، إضافة إلى ضعف النشاط الاقتصادي.
وشهد الأردن خلال السنوات القليلة الماضية ارتفاعاً كبيراً في الأسعار وزيادة معدل التضخم وتراجع القدرات الشرائية للمواطنين.
ورأى الخبير الاقتصادي مازن مرجي في تصريح لـ”العربي الجديد” أن ارتفاع أعداد السياح الأردنيين في الخارج مؤشر ضعف للسياسات الحكومية باستقطاب السياحة الداخلية رغم أن الأردن يمتلك الكثير من المقومات السياحية مثل الأماكن التاريخية كالبتراء والطبيعة وأخفض بحر في العالم، أي البحر الميت.
وقال إن كلف السياحة الداخلية في الأردن مرتفعة جداً قياساً إلى تركيا والدول المجاورة مثل مصر، وبالتالي يفضل المواطن السفر إلى الخارج على أن يذهب برحلة داخلية تحمله الكثير من النفقات.