مرايا – التقى وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي اليوم الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في اجتماع بحث سبل تفعيل العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات التي يواجهها العالم العربي وخدمة المصالح والقضايا العربية.

وتناولت المحادثات بين الصفدي وأبو الغيط الذي يزور المملكة لتسليم “درع العمل التنموي” العربي الذي منحته الجامعة العربية ومؤسساتها لجلالة الملك عبدالله الثاني. وقال أبو الغيط في تصريحات صحافية مشتركة بعد المباحثات إن هدف زيارته للمملكة  أساسا هو “لتسليم درع العمل التنموي العربي إلى جلالة الملك عبدالله الثاني، وهذا الاختيار تحدده مؤسسات العمل العربي المشترك، منظومة العمل العربي المشترك،  سواء المنظمات أو المجالس أو الجامعة العربية.” وأضاف أبو الغيط “ولما كان جلالة الملك قد نجح نجاحا باهرا في تحقيق وثبة كبيرة للمملكة الأردنية الهاشمية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بشكل قوي للغاية، جئت لكي اسلم جلالته هذا الدرع الذي وافقت عليه منظومة العمل العربي.”

وقال الصفدي إن الجامعة العربية هي مظلة العمل العربي المشترك التي لا بد من تقويتها وتعزيز دورها. وقال إنه لا بد من تقوية دور الجامعة العربية لزيادة فاعليتها في تأطير العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات المشتركة وخدمة المصالح العربية خصوصا في هذه الظروف الإقليمية الحرجة . وأضاف الصفدي “تطرقنا إلى كل القضايا التي تعنينا بدءً بقضيتنا المركزية الأولى القضية الفلسطينية وما تواجه من خطر مرده استمرار إسرائيل في إجراءاتها الأحادية اللاشرعية اللاقانونية التي تقوض حل الدولتين والتي تقوض كل فرص تحقيق السلام.”

وزاد الصفدي “إن الموقف العربي إزاء القضية الفلسطينية والذي أكدته كل اجتماعات الجامعة العربية هو أن تلبية حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق جميعها، وخصوصا حقه في الحرية والدولة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران 1967هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام.” وأكد “هذا هو الموقف العربي الذي لا يقبل أي تغير ولا يقبل أي تبديل.” 
وأشار الصفدي إلى ان المحادثات شملت أيضا الأزمة في سوريا. وأكد “نحن كلنا مجمعون في إطار العمل العربي وفي إطار قرارات جامعه الدول العربية أن الأزمة السورية يجب أن تنتهي وانه لا بد من دور عربي أكثر فاعلية وأكثر تأثيرا في جهود التوصل إلى حل سياسي لهذه الأزمة والتعامل مع كل تداعياتها.” وشدد على أن الحل السياسي الذي يجب التوصل إليه يجب أن يحفظ وحدة سوريا وتماسكها و يضمن أمنها واستقرارها “لتعود سوريا لتمارس دورها ركيزة أساسية من ركائز العمل العربي المشترك.”

وأضاف أن الدور العربي يجب أن يكون أكثر فاعليه في معالجة جميع الأزمات التي يواجهها العالم العربي و “حضورنا العربي في جهود معالجة هذه الأزمات يجب أن يكون أكثر تأثيرا لأنه بالنهاية نتحدث عن عالمنا العربي، نتحدث عن مصالحنا المشتركة، نتحدث عن قضايانا ومن غير المقبول أن يبقى الدور العربي إزاء هذه الأزمات، واقصد هنا الدور العربي الجماعي لأنه على مستوى دول كلنا نعمل وكلنا نسعى من اجل خدمة قضايانا العربية، محدودا. لا بد من تفعيل عمل عربي وحضور عربي ودور عربي أكثر فاعلية في معالجة هذه القضايا”.
 
وشدد الصفدي “نحن كمملكة أردنية هاشمية ملتزمون كما كنا دائما في دعم جامعة الدول  العربية ودعم دورها في العمل من اجل أن تحظى الجامعة بكل ما تحتاجه من موارد وإمكانات.” وأضاف الصفدي “نعرف أن هنالك انتقادات كثيرة ونعرف أن هنالك دور اكبر يمكن للجامعة أن تقوم به لكن الجامعة بالنهاية هي تعكس إرادتنا المشتركة للعمل العربي المشترك. المملكة الأردنية الهاشمية ستبقى ملتزمة بدعم الجامعة لأنها تبقى مظلة العمل العربي المشترك الوحيدة والتي يجب تقويتها وإسنادها”.
 
من جانبه قال أبو الغيط “فعلا استشعر السعادة الكبيرة بوجودي بوزارة الخارجية الأردنية وبزيارتي للمملكة صباح اليوم”. وزاد “اشكر المملكة للدعم الذي يقدمه الأردن للجامعة العربية. فالجامعة العربية هي ليست فقط عمل سياسي ولكن هو عمل سياسي اقتصادي ثقافي اجتماعي وله العديد من  الأوجه التي أحيانا لا تحظى بالاهتمام المباشر من المجتمع العربي أو من الإعلام العربي.” وقال “انتهزنا الفرصة أيضا لنقاش موضوعي حول الوضع العربي العام.”

وثمن أبو الغيط المستوى العالي من التنسيق بين المملكة والأمانة العامة للجامعة، بما ينعكس إيجابا على جهود الجامعة في متابعة تنفيذ قرارات القمة وخدمة المصالح العربية.