مرايا – التقى دولة رئيس الوزراء الأسبق عبد الرؤوف الروابدة اليوم المشاركين في دورة الإدارة الشرطية العليا المنعقدة في أكاديمية الشرطة الملكية لعدد من كبار ضباط الأمن العام، وذلك بحضور مدير الأمن العام بالإنابة العميد عبيد الله المعايطة للحديث عن التاريخ السياسي للمملكة الأردنية الهاشمية والتحديات التي واجهت هذا التاريخ وكيفية التعامل مع تلك التحديات .
واستعرض الروابدة المراحل التاريخية السياسية التي مر بها الأردن في تحقيق وحدته وهويته الوطنية العربية وتكوين دولة النظام والمؤسسات والقانون وتطوير الحياة الديمقراطية، بالإضافة لمراحل تطور التشريعات والمجالس النيابية ، مشيرا إلى السياسة الأردنية الخارجية في ذلك الحين وارتباطاتها بالقضية الفلسطينية ومشاريع الوحدة العربية.
وقال رئيس الوزراء الأسبق أن الهاشميين هم صمام أمان الوطن، ومن سطروا تاريخ الأردن العريق لما حققوه من تجاوز للتحديات والصعوبات في فترة التأسيس من خلال إنشاء الإدارة المركزية والقوة العسكرية التي كان مسماها “الجيش العربي ” ، مبينا أن الإرث النبوي كان داعما للقيادة وشرعية النظام الأردني ما ترتب على ذلك تفهم الدولة وتناغمها مع القوى الإسلامية المعتدلة .
وأضاف أن ما تم تحقيقه عام 1921 م من استقلال لإمارة شرق الأردن ( التي كانت تعرف باسم حكومة الشرق العربي ) يعد بداية قصة تكوين الدولة الأردنية بالإضافة إلى أنها قصة النهضة العربية التي استهدفت أنشاء الدولة العربية لتنهض بأعباء المسؤولية وتؤكد الهوية العربية (وتعيد العرب إلى غابر مجدهم ليأخذوا مكانهم الصحيح).
وأوضح الروابدة أن ما تعرضت له المملكة من تحديات بنيوية وداخلية وخارجية متنوعة مرتبطة بالمكان الجغرافي والإرث التاريخي والسياسي والديني للمنطقة بالإضافة إلى الصعوبات الاقتصادية في بناء الدولة وتكوينها دعى للإسراع في خروج نظام سياسي يعتمد على الديمقراطية بنهج وطني عربي .
وأكد أن المملكة الأردنية الهاشمية استشرفت المستقبل منذ عقد تأسيس الإمارة من خلال وضع التعليم على سلم أولويات التطوير والتحديث في صناعة الدول ولما يساهم التعليم بنهضة مستقبلية من خلال بناء الأجيال بنهج علمي تربوي يصنع بنفوسهم حب الوطن لدفع عجلة التطور والتحديث .
وثمَن الروابدة الدور الشرطي والخدماتي والأمني والاجتماعي الذي يضطلع به جهاز الأمن العام والذي اكتسبه من خلال معاصرته لبناء الدولة الأردنية في كافة مراحلها ليصبح جهازا امنيا عصريا يقدم خدمة شاملة للمواطن والزائر وكافة المقيمين على ارض المملكة .
وفي نهاية اللقاء أجاب رئيس الوزراء الأسبق الروابدة على مداخلات واستفسارات الضباط المشاركين في الدورة واستمع لآرائهم ومقترحاتهم ووجهات النظر التي جاءت من خبراتهم الواسعة المكتسبة من خلال خدمتهم في جهاز الأمن العام.
ويشار إلى أن دورة الإدارة الشرطية العليا تأتي ضمن الخطة السنوية التدريبية لمديرية الأمن العام بإشراك عدد من كبار الضباط لتعزيز خبراتهم القيادية من خلال استقطاب أصحاب الخبرات والمعارف من كبار رجالات الدولة على كافة الأصعدة للاستفادة من خبراتهم في المجالات المختلفة.