مرايا – في الثاني من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1917 ارسل ارثر بلفور البريطاني الى اللورد روتشلد احد رؤساء الحركة الصهيونية رسالة يبلغه فيها تعهد الحكومة البريطانية للصهاينة باقامة وطن قومي لهم في فلسطين، وهو وعد من لايملك لمن لايستحق، واستطاعت بريطانيا من خلال احتلالها لفلسطين بعد الحرب العالمية الاولى من تمكين الصهاينة من الهجرة الى فلسطين واقامة الكيان الصهيوني الغاصب على ارضها، ومنذ البداية اثبتت المحاضر والوثائق خطة بريطانيا وحلفائها من دول الاستعمار والاستكبار نيتها اقامة دولة يهودية على ارض فلسطين، وبعد مئة عام ونيف جاء ترامب ليستكمل خيوط المؤامرة، باعترافه بيهودية الدولة الصهيونية وبالقدس عاصمة لها، وبضم الجولان ومناطق الاغوار، وهو يستعد للاعتراف بضم الضفة الغربية، وكل ذلك كجزء من صفقة القرن التي اعلن عنها لانهاء الصراع العربي الاسرائيلي بفرض الامر الواقع.
واننا في التحالف الوطني لمجابهة صفقة القرن وبالذكرى المشؤومة لوعد بلفور نقول لترامب وحلفائه خسئت لان وجود ستة ملايين فلسطيني على ارض فلسطين يتشبثون بارضهم ويهبون ارواحهم رخيصة للدفاع عنها وستة ملايين اخرين في الشتات يتمسكون بحقهم في العودة وإقامة دولتهم على أرض فلسطيين سيفشل خططه ومؤامراته.
وان فلسطين كل فلسطين من البحر الى النهر ارض عربية اسلامية على الشيوع، وهذا ما اكده ابناء الشعب العربي الواحد في الجزائر والعراق ولبنان عندما نزلوا الى الشوارع ليعبروا عن ارادتهم وهتفوا جميعا بتحرير فلسطين لان العدوان الصهيوني يستهدف الامة بكافة اقطارها، وان المعاناة التي تعيشها الشعوب العربية هي بسبب هذا الاحتلال وان الطريق لتحرير فلسطين هو نفس الطريق لتحرير انفسهم واقطارهم من كل مظاهر التخلف من فقر وبطالة وفساد مالي واداري وغياب للديموقراطية.
ولنفس الاسباب تم تشكيل تحالفنا هذا لمجابهة صفقة القرن التي تستهدف الامة بكافة مقوماتها، ونتطلع الى تشكيل جبهة وطنية قوية تضم كافة الاردنيين لتحقيق هذه الاهداف على المستوى الوطني والعربي.
والله ولي التوفيق
التحالف الوطني لمجابهة صفقة القرن