مرايا – يشارك الأردن اليوم، في الاجتماع الوزراي المصغر للتحالف الدولي ضد داعش، لمناقشة استراتيجية استمرارية محاربة هذا التنظيم خاصة بعد مقتل زعيم التنظيم الارهابي ابو بكر البغدادي مؤخراً في سوريا، ويستضيف وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في مقر الوزارة عدداً من الوزراء في واشنطن.

وبحسب مسؤول كبير في الخارجية الأميركية، فإن المجتمعين سيناقشون «التطورات التي حصلت مؤخرا في سوريا ومنها التوغل التركي في شمال شرقي ودخول روسيا والنظام السوري إلى هذه المنطقة، ووضع قوات سوريا الديمقراطية في قتال داعش والوجود الأميركي في سوريا إضافة إلى الخطوات المقبلة».

وفي هذا الصدد، قال المسؤول الأميركي «نحن مسرورون جدا حيال القرار الذي اتخذه الرئيس ترامب بمواصلة مهمة قتال داعش عسكريا على الأرض في شمال شرق سوريا».

وأشار إلى أن دول التحالف داعمة لهذا القرار، وشدد على أن القوات الأميركية موجودة هناك لضمان هزيمة داعش بشكل دائم، وتحدث عن وجود مهمة ثانوية لهذه القوات وهي العمل مع الشركاء المحليين من قوات سوريا الديمقراطية لضمان أمن حقول النفط وعدم سيطرة داعش وغيرها من القوات المعادية عليها.

وسيسبق اجتماع المجموعة المصغرة للتحالف الدولي لهزيمة داعش، اجتماع آخر لمجموعة العمل المصغرة حول سوريا، والمؤلفة من الأردن والسعودية ومصر وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة.
وستبحث اللجنة، حسب المسؤول في الخارجية الأميركية، الوضع السياسي العام في سوريا، إضافة إلى التطورات العسكرية والأمنية التي تترافق مع انطلاق عمل اللجنة الدستورية في نهاية تشرين الأول في جنيف، ويتوقع أن تناقش اللجنة كذلك الوضع في شمال شرقي سوريا وتأثيره على الأهداف الرئيسية للمجموعة، وهي: سوريا آمنة مستقرة ومزدهرة تضمن هزيمة الإرهاب وعلى رأسها داعش، وإخراج القوات الإيرانية، وتحقيق العملية السياسية التي تفضي إلى سوريا لا تشكل تهديدا لشعبها وجيرانها.
ويوضح مسؤولون في الخارجية الأميركية أن الحرب ضد داعش لم تنته بعد وهي متواصلة على عدة جبهات وفي شتى المجالات، ومن أبرز القضايا التي تقلق الولايات المتحدة هي مصير المحتجزين من مقاتلي داعش وعائلاتهم في شمال شرقي سوريا.

محللون اجمعوا على اهمية هذا الاجتماع للاطلاع والتنسيق المستمر بين الاطراف المختلفة، والتأكيد على اهمية هذه الجهود، ووضع الخطط لمتابعة الحاق الهزائم بهذا التنظيم الارهابي الذي يشكل هاجساً على صعيد دول المنطقة والعالم، مؤكدين انّ هذا الاجتماع في غاية الأهمية لوضع النقاط على الحروف والنظر الى المراحل القادمة في ظل عدد من المؤثرات التي ظهرت على الساحة السياسية السورية والعراقية بشكل خاص.

عضو مجلس النواب الاسبق، محمد ارسلان اكد أنّ التناقضات التي تجري على الساحة السورية وايضاً العراقية قد تخلق ارضية خصبة لإعادة تنظيم داعش من جديد الى الواجهة، مقتل ابو بكر البغدادي سيزيد من ضعف وتفكك هذا التنظيم، ولكن بطبيعة الحال هنالك قيادات بديلة ستظهر وتلعب ادوارا مؤثرة للحفاظ على وجودهم.

واضاف: وجود عدد من القضايا التي تعاني منها المنطقة قد تؤدي الى ظهور فراغات عسكرية، والاردن كونه دولة محاددة لسوريا والعراق يجب أنّ يستمر في بذل الجهود المختلفة للحفاظ على امن الحدود والوطن، وبفضل الله ثم بفضل السياسات الحكيمة والتنسيق العالي المستوى واستعداد اجهزتنا الامنية والعسكرية استطعنا المحافظة على امن الحدود والسيطرة على نشاطات ارهابية متعددة.

تطويق المخططات
ومن جهته اشار الخبير الأمني د. بشير الدعجة الى أنّ هذه المشاركة الاردنية لها اهمية في تبادل المعلومات والخبرات بين الدول التي تحارب الارهاب، فالأردن يمتاز بخبراته الكبيرة لدى الأجهزة الأمنية في مطاردة تنظيم داعش وقبله القاعدة، وتطويق مخططاتهم. لقد عانينا من ارهاب هذا التنظيم ومن الضرورة ان نكون من السباقين في هذا التحالف الذي يعمل على احباط طموحات داعش ويدمر الفلول التي بقيت.

واردف قائلا : مقتل البغدادي انجاز مهم وسيكون له اثر على التنظيم بدون شك، ولكن من المهم الالتفات الى خطورة انتشار هذا الفكر في جميع انحاء العالم وخاصة في المناطق المضطربة، اجهزتنا الأمنية على دراية كاملة وحرفية ويعملون ليلا ونهارا في ملاحقة هذه الخلايا والذئاب المنفردة لحماية الأمن والمحافظة على استقرار الأردن وسط محيط ملتهب.