أكثر من 86ر0 مليون دينار خسائر المملكة إثر الحوادث المرورية
مرايا – “ليلى” هو الاسم المستعار لعروسة كان يفصلها يومان عن موعد زفافها المقرر، لكن استخدامها للهاتف الذكي أثناء قيادتها لإرسال دعوات نصية عبره لحضور فرحتها الكبرى، كانت سبباً في عدم اكتمال فرحتها لتعرضها إلى حادث أودى بحياتها.
فتاة أخرى تعرضت لعملية بتر احدى قدميها، نتيجة دهسها من قبل سائق أصيب بهبوط في السكري، أفقده السيطرة على القيادة في أحد شوارع العاصمة عمان، متسبباً بعاهة مستديمة لها.
التقرير السنوي للحوادث المرورية في الأردن لعام 2018، يشير إلى أن المملكة تخسر يومياً أكثر من (86ر0 مليون دينار، نتيجة الحوادث المرورية، وبلغ معدل الزيادة السنوية في كلفة الحوادث المرورية 4ر7 بالمئة للسنوات الخمس الماضية.
وبلغ مجموع حوادث الإصابات البشرية العام الماضي، نحو 10431 من بينها 502 حادثة نتج عنها وفاة، حيث يقع وفقاً للتقرير كل 4ر50 دقيقة حادث مروري ينتج عنه خسائر بشرية.
وارتفعت ملكية المركبات، بحسب التقرير، من مركبة واحدة لكل 58 شخصاً عام 1971،إلى مركبة واحدة لكل 6 أشخاص عام 2018، إذ زادت أعداد المركبات 3ر5 بالمئة في السنوات الخمس الأخيرة.
وتشير الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى أن الإصابات الناجمة عن حوادث الطرق، تعد سببا رئيسا من أسباب الوفيات والإصابات وحالات العجز في جميع أنحاء العالم، فيما يموت كل عام نحو 3ر1 مليون شخص، ويصاب بين 20 إلى 50 مليونا آخرين بجروح نتيجة تلك الحوادث.
ودعا خبراء بمناسبة اليوم العالمي لحوادث الطرق الذي يصادف الأحد، إلى تكثيف الحملات التوعوية وأهمية دور الإعلام في المجال التثقيفي التوعوي المروري، وتعزيز برامج الحماية والوقاية من حوادث السير.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في رسالته بمناسبة هذا اليوم إلى توحيد القوى من أجل التصدي للأزمة العالمية المتعلقة بالسلامة على الطرق.
وقال في رسالته: رغم جسامة التحدي المطروح، فإن الجهود الجماعية يمكن أن تسهم بدرجة كبيرة في منع حدوث هذه المآسي، كما ان إنقاذ الأرواح من خلال تحسين السلامة على الطرق هو أحد الأهداف العديدة لخطة التنمية المستدامة لعام 2030.
مدير العلاقات العامة في إدارة السير النقيب محمد الخزاعلة، بين أن الحملات التوعوية المرورية مستمرة على مدار السنة، وتزداد حسب الظروف والمناسبات المختلفة، كحالة عدم استقرار الجو، مشيراً إلى مبادرة الأمن العام( كفى لنزيف الطرقات)، فنحن نكثّف حملاتها التوعوية والإرشادية، وهنالك تجاوب من المجتمع المحلي بأطيافه كافة، إضافة إلى انتشار مجموعاتنا في الميادين بشكل كبير جداً، على جميع الطرق والتحويلات ضمن اختصاص العاصمة. وأوضح أن الحملات التوعوية تتم مع عدد من الجهات المعنية كوزارة التربية والتعليم لاستهداف الطلاب وزيادة الوعي المروري لديهم، إضافة لمؤسسات المجتمع المحلي، إذ يتم رفع التوعية وإعطائهم المحاضرات التثقيفية لأولئك الذين يقودون المركبات ممن أعمارهم تزيد عن 18 عاماً.
وأشار إلى أن من أبرز أسباب الحوادث، عدم أخذ الاحتياطات اللازمة أثناء القيادة، إضافة إلى عدم الانتباه، والتتابع القريب في الظروف الجوية السائدة كوجود انزلاقات، والسرعات في الطرق الخارجية.
وأضاف أنه في الظروف الجوية غير المستقرة يتم نشر الوعي بشكل كامل بضرورة تخفيف السرعات وعدم استخدام الهاتف الخلوي أثناء القيادة.
وبين مدير المشاريع الأوروبية وأستاذ الطاقة المتجددة في الجامعة الأردنية الدكتور أحمد السلايمة، أن معظم دول العالم تتجه نحو تطبيق نظام النقل الذكي الذي يسهم في تخفيف حدة الأزمات المرورية وتقليل نسب الحوادث المرورية.
ودعا إلى أهمية إيجاد اختصاص نظام النقل الذكي وتدريسه في الجامعات، لتأمين السلامة العامة على شبكات الطرق وإدارتها، ورفع مستوى الانقاذ لحالات الطوارئ، وتأمين انسيابية الحركة المرورية، ورفع انتاجية الفرد من خلال الوصول إلى عمله وأداء مهامه في الوقت المحدد.
واوضح بحسب الدكتور السلايمة أن النظام يتمثل بتطبيقات متكاملة فيما بينها بوجود غرف تحكم ومراقبة وسيطرة يعمل بها عدد من المتخصصين يتم ربط الأجهزة الذكية بلوحات إرشادية إلكترونية ومحطات إذاعية تُعلم المواطن بحالة الطرق، كما يشمل النظام أجهزة استشعار وتقنيات كشف وتحسس وبرمجيات تسهم في إدارة الطرق والتحكم بالمدة الزمنية للإشارة الضوئية وإدارة الحوادث المرورية والاستجابة للطوارئ وبالرغم من وجود دراسة لإيجاد هذا النوع من الاختصاص، إلا أن ندرة أعداد المتخصصين في الأردن حال دون تنفيذه، داعياً إلى أهمية العمل نحو تدريس هذا النوع من الاختصاص في الجامعات وزيادة أعداد المتخصصين فيه.
وقال استشاري العلاج النفسي والإدمان الدكتور أحمد المطارنة: إن لحوادث السير عناصر منها العنصر البشري، مثل سائق المركبة وما إذا كان مرخصا هو وسيارته بشكل قانوني، وما إذا أجرى الصيانة لمركبته، وعنصر الطرقات والشوارع والمركبات وما إذا كانت معتمدة ضمن المعايير اللازمة.
وأشار إلى أن من أبرز مسببات حوادث السير هي الحالة النفسية لدى بعض السائقين بارتفاع نسبة القلق لديهم أو إصابات في الذُهان ولم يتناولوا الأدوية اللازمة، فيما الأخرى عضوية مثل الأمراض المزمنة كارتفاع أو هبوط نسبة السكري في الجسم أو زيادة الشحنات الكهربائية (الصرع)، أو تناول أدوية تسبب النعاس والخمول، إضافة إلى مدمني الكحول أو أي شيء آخر.
وأوضح أن أزمات المرور الخانقة تسبب حالة من الضجر والانزعاج وضغوطات نفسية لدى الأشخاص لتأخرهم في أداء مهامهم حسب مواعيدها المقررة، كالطلاب والموظفين، موضحاً أن السيدات يمتلكن حذراً أعلى في قيادة المركبة، ويتسببن بحوادث بنسب أقل من الذكور.
ودعا إلى تكثيف الحملات التوعوية ودور الإعلام في المجال التثقيفي التوعوي المروري، وثقافة استخدام الزامور، وثقافة إفساح الطريق لسيارة الإسعاف والشرطة وثقافة قيادة المركبات بعيداً عن التفحيط واستخدام الموبايل، وتعزيز الشواخص المرورية واللوحات التوعوية ذات الاستمالات المنطقية والعاطفية مثل تلك المكتوبة عليها (بابا نحن بانتظارك). (بشرى نيروخ – بترا)