مرايا -عاين منتدون الجوانب السياسية والعسكرية والانسانية للراحل الكبير جلالة المغفور له الحسين بن طلال طيب الله ثراه، في ندوة نظمها تجمع المتقاعدين العسكريين في محافظة اربد، اليوم الأربعاء، في قاعة نادي ضباط الشمال بعنوان “الحسين في ذاكرة الأردنيين”.
وقال رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عبدالرؤوف الروابدة، إن إرث المشروع النهضوي العربي الذي قاده شريف مكة الحسين بن علي، والملك المؤسس جلالة المغفور له الملك عبدالله الأول، استقر بين يدي الراحل العظيم الحسين طيب الله ثراه، وهذا الإرث شكل جزءاً هاماً من شخصية الحسين، فالتزم بالحفاظ على التراث العريق والانفتاح على المستجدات والمتغيرات بعيداً عن التقوقع أو الانغلاق فكان هذا الموروث حاضنة لفكر الحسين العسكري وتربيته العسكرية التي تميزت بالانضباطية وتحديد الهدف والعمل الواقعي.
وأضاف الروابدة “ان التوجه الديني لدى الحسين المرتكزعلى شرعية النسب النبوي الشريف فالامة لا تسلم قيادتها طواعية الا لهذا البيت من قريش فوعى الحسين هذه الشرعية وعمل على تعزيزها باعتباره الاسلام دين الدولة ومصدر التشريع فيها فبنى العلاقة مع الحركات الاسلامية على اساس من التناغم والتسامح الديني وانشا الجامعات والمؤسسات العلمية والمعاهد التي تعنى بالحضارة الاسلامية خدمة لقضايا الامة”.
وقال الروابدة “تميزت سياسة الحسين في جميع المراحل بالوسطية الهادئة على المستويين الداخلي والخارجي وتحمّل سيلا من الاتهامات الظالمة والحملات الاعلامية المتجنية وكان رده بمزيد من الاصرار على تجاوز الخلافات كما كان التسامح نموذجا متميزا للحسين فله القدرة على استيعاب المعارضة وفتح قنوات الحوار والتي اسست بدورها للمفهوم الديمقراطي الذي حرص الحسين على السير به بعزيمة وثبات”.
وعرض الفريق الركن المتقاعد العين عواد المساعيد لجملة من الاحداث التي عايشها مع الحسين رحمه الله تثبت جميعها عمق القيم الانسانية النبيلة التي كان يتصف بها سواء بين رفاق السلاح او على الصعيد الشعبي والسياسي وكيف كان جلالته يشارك بنفسه في الازمات الطارئة الناجمة عن الاحول الجوية او في القضايا الخلافية التي تنشأ أحياناً بين أفراد أو جماعات في المجتمع بحكمة وحنكة الأب القائد ضاربا بعض الامثلة على الموقاف الانسانية للحسين منذ كان شابا وحتى فارق الدنيا راضياً مرضيا”..
وتطرق مدير عام المؤسسة الاجتماعية والاقتصادية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى اللواء الركن المتقاعد ثلاج ذيابات، لجلالة المغفور له الحسين طيب الله ثراه واحترافيته في القتال أو اتخاذ القرار العسكري الشجاع وفقا للظروف الميدانية التي تقتضيها طبيعة ومراحل الصراع والحرب.
وقال إن جلالته تمكن من استيعاب النكسة التي تلت النكبة واستفاد من دروسها وتجربتها لتحقيق نصر مؤز في معركة الكرامة الخالدة دللت على احترافيته وشجاعته وثقته برفاق السلاح وبان الايمان اقوى من الالة العسكرية اذا ما اقترن بحب الشهادة والاقدام من أجل الوطن وترابه فكان القدوة والعنوان لروح الجندية الحية.
وقال رئيس تجمع اربد للمتقاعدين العسكريين العميد الركن المتقاعد محمد المناجرة إن “ذكرى ميلاد الراحل الحسين طيب الله ثراه هي ذكرى قائد عسكري فذ عشق الجندية وأحب الميدان وكان سياسياً محنكاً قل ما يجود بمثله الزمان .. ملك للانسانية غائب عن دنيانا حاضر في قلوبنا ووجداننا”.