مرايا – أطلق معهد الإعلام الأردني وشبكة الصِّحافة الأخلاقية، قاموسًا ودليلًا إرشاديًا، موجها للعاملين بوسائل الإعلام.

وقال بيان صادر عن المعهد، اليوم السبت، ان القاموس يتضمن أبرز المفردات التي إنْ تغير سياق استخدامها (بحسب وصف البيان)، أدَّت لخطاب كراهية وتحريض كبيرين.

ويهدف القاموس إلى إرشاد العاملين في وسائل الإعلام والناشرين على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى مراعاة استخدام المفردات في سياقها الطبيعي فقط، وعدم استخدامها كمفردات تؤدي إلى الانتقاص من صاحبها أو من يمثلها.

ونقل البيان عن عميد المعهد الدكتور زياد الرفاعي قوله، إنّ الدليل يُسهم بتنبيه الصحافيين والاعلاميين إلى الحذر في استخدام المفردات ضمن سياقاتها الصحفية والإعلامية السليمة، لافتا الى ان القاموس يؤكد جهود الأردن في الحد من انتشار خطاب الكراهية.

بدورها، أكدت رئيسة شبكة الصحافة الاخلاقية الدكتورة زاهرة حرب، ان الدليل جاء كطبعة ثانية بعد اطلاق الاولى في مصر، مبينة ان الجهد جاء بهدف الوصول الى صحافة أخلاقية بعيدة عن الكراهية والانتقاص والتحريض ضد الآخرين.

من جانبه، قال مدير مرصد مصداقية الإعلام الأردني (اكيد) العامل تحت مظلة المعهد، طه درويش، ان دراسة متخصصة، نفّذها المرصد، بالتعاون مع شبكة الصحافة الأخلاقيّة، بعنوان “رصد خطاب الكراهية في وسائل الإعلام الأردنيّة”، واعلنت نتائجها اليوم السبت، أظهرت أنّ “خطاب الكراهية” يتصاعد على المستوى المحلي، مستدركة انه لا يُشكّل ظاهرة في الإعلام الأردني ّحتى الان.

وأضاف ان الدراسة أجريت وفق منطق البحث العلمي، رصد من خلالها 12951 مادة، اختير منها 323 مادة كعينة قصدية، نشرت في تسع وسائل إعلام محلية، توزعت بين صحف يومية، ومواقع الكترونية وراديو، إضافة إلى موقعي التواصل الاجتماعي “فيسبوك وتويتر”.

واشارت النتائج التي عممت ببيان صحافي، الى ان عمليّة رصد التغطية الإعلاميّة لخطاب الكراهية في وسائل الإعلام الأردنيّة هدفت إلى الكشف عن تعبيرات الكراهية، واللغة التي تحمل التحيّز والتحريض، اضافة الى انها تتضمن تحليل مضمون وسائل الإعلام الأردنيّة لرصد حجم خطاب الكراهية وتعبيراته، ومعرفة طبيعة الخطاب، وأهمّ موضوعاته، والجهات المستهدفة منه، ومصدر مادّة الخطاب، ونوع القالب الصحافيّ المُستخدم، بالإضافة إلى رصد تعبيرات الكراهية التي تحمل معنى من معاني خطاب الكراهية من خلال السياق.

واعتمدت الدراسة على عيّنة زمنيّة “قصديّة”، شهدت أحداثاً سياسيّة، ودينيّة ورياضية، أنتجت محتوى من المحتويات التي يُمكن تصنيفها كـ “خطاب كراهية”، خلال الأعوام 2016، 2017، و 2018 في وسائل الإعلام الأردنيّة.

وأظهرت نتائج الدراسة أنّ مواقع التواصل الاجتماعيّ جاءت في الترتيب الأوّل من حيث ظهور خطاب الكراهية، ثم الإذاعات الأردنيّة، تلتها الصحافة اليوميّة المطبوعة، وأخيراً المواقع الإلكترونيّة .

وكشفت النتائج أنّ القبيح من الكلام (التشهير بالآخرين) تصدّر خطاب الكراهية في مواقع التواصل الاجتماعيّ، فيما جاءت “الدعوة للقتل والعنف” في الترتيب الأخير.

وفي الإذاعات، حصل “التحريض” على النسبة الأكبر والدعوة للقتل والعنف في الترتيب الأخير، فيما تصدّر “الوصم” الترتيب الأوّل في الصحافة اليوميّة الأردنيّة وجاءت “الدعوة للقتل والعنف” في الترتيب الأخير، بينما في المواقع الإلكترونية الأردنية حصل التنميط على النسبة الأعلى، بينما جاء “القبيح من الكلام” (التشهير بالآخرين) في الترتيب الأخير.

وبيّنت النتائج أنّ الجهات المُستهدفة بتعبيرات الكراهية في مواقع التواصل الاجتماعيّ كانت الرياضة والرياضيّين، في حين استهدف خطاب الكراهية في الإذاعات والمواقع الإلكترونيّة الحكومة، والوزراء، والمسؤولين الرسميّين، وتَركّز في الصحافة اليوميّة على الجهات السياسيّة العربيّة والدوليّة.