مرايا – نظَّم معهد الإعلام الأردني، ندوة بعنوان: “المشاركة الانتخابية والإعلام” استضاف فيها رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات الدكتور خالد الكلالدة، بالتعاون مع برنامج دعم الاتحاد الأوروبي للمؤسّسات الديمقراطيّة الأردنيّة والتنمية.

وقال الكلالدة في الندوة والتي عُقدت في مقرِّ المعهد اليوم الثلاثاء، وحضرها طلبة المعهد، وعدد من وسائل الإعلام والمهتمين، إنَّ الإعلام في العملية الانتخابية أكثر من مراقب وهو عين النَّاس، وأنَّ أكثر ما يثير القلق أحيانًا عدم وجود الخبرة الكافية عند التغطية الصَّحفية.

وأكد أنَّ من الضروري تمييز ناقل أخبار العملية الانتخابية بين المفاهيم والأسماء والمفردات التي تحكمها، حيث إنَّ اسم “ناخب” مختلف جدًّا عن “مقترع”، وأنَّ البوادي ليست على نظام “الكوتا”، وهذه أمثلة من الخلط الذي يقع فيه البعض عند التغطية الصَّحفية التي تحتاج معرفة ودِراية بقانونها وآلية إجرائها.

واستعرض تاريخ الانتخابات النيابية والبلدية في الدولة الأردنية منذ نحو مئة عام، مبينًا أنَّ المجتمع الأردني، مجتمع فتيٌّ والتغيير فيه يتم بسهولة، وأنَّ الانتخابات تشكل مرحلة حاسمة في تشكيل الدولة، مشيرًا إلى أنَّ كلَّ دولة تشتق نظامًا يخدم تركيبتها السكانية، ويراعي وجود فئات المجتمع كافة، وكلما كانت الدولة تذهب الى حسم الخلافات فيها عبر صناديق الاقتراع كانت بأمان بصرف النظر عن نتائجها.

وشرح آلية عمل الهيئة وانفتاحها على الإعلام أولأ بأول، وأن أكثر المعيقات التي تواجه عملها هي البيروقراطية، لكن في الوقت نفسه تتخذ إجراءات حاسمة في موضوع النزاهة والشفافية، وهذه شهادة حصلت عليها الهيئة في إشرافها على الانتخابات في السنوات الأخيرة، وتقييم مهم جدًّا.

وبيّن أنَّ للهيئة حقّ التعليق على القوانين الانتخابيّة وتقديم ملاحظاتها على قانون الانتخاب، لمجلس الوزراء مكتوبة إن قرَّر أنْ يُجري أيّة تعديلات على القانون مستقبلًا.

ونوّه إلى ضرورة التَّدرج السِّياسي في العملية الانتخابية، وأنْ يكون تطبيق القائمة النسبية على مستوى المحافظة لا على مستوى الدولة، لكن من بين أبرز مشاكل القائمة النسبية أنَّها لا تشكل أغلبية.

وقال إنّ المرحلة الحالية هي مرحلة الشَّباب، ورُغم وجود أحزاب تُعنى بالشباب منذ الخمسينات إلا أنَّها لم تكن فاعلة، واليوم الاهتمام والتوجه نحوهم خاصة مع وجود الأرقام الأخيرة في العملية الانتخابية، والتي تدل على اقبالهم على المشاركة فيها بقوة.

وأشار إلى أنَّ الهيئة تنشط مع الشباب وقد وقعت اتفاقيات تعاون مع عدد من الجامعات الأردنية وهيئة شباب كلنا الأردن ومؤسسة ولي العهد؛ لتدريبهم على الانتخابات، ورفع نسبة الوعي الانتخابي لديهم.

وأكد أنَّ التصويت في العملية الانتخابية سيبقى يجري يدويًا على الورق حتى يتم استرجاع ثقة النّاس، وأنَّ كلَّ أردني يُتِمُّ السَّابعة عشرة من العمر يتم دخوله على جداول الناخبين من دائرة الأحوال المدنية، ويتمُّ تنقيحها وعرضها لفترة من الزمن وكلُّ ذلك من أجل نزاهة أكثر وشفافية عالية.

وفي نهاية اللقاء دعا الدكتور الكلالدة طلبة المعهد لزيارته والاطلاع على الإجراءات التي تقوم بها الهيئة في مجال الإعداد للانتخابات.

واختتم عميد المعهد الدكتور زياد الرفاعي الندوة قائلاً إنَّ هذا اللقاء من اللقاءات بالغة الأهميّة، وإنّ المعهد ينظمها؛ لمساعدة الاعلاميين والهيئة والمهتمين على التعاون في نقل الواقع الانتخابيّ للناس وبث الوعي، وتعزيز روح المشاركة في الانتخابات التي يُجريها الوطن.