مرايا – قالت وزيرة الطاقة والثروة المعدنية المهندسة هالة زواتي اليوم الثلاثاء، ان الوزارة ستطلق الاستراتيجية الوطنية لقطاع الطاقة 2020-2030 قبل نهاية العام، وفق سيناريو الاعتماد على الذات الذي تم استخلاصه من اصل 4 سيناريوهات درستها الاستراتيجية.
جاء ذلك خلال لقاء نظمته جمعية ادامة للطاقة والمياه والبيئة، بالتعاون مع فريدريك ايبرت، بمشاركة ممثلي شركات الطاقة من القطاعين العام والخاص ومؤسسات مجتمع مدني.
وقالت خلال اللقاء الذي شارك فيه متحدثا رئيس مجلس ادارة جمعية ادامة الدكتور دريد محاسنة وعضو مجلس الادارة حنا زعلول، ان تقريرا حديثا سيصدر قريبا يصنف الاردن بالدولة الاولى في الشرق الاوسط وشمال افريقيا في مجال حصة الفرد من الطاقة المتجددة.
واضافت ان مجموع استطاعة مشاريع الطاقة المتجددة المربوطة على الشبكة بلغ 1430 ميجاواط وسترتفع الى 2400 ميجاواط بنهاية عام 2020 ومطلع عام 2021 فيما بلغ اجمالي عدد منتجي الطاقة الكهربائية للاستهلاك الذاتي المربوطين على الشبكة 5ر14 الف نظام.
وفيما يتعلق بقرار وقف مشاريع الطاقة المتجددة قالت زواتي، انه خاص بالمشاريع اكثر من 1 ميجاواط “ونحن ملتزمون بالموافقات التي صدرت ما قبل القرار الذي يشمل ايضا الطاقة التقليدية وليس المتجددة فقط”، وان أي مستهلك بحاجة لنظام سعته اقل من 1 ميجا ما زال بامكانه الحصول على موافقات لمشروعه، لافتة الى ان مشروع 1 ميجا واط، يحتاج الى حوالي 15 دونما من الخلايا الشمسية لاقامة المشروع.
وعن التحديات التي تواجه قطاع الطاقة في المملكة قالت زواتي، ان ابرزها، كلف الطاقة والتي تتكون من تكلفة الوقود وكلف الاستطاعة الى جانب كلف شبكات النقل والتوزيع ومحدودية هذه الشبكات، مؤكدة تمسك الحكومة بخيار الطاقة المتجددة طالما هي تخدم الصالح العام.
وعرضت زواتي انجازات القطاع، وقالت، ان مخزون المملكة من المشتقات النفطية يتراوح ما بين 60 الى 80 يوما باختلاف المشتق النفطي وان في الاردن حاليا 3 لتوريد مصادر للغاز، بينما لم تتجاوز مصدرا واحدا عام 2007، مشيرة الى ان اهم مصادر الغاز هو الغاز المسال المستورد عبر العقبة باعتباره مصدرا استرايتجيا.
ووصفت ميناء الغاز المسال في العقبة بانه رئة للاردن في حال اي طارئ على خط الانابيب.
وقالت ان الوزارة في مرحلة اجراءات ترخيص شركة رابعة لتسويق المشتقات النفطية مع وجود عدد من طلبات استيراد الغاز البترولي المسال.
واشارت زواتي الى ان 99 بالمئة من سكان المملكة مزودين بالطاقة الكهربائية وعلى مدار الساعة طيلة ايام الاسبوع، مؤكدة اهمية الدور الذي يتصدى له صندوق الطاقة المتجددة في مجال ترشيد وكفاءة الطاقة.
كما اشارت الى مساهمة حقل غاز الريشة في رفع مصادر الغاز في المملكة من 9 الاف قدم مكعب يوميا الى 16 مليونا من خلال البئر 48 والعمل جار على تقييم البئر 49.
وعن التحدي الذي يواجه قطاع الصخر الزيتي قالت” للان لم نصل الى مرحلة تقطير الصخر الزيتي بسبب الكلف العالية للتكنولوجيا المتوفرة بالاضافة الى صعوبة تمويل مثل هذه المشاريع”.
واشادت وزيرة الطاقة بجهود جمعية (ادامة) في تبني قضايا القطاع وبتوصيات الجمعية الخاصة بالاستراتيجية.
وبهذا الخصوص قالت،” ان هذه التوصيات هي جزء مما تم اخذه بالاعتبار خلال العمل على استراتيجيتنا”، مثنية على الشراكة القائمة بين الوزارة والقطاع ومؤسسات المجتمع المدني.
من جانبه قال رئيس مجلس أدارة جمعية إدامة الدكتور دريد محاسنة “أن التشاركية هي حجر الاساس في الاعداد للاستراتيجية القادمة، ومن هذا المنطلق قدمنا ورقة التوصيات التي اعدت بالتعاون مع مؤسسة فرديريش ايبرت والتي تدعو الى ان يكون التوجه الاستراتيجي القادم نحو تعظيم حصة الطاقة المحلية في خليط الطاقة الكلي وبالتحديد يجب ان نضاعف التركيز على الطاقة النظيفة”
بدوره اكد عضو مجلس ادارة جمعية ادامة، حنا زغلول اهمية الانتباه الى أن قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات سيتداخل بشكل كبير مع قطاع الطاقة، وبالتالي يجب العمل على ارساء التشريعات الداعمة لذلك، وتوجيه البحث والتطوير في المؤسسات العلمية بهذا الاتجاه، لاقتناص الفرصة الاقتصادية القائمة.
وكانت جمعية (ادامة) قد اكدت في ورقة توصيات حول استراتيجية قطاع الطاقة ضرورة تبني الاستراتيجة وفق توجه واضح يعتمد “تعظيم حصة المصادر المحلية في خليط الطاقة الكلي”، بهدف دعم تحقيق ركائز الاستراتيجية الاربعة وهي (امن التزود والاعتماد على الذات وتنويع المصادر وخفض الكلفة)، عدا عن الاثر الايجابي الاقتصادي والاجتماعي والسياسي المتمثل في توفير فرص العمل واستمرارية التزويد وتقليل العبء المالي على المواطنين والحكومة وزيادة فرص الاستثمار وتحسين البنية التحتية.