مرايا – تعرِض القناة الـ13 بالتلفزيون العبريّ، مساء اليوم الأحد، الحلقة الثالِثة من برنامج “قائمة التصفيات”، وهو برنامج التحقيقات الاستقصائيّ الذي أعدّه وأنتجه مُحلِّل الشؤون العسكريّة في القناة، ألون بن دافيد، مُستعينًا بكبار رجالات المؤسسة الأمنيّة بالكيان، الذين شاركوا في عمليات الاغتيال التي نفذّتها الدولة العبريّة ضدّ عددٍ من القادة الفلسطينيين، داخل الأرض المُحتلّة وخارج فلسطين، حيثُ قتلت قوّات الأمن الصهيونيّة الشهيد خليل الوزير (أبو جهاد)، الذي كان نائب ياسر عرفات، في مقّر إقامته في العاصمة التونسيّة وذلك في السادس عشر من شهر نيسان (أبريل) من العام 1988.
ووفقًا للتلفزيون العبريّ فإنّ الحلقة الثالثة ستكون عن عملية اغتيال خليل الوزير “أبو جهاد”، الرجل الثاني في منظمة التحرير الفلسطينية إبان اغتياله، حيث وصف مُعِّد البرنامج العملية، بأنّها أكبر عملية اغتيالٍ نفذّها كيان الاحتلال، لافِتًا في الوقت عينه إلى أنّه شارك فيها آلاف العناصر من الأجهزة العسكريّة الإسرائيليّة، بالإضافة إلى الأذرع الأمنيّة، كما شارك فيها أيضًا السفن والطائرات الإسرائيليّة، وفق تعبيره.
وتابع بن دافيد في تقديم الحلقة (PROMOTION)، تابع قائلاً إنّ سلاح الجوّ، سلاح البحريّة، جهاز الموساد، مئات الأشخاص، عملية كوماندو، خلالها وُجِّه سؤالٌ لضابطٍ إسرائيليٍّ رفيع المُستوى على علاقةٍ بتنفيذ عملية الاغتيال: استخدمتم كلّ هذا العدد من القوّات، واستخدمتم السفن والطائرات لاغتيال شخصٍ واحدٍ؟، فردّ عليه الضابط الإسرائيليّ قائلاً:”أبو جهاد ليس فقط شخص واحد، على حدّ تعبيره.
وكان المُحلِّل المخضرم في القناة الـ12 في التلفزيون العبريّ، أمنون أبراموفيتش، قد كشف النقاب عن أنّ وزير الأمن الإسرائيليّ الأسبق، موشيه يعلون، الذي شارك في عملية الاغتيال، وأطلق الرصاص على الشهيد بعد قتله للتأكّد من موته، صرّح بأنّه كان يتباهى ويتفاخر بأنّه كان يقتل العرب كما يتخلّص من الذباب، وأكّد المُحلِّل على أنّ الكلام قيل في جلسةٍ مُغلقةٍ، تمّ تسريب محتواها إليه، ولم ينفِ وزير الأمن الإسرائيليّ الأسبق، والقائد العّام الأسبق لهيئة الأركان بجيش الاحتلال، لم ينفِ المقولة العنصرية التي نُسبت إليه.
علاوة على ذلك، فإن الجنرال في الاحتياط يعلون، وحسب الأنباء الأجنبية لعب دورًا في اغتيال خليل الوزير (أبو جهاد)، وشارك في الهجوم على القيادة الفلسطينيّة في تونس أيضًا، كما قاد سلسلةً من العمليات التي ربما لن يكشف عن تفاصيلها إلى الأبد، منها قيادة عملية اغتيال أبي على مصطفى، أمين عام الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين في رام الله في أب (أغسطس) من العام 2002، ويُعتبر في الدولة العبرية طوال السنوات التي قضاها في الخدمة العسكرية ضابطًا مُنضبطًا و مستقيماً، يقول ما يحب أنْ يقوله.
وكانت صحيفة (الإندبندنت) البريطانيّة نشرت مقالاً لمراسلها في الشرق الأوسط روبرت فيسك أكّد فيه أنّ ما لا يقل عن أربعة آلاف إسرائيليٍّ جُندوا لعملية اغتيال أبو جهاد نائب عرفات في تونس، ووفقًا لفيسك المشهور بصلاته في الشرق الأوسط، فإنّ طائرة تجسس من نوع (أواكس) حلّقت في سماء تونس، بينما أبحرت سفينتان في البحر المتوسط، ووفرّت غواصة الحماية لهما، وفي الوقت ذاته قام سرب من الطائرات المقاتلة بحراسة طائرة الأواكس، بالتزامن مع تحليق طائرة إمداد بالوقود من نوع (بوينغ 707).
وقد صدرت الأوامر إلى أربعين جنديًا للنزول إلى الشاطئ ومحاصرة منزل أبو جهاد، وعُين أربعة جنود إسرائيليين وضابط لتنفيذ عملية الاغتيال. وتابع فيسك، الذي كان قد أجرى مقابلةً مع جهاد الوزير، نجل الزعيم الفلسطيني أبو جهاد، قول جهاد: “في البداية قتلوا الحارس الذي كان موجودًا في سيارة خارج المنزل، بعد ذلك قتلوا عامل البستنة الذي يرعى حديقة المنزل وحارسًا، مُضيفًا: كان والدي يجلس في مكتبه منشغلاً بالكتابة، وقد خرج من مكتبه وهو يشهر مسدسه، وتمكن من إطلاق طلقةٍ واحدةٍ قبل أنْ يُصيبه الرصاص، وأردف: والدتي تذكر جيدًا كيف قام كلّ واحدٍ من الأربعة بتفريغ خزنةٍ كاملةٍ من رصاص أسلحةٍ آليةٍ في جسد والدي كنوعٍ من إطلاق النار في حادثٍ احتفاليٍّ، وبعد ذلك تقدم ضابط ملثم بلثام أسود وقام بإطلاق النار إلى رأسه كي يتأكّد من انه فارق الحياة.
ويقول روبرت فيسك: لكن هذه الأشياء لم تتغير أبدًا، الفلسطينيون يؤمنون دون شكٍّ وجهاد الوزير مقتنع أنّ الإسرائيليّ الذي أطلق الرصاصات الأخيرة على رأس والده في السادس عشر من نيسان (أبريل) من عام 1988 كان ضابط مخابرات اسمه موشيه يعالون، وهو الجنرال موشى يعالون الذي تبوأ منصب وزير الأمن، والذي كان أحد كبار الضباط الإسرائيليين الذين يقفون وراء سياسة الاغتيالات التي قررت إسرائيل تطبيقها في حربها ضد الفلسطيني، على حد قوله.