مرايا – حادثتان وقعتا خلال الأسبوع الماضي في الأردن والصين، وإنتشرتا عبر وسائل التواصل الاجتماعي فرضتا مقارنة بين زوجين وكيفية معاملتهما لزوجتيهما الحوامل. فالحادثة الأولى وقعت في الأردن حيث أقدم زوج على ضرب زوجته الحامل مما أدى الى إجهاضها، والحادثة الثانية وقعت في الصين حيث أقدم زوج صيني على تحويل نفسه الى كرسي لتجلس زوجته الحامل داخل مستشفى حيث عانت من صعوبة في الوقوف بإنتظار دورها لمقابلة الطبيب.
وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني “تضامن” الى أن المجتمع الأردني بأكمله يبدي تعاطفاً مع النساء الحوامل ويقدم لهن المساعدة في كل الظروف والأوقات، في المستشفيات والمراكز الصحية، وفي الأماكن العامة وأماكن العمل والمنازل، إلا أن الأرقام والإحصائيات الرسمية من جهة ثانية تؤكد على أن 2.4% من النساء الحوامل في الأردن تعرضن الى عنف جسدي أثناء الحمل.
وتضيف “تضامن” بأن العنف الجسدي ضد النساء الحوامل يشكل جريمة مزدوجة بحق كل من المرأة الحامل والجنين، ويرتب آثاراً نفسية وصحية وجسدية سلبية على المرأة، ويعرض الجنين لمخاطر عديدة كالإجهاض أو الولادة المبكرة أو تشوهات، وقد تؤدي في بعض الأحيان الى تهديد جدي لحياة كل من المرأة والجنين على حد سواء خاصة إذا كان العنف الجسدي أو الإيذاء البدني شديدين ونتج عنهما إصابات متوسطة أو بليغة.
فقد أشار مسح السكان والصحة الأسرية (2017-2018) والصادر عن دائرة الإحصاءات العامة الى أن 2.4% من 6285 إمرأة متزوجة أو سبق لهن الزواج واللاتي كن حوامل قد تعرضن للعنف الجسدي مرة واحدة على الأقل أثناء الحمل، كالصفع أو الضرب أو الركل أو تعرضن لبعض أشكال العنف الجسدي الأخرى.
وتضيف “تضامن” بأن الفئات العمرية ما بين (25-29) عاماً هي أكثر الفئات تعرضاً للعنف الجسدي أثناء الحمل، فقد بين المسح بأن النساء اللاتي سبق لهن الزواج وأعمارهن ما بين (25-29) عاماً واللاتي سبق لهن الحمل تعرضن للعنف الجسدي بنسبة 2.7%، و 2.3% للفئات العمرية (15-19) عاماً ، و 2.4% للفئات العمرية (20-24) عاماً ، و 2.4% للفئات العمرية (30-39) عاماً ، و 2.2% للفئات العمرية (40-49) عاماً.
وترتفع نسبة التعرض للعنف الجسدي أثناء الحمل بشكل ملحوظ لدى النساء اللاتي سبق لهن الزواج وكن حوامل كالمطلقات والمنفصلات والأرامل لتصل الى 7.9% ، بمقابل 2% للمتزوجات. وتضيف “تضامن” بأن علاقة وثيقة ما بين عدد الأطفال بالأسرة ونسبة تعرض النساء الحوامل للعنف الجسدي حيث ترتفع النسبة كلما زاد عدد الأطفال، حيث يشير المسح الى أن 0.2% من النساء واللاتي سبق لهن الزواج وتعرضن للعنف الجسدي لم يكن لديهن أطفال، و 3.3% من اللاتي تعرضن للعنف الجسدي أثناء الحمل كان لديهن (1-2) طفل ، و 1.5% من اللاتي تعرضن للعنف الجسدي كان لديهن (3-4) أطفال ، و 2.8% من اللاتي تعرضن للعنف الجسدي كان لديهن خمسة أطفال فأكثر.
كما أن النساء المقيمات في الحضر (2.5%) أكثر عرضة للعنف الجسدي من النساء في الريف (1.4%) ، ومن حيث الأقاليم جاءت نسبتهن في إقليم الشمال (1.8%) أقل من إقليم الوسط (2.8%) والجنوب (1.4%).
وتشير “تضامن” بأن نسبة النساء اللاتي سبق لهن الزواج وأعمارهن ما بين (15-49) عاماً واللاتي سبق لهن الحمل وتعرضن للعنف الجسدي، إختلفت بين محافظات المملكة حيث إحتلت محافظة الزرقاء النسبة الأعلى ومحافظة عجلون النسبة الأقل وكان ترتيب المحافظات تنازلياً : محافظة الزرقاء بنسبة 3.5% ، محافظة جرش بنسبة 3.3% ، محافظة العاصمة بنسبة 2.7% ، محافظة البلقاء بنسبة 2.3% ، محافظة معان بنسبة 2.1% ، محافظة المفرق بنسبة 2% ، محافظتي إربد والعقبة بنسبة 1.6% لكل منهما ، محافظة مادبا بنسبة 1.4% ، محافظة الطفيلة بنسبة 1.3% ، محافظة الكرك بنسبة 1% ، وأخيراً محافظة عجلون بنسبة 0.2%.
ومن حيث الجنسية، فقد بين المسح بأن النساء الأردنيات الحوامل كن الأقل تعرضاً للعنف الجسدي أثناء الحمل وبنسبة 2%، فيما تعرضت 3.6% من النساء السوريات للعنف أثناء الحمل، و 6.9% من النساء الحوامل من الجنسيات الأخرى.
عالمياً… 20 ألف ولادة يومياً لفتيات أقل من 18 عاماً
وعالمياً يؤكد تقرير حالة سكان العالم لعام 2013 حدوث 20 ألف حالة ولادة يومياً لفتيات أقل من 18 عاماً في الدول النامية ويقل العدد كثيراً في الدول المتقدمة ، وهنالك 70 ألف حالة وفاة بين المراهقات بسبب مضاعفات الحمل والولادة ، وحوالي 3.2 مليون حالة إجهاض غير مأمونة بين المراهقات سنوياً ، كما أن 19% من الفتيات في البلدان النامية يصبحن حوامل قبل بلوغهن 18 عاماً. وتشكل هذه الأرقام تحديات عالمية يجب مواجهتها إضافة الى ضياع فرص الفتيات بالتعليم ، وإستمرار فقرهن وإستبعادهن وتهميشهن ، وإهدار لإمكانياتهن وقدراتهن ومساهماتهن في تنمية مجتمعاتهن ، وحرمان لهن من حقوقهن الأساسية.