بقاء الواقع العربي على ما هو عليه سيؤدي بالجميع الى الهلاك
حكمة القيادة الهاشمية هي التي مكنتنا من تجاوز التحديات
مرايا – قال رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز ان “الجميع يتساءل اليوم، حول السر الذى مكن الاردن من تجاوز التحديات، وما هو مصيره ومستقبله ، في ظل هذه الفوضى والصراعات السياسية من حوله”.
واضاف خلال ندوة “الاردن والواقع العربي الراهن” التي عقدتها نقابة المقاولين ان الاردن ومنذ التأسيس قد واجه العديد من التحديات، الامنية والسياسية والاقتصادية، ولم تسلم مسيرته من محاولات البعض، العبث بأمنه واستقراره، لكنه على الدوام كان يتجاوزها، بفضل حكمة قيادته الهاشمية وتسامحها، وايمان الاردنيين بوطنهم، وقوة ومنعة اجهزتنا الامنية وقواتنا المسلحة.
واشار أنه ورغم قسوة الظروف المحيطة بناء، فقد استمر الاردن قوي سياسيا وامنيا، رغم التحديات الاقتصادية التي اثرت على حياة المواطنين المعيشية، وادت الى ارتفاع نسب الفقر والبطالة، وارتفاع عجز الموازنة والدين العام، وتحديات اقتصادية في اغلبها خارجة عن ارادتنا، ومنها اللجوء السوري، واغلاق الحدود امام صادراتنا، وانخفاض المساعدات العربية والدولية، وانقطاع الغاز المصري ، والازمة المالية العالمية.
وبين الفايز ان هذه الظروف التي تزامنت مع بعضها البعض، اوجدت اوضاع اقتصادية صعبة، وعرقلت تمكين خططنا الاقتصادية والتنموية، من تحقيق اهدافها، فما يجري في دول الاقليم، جعلنا في وضع صعب، واستمرار الظروف المحيطة بنا، سيلقي علينا المزيد من الاعباء .
وقال انه ومن هذا المنطلق لا بد للحكومة، من وضع خطط واستراتيجيات، تعمل على مواجهة تداعيات ما يجري حولنا، وتكرس سياسة الاعتماد على الذات، وتشجع الاستثمارات المحفزة للنمو الاقتصادي، الذي يشعر به المواطن، كما ان مواجهة ازمتنا الاقتصادية، يحتاج اليوم الى حالة تشاركية وطنية جامعة، يشارك الجميع فيها من مختلف القطاعات، الرسمية والشعبية، للبحث في الاسباب، وايجاد الحلول العملية لها ، ولا بد لخططنا الاقتصادية ،ان تكون قابلة للتنفيذ ومرتبطة بمدد زمنية ، وتستهدف الحد من مشكلتي الفقر والبطالة.
وقال أن الخلاص من واقعنا العربي الراهن يحتاج الى جهود صادقة، تبدأ من قناعتنا بان حالنا العربي الراهن، اذا ما استمر على ما هو عليه، سيؤدي بالجميع الى الهلاك، لذا على الجميع تحمل المسؤولية، والعمل على ايجاد المعالجات الحقيقية لهذا الواقع المؤسف.
واكد ان المعالجة الحقيقية تبدأ من خلال، ايجاد مسار للتنمية الاقتصادية المتكاملة بين الدول العربية، على الاقل بين الدول المستقرة، وذلك من خلال تشكيل تكتل اقتصادي حقيقي فيما بينها، والعمل على بلورة موقف عربي موحد، يكون له دور في تقرير مستقبل المنطقة، وكف يد الدول الاقليمية وغيرها عن العبث بها، والتدخل في شؤونها، موقفا يكون له قدرة التصدي لاية محاولات تقسيم جديده.
واشار الى ضرورة ايجاد ادوات جديدة، هدفها العمل على تعزيز الثقة بين دولنا، ووضع استراتيجية تتصدى للخطاب الطائفي والمذهبي، وتعزز قيم الانتماء الوطني والعروبي، تؤمن بالدولة المدنية، وقبول الراي والراي الاخر، وعلينا ايضا اعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية ،واعتبارها قضية العرب الاولى، وان حلها بشكل عادل ووفق قرارات الشرعية الدولية، وعلى اساس حل الدولتين، سيسهم في انهاء صراعات المنطقة، ويمكن من القضاء على القوى الإرهابية.
وقال ان استقرار المجتمع وتماسكه هو الاساس للنهوض به في مختلف المجالات، لكن للاسف ، وعلى ضوء ما تمر بها امتنا، وفي ظل المخاطر والتحديات التي تواجهنا، انني اتسأل ، لمصلحة من يقوم البعض بالاستقواء على الوطن، والاساءة لمؤسساتنا ورموزنا السياسية، وبث خطاب الكراهية عبر مواقع التناحر الاجتماعي، وهدم كل منجز وطني، والتشكيك بكل موقف لبلدنا.
وبين اننا في الاردن دولة مؤسسات وقانون ، والدولة تحمي الجميع ، وتحفظ حقوق الجميع ، ومثل هذه الممارسات العبثية يجب التصدي لها بقوة وحزم، من خلال تطبيق القانون وفرض العقوبات الرادعة على الجميع وعدالة.
واضاف “إننا في بلدنا نعتز بقيادتنا الهاشمية، ومواقفها الوطنية والقومية، وجلالة الملك عبدالله الثاني، هو رمزنا وقدوتنا وقائدنا، وهو على الدوام محل فخر واعتزاز كل اردني واردنية، وهو سبب، قوتنا وتماسكنا، وشموخ”.
واشار ان الوطن اليوم، يواجه ايضا تحديات بسبب موقعه الجيوسياسي، منها الاوضاع الامنية والسياسية التي تمر بها المنطقة، ولعل ابرز التحديات السياسية الراهنة، هي ما يسمى صفقة القرن او صفقة العصر ، التي تتحدث عنها الادارة الامريكية، وان …