يصادف اليوم ، الانقلاب الشتوي لهذا العام، أو فيما يعرف في الموروث الشعبي بـ”مربعانية الشتاء”، والتي تستمر حتى نهاية يوم الثلاثين من كانون الثاني المقبل 2020.
وتشرق الشمس من الزاوية الجنوبية الشرقية ومقدارها 117 بينما تغرب في الزاوية الجنوبية الغربية ومقدارها 243 في الساعة الرابعة و36 دقيقة مساء، ويكون عدد ساعات النهار لهذا اليوم عشر ساعات و4 دقائق، وهو اقصر نهار، لهذا العام فيما يبلغ عدد ساعات الليل 13 ساعة و56 دقيقة. وقال مدير مديرية التنبؤات الجوية رائد رافد آل خطاب، إن هذه الفترة تتميز مناخيا بالبرد الشديد وتشكل الصقيع، وخصوصا إذا هبت على المنطقة رياح شرقية، حيث تكون الرياح باردة جدا وجافة، اضافة الى امطار غزيرة واحياناً تساقط الثلوج، وحالات انجماد اذا تأثرت المنطقة بمنخفضات جوية مصحوبة بكتل هوائية باردة ورطبة من أصل قطبي مع رياح شمالية غربية الى غربية.
واشار آل خطاب الى انه ومن المتعارف عليه بالموروث الشعبي فان “المربعانية” تتبعها، خمسينية الشتاء” التي يطلق عليها أيضا (برد الطويلين)، قسمها الأقدمون حسب تسمياتهم الى “سعد الذابح، سعد الخبايا، سعد السعود وسعد بلع”، ولكل من هذه التسميات دلالة عن شدة البرد أو بدء الدفء أو بداية تبرعم الأشجار.
وعن أصل تسمية مجموعة “السعود” هذه، تقول روايات كبار السن “إن هناك شخصا يسمى سعد كان في طريقه للسفر، فنصحه أبوه أن يتزود بفراء وقليل من الحطب اتقاء لبرد محتمل، لكنه لم يسمع نصيحة أبيه ظاناً أن الطقس لن يتغير كثيرا أثناء رحلته، حيث كان الطقس في ذلك الوقت دافئا”، وما إن بلغ سعد منتصف الطريق إلى حيث يقصد “حتى تلبدت السماء بالغيوم وهبت ريح باردة وهطل مطر وثلج بغزارة، فلم يكن أمام سعد سوى ذبح ناقته وهو كل ما يملك، ليحتمي بأحشائها من البرد القارس، فسمي ذبح الناقة بـ(سعد الذابح).. لكن “سعدا” شعر بعد ذلك بالجوع فلم يجد أمامه سوى أحشاء الجمل ولحمه للأكل، فابتلعها فكان هذا (سعد البلع) كما تقول الرواية”.
“وبعد أن هدأت العاصفة وسطعت الشمس، خرج سعد فرحا من مخبئه وبكتاب الحياة مجددا بسبب ذكائه (سعد السعود)، وحرصا منه على متابعة طريقه دون مشاكل قام بصناعة معطف من وبر الناقة، وقاده عقله الى حفظ كمية من لحم الجمل المتبقي بما ورثه عن ذويه من طرق بدائية لحفظ الأطعمة فكان ذلك (سعد الخبايا)”.
وأما في الجغرافيا المناخية، يقول آل خطاب إن ظاهرة “السعود” تعود الى ما يعرف بـ”الخمسينية” التي تبدأ في الأول من شباط من كل عم، ومدتها 50 يوما تقسم على 4 مدد “كل سعد مدته 12.5 يوم” وينتهي “سعد الذابح”، في منتصف نهار 13 شباط وتقول الروايات فيه “ما بضل كلب إلا نابح”، دلالة على شدة البرد في هذه الفترة، أي، حتى كلاب الشوارع تختبئ طلبا للدفء.
أما “سعد بلع”، فيبدأ في النصف الثاني من 13 شباط وينتهي في 25 منه، ويقال فيه “مهما أمطرت فإن الأرض تبتلع ماءها بسرعة”، وفي “سعد السعود” الذي يبدأ في 26 شباط وينتهي ظهر 10 آذار، قالوا “المي تدور بالعود، والمي هي الروح والحياة”، أي أنه في هذه الفترة يبدأ النسغ يسير في جذوع الشجر وأغصانه، أما “سعد الخبايا” الذي يبدأ ظهر 10 آذار، وينتهي في 22 منه، فقد قال الأقدمون فيه “في سعد الخبايا بتطلع الحيايا وتتمشى الصبايا”، وبانتهائه تنتهي الخمسينية، ويبدأ الربيع.
واشار آل خطاب الى أن المملكة مناخياً تتأثر عادةً خلال فترة المربعينية بأنظمة جوية تؤدي الى تدن واضح في درجات الحرارة وأجواء باردة جداً وغائمة مع تساقط للأمطار والثلوج والتي قد تكون متراكمة أحياناً، لافتا الى ان أمطار المربعانية تشكل عادةً ما نسبته 30 بالمئة من مجموع الموسم المطري العام على مستوى المملكة.
واضاف ان معدل مجموع الأمطار التي تهطل على المملكة منذ بداية الموسم المطري وحتى بداية فترة المربعينية (فصل الخريف) تشكل عادةً ما نسبته 27 بالمئة من المعدل الموسمي العام للمملكة، فيما كانت مجاميع الامطار التي شهدتها مختلف مناطق المملكة منذ بداية هذا الموسم وحتى تاريخه(خريف2019) اقل من المجموع المطري الافتراضي في اغلب مناطق المملكة.
وتشير الدراسات الاحصائية المناخية في دائرة الارصاد الجوية إلى ان المعدل العام لدرجة الحرارة العظمى لفترة المربعانية في مطار عمان المدني يبلغ 13,3 درجة مئوية محسوباً لاخر ثلاثين سنة ماضية، فيما يبلغ المعدل العام لدرجة الحرارة الصغرى 4,7 درجة مئوية.