مرايا – أقامت مؤسسة إعمار اربد، اليوم السبت، في جامعة اليرموك حفل تأبين للشاعر الأردني نايف ابو عبيد بمناسبة مرور 40 يوماً على وفاته.
وقال وزير الثقافة الدكتور باسم الطويسي، “نقف إلى جانبكم اليوم في هذا الحفل الكريم .. وفاءً لرمز من رموز الثقافة الأردنية، وسادنا من سدنة الهوية والتراث الأردني إذ قدم فقيدنا نايف أبو عبيد عبر مسيرته الغنية بالمنجزات والإنتاج الأدبي الثري، نموذجا من نماذج العمل الثقافي المرتبط بالأرض، المخلص للمجتمع وتراثه العميق، والذي هو جزء من نسيج الهوية الثقافية الوطنية الأردنية”.
وأضاف “كان أبو عبيد – ولا يزال – حاضرا في الوسط الثقافي، متميزا بتجربته في الأدب الشعبي ، فقد رفد بهذا المنتج النقي إعلامنا الأردني، والأغنية الأردنية، والذاكرة الأردنية وترك في المكتبة الأردنية إرثا نفاخر به عبر سلسلة غنية من المؤلفات والدواوين الشعرية، وغيرها من المصنفات التي غادرنا الراحل وبعضها لا يزال قيد التأليف”.
وأكد أن “نايف ابو عبيد أيقونة وطنية بالفعل، ولطالما ساهم بوعيه وإنتاجه الثقافي في التشكيل المعاصر للوجدان الوطني الأردني، وبدون شك فقد كان الفقيد علامة فارقة بتشكيل النسيج الثقافي الوطني على مدى عقود طويلة”.
وأعلن الوزير الطويسي أن وزارة الثقافة سوف تطلق مشروعاً وطنياً لتوثيق الأدب الشعبي الأردني يركز على أعمال الشعراء الشعبيين، ويعمل على رصد الأهازيح والتراويد الشعبية في أعمالهم وإعادة إنتاجها مجدداً، وسوف يبدأ هذا المشروع بجمع وإعادة طباعة الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نايف ابوعبيد.
وقال إن رحيل مبدع كبير بقامة نايف أبو عبيد يترك فراغاً حقيقياً في المشهد الثقافي، وأن وزارة الثقافة لتقف إلى جانبكم بهذا الموقف، وتشاطركم الشعور بالفقدان، عزاؤنا هذا الإرث العظيم الذي تركه الراحل في ذاكرة الوطن وفي قلوب محبيه، ولسوف يبقى إرث نايف ابو عبيد خالداً تقرأه الأجيال شهادة دائمة على تميز الإنسان الأردني، وارتباطه بالمجتمع والارض والتراب الوطني.
وقال رئيس الوزراء الأسبق، رئيس مجلس مؤسسة إعمار اربد الدكتور عبدالرؤوف الروابدة الذي رعى حفل التأبين، “سلام على نايف الشاب المبدع في مدرسة الحصن، سلام على ابن الفلاحين شريكهم بنحت الصخر، سلام على شبابة أردنية غنت للزرع والحصاد، سلام على نايف الناي العذب الذي غنى لكل سهل وتلة وواد وجبل في أردن العزوة”.
وأضاف “إننا على عهده نحفظ الود ونأمل أن تكون مؤسسة إعمار اربد علاوة على جهدنا لخدمة المدينة أن تصون القيم وتقدر الوفاء وان ترعى وتحفظ ود الأوفياء ومن كانوا معاً على درب الوطن”.
بدوره، قال رئيس جامعة اليرموك الدكتور زيدان كفافي “فقدنا علما من اعلام ثقافتنا الوطنية خط بصدق صفحات معبرة عن حياة شعبه واماله وطموحاته واحلامه وافراحه واتراحه وثق لانماط الحياة في الاردن ريفا ومدينة وبادية وارضا واناسا وقد جمع الوجدان الشعبي والضمير الوطني لافتا الى العلاقة التي ربطت المرحوم الشاعر نايف ابو عبيد بجامعة اليرموك منذ انطلاقة مهرجان جرش .
واستذكر نجل الفقيد الدكتور نظير ابو عبيد جانبا من سيرته وحياته التي ارتكزت على البساطة وفهم الاخر مهما كان الفارق العمري شاسعاً، وكان يمثل مخزوناً هائلا من الحكايا والقصص التي أسهمت في بناء شخصيتنا ووجهت عقولنا نحو العمل والاخلاص والاجتهاد والكفاح والصبر ونكران الذات ومواجهة الصعاب والتحديات مهما بلغت قسوتها.
وأشار إلى أن مكتبة المرحوم احتوت 14 الف كتاب تم التبرع بها على دفعات لجهات ثقافية وطنية ومكتبات جامعية وغيرها فكان بحق شاعر موقف.
وتحدث في حفل التأبين الذي أداره المهندس إسماعيل ابو البندورة كل من الشاعر الدكتور محمود الشلبي، والاستاذ عوض نصير وعبدالمجيد جرادات مستعرضين جوانب من سيرته وحياته وادبه المحكي الذي شكل علامة مضيئة في فضاءات الادب الوطني والشعر الشعبي إلى جانب إسهاماته في الحياة العامة وعمله في القطاعين العام والخاص وإجادته في كل ما قام به ببساطة ظاهرة لكنها قوية في مضامينها وأبعادها.
وجرى خلال حفل التأبين عرض فيلم قصير أنتجته مؤسسة إعمار اربد يحكي مراحل من حياة الراحل الشاعر نايف ابو عبيد وبعض قصائده المغناة فيما قدمت بعض الجهات والقطاعات الأهلية ووزارة الثقافة والاندية والمنتديات دروعاً تذكارية لعائلة الفقيد.