مرايا – – كشف وزير الاقتصاد الرقمي والريادة المهندس مثنى الغرايبة ان خطط وبرامج الحكومة التحفيزية ستكون الاعفاءات التي توفرها مرتبطة بالنتائج وليس مجرد منح حوافز واعفاءات بلا عوائد ولا جدوى.
واوضح ان البرنامج التدريبي الذي ستطلقه الوزارة خلال الشهرين القادمين ولمدة خمس سنوات يستهدف دعم وتمكين 25 الف شاب وشابة بما يمكنهم من تحقيق مفهوم الريادة وتوفير القيمة المضافة لمفهوم الاستثمار الحقيقي بالشباب.
وقال ان الشاب الاردني الريادي يجب ان يدخل في المنافسة ليس محليا وانما يتوجب عليه البحث عن الافكارالريادة التي توصله الى المنافسه مع نظرائه في العالم لان العمل الريادي لا يقف عند حدود الجغرافيا بل يخترق العالم ويستقطب الشركات الباحثة عن رياديين يقومون باعمالهم دون ان يضطروا الى الهجرة الخارجية.
واضاف الغرايبة خلال مشاركته اليوم بندوة بعنوان “تنمية المحافظات واقع وطموح ” شارك بها رئيس اللجنة القانونية بمجلس النواب النائب عبد المنعم العودات نظمتها اكاديمية القصور الدولية على هامش تخريج الدفعة الاولى من منصتها التدريبية للرياديين التي تنفذها ضمن اتفاقية تعاون مع وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة في اربد وادارها مدير عام الاكاديمية ابراهيم الشواهين ان المهارات والريادة اصبحت هي القادرة على احداث التغيير وابتكار اعمال ريادية تسهم في انتاج المزيد من الفرص للشباب الذي يمتلك مقومات الاستجابة للعمل الريادي في اي بقعة في العالم.
واشار الى انه يتوجب علينا ان ندرك اننا ندخل في منافسه مع سبعة مليارات شخص يعيشون على الارض ما يستوجب تغيير الانماط التقليدية في العمل والتوجه نحو الريادة والابداع والابتكار لاسيما ان الوظائف في القطاع العام بهذا المجال محدودة لكن الرهان الاكبر يبقى بالقدرة على التكيف وتفعيل قوانين الشراكة بين القطاعين العام والخاص سواء في مجال التدريب والتمكين والتشبيك او خلق فرص عمل عنوانها التنافسية.
ونوه الغرايبة الى ان اهم الاشكاليات التي حدت من قدراتنا الريادية اننا انفقنا على التعليم اكثر بكثير مما انفقنا على المهارات التي اصبحت هي المطلوبة خصوصا مع تحول العالم الى منظومة رقمية وسوق مفتوح امام الباحثين عن الريادة والابداع.
واشاد الوزير الغرايبة بمبادرة اكاديمية القصور التي وفرت منصة ريادية في محافظة اربد تشكل نموذجا يحتذى على مستوى المحافظات وتحملت نفقات وتبعات وكلفة ذلك دون ان تكلف الحكومة شيئا بتوفير بيئة تدريب ريادية لاكثر من 120 شاب وشابة على دفعات لافتا الى امكانية توفير دعم لمثل هذه المنصات بعد قياس الاثر الذي تحدثه في خلق الاعمال الريادية من خلال تحمل جزء من كلفة التدريب.
وقال الغرايبة ان ما لمسه من مخرجات الدفعة الاولى من المستفدين من منصة اكاديمية القصور التدريبية يجعلنا اكثر املا بجدوى الشراكات مع القطاع الخاص والرغبة الكامنة لشبابنا بادراك مفهوم واهمية العمل الريادي.
ولفت الى انه بمقدور اي ريادي ان يمارس عمله اذا ما اثبت جدارته وحقق فرصة عمل مع شركات عالمية من خلال محطات المعرفة المنتشرة في مختلف انحاء الممكلة، مشيرا الى وجود اكثر من 50 شابة من اربد تحديدا تعمل في شركات عالمية ترتكز على تكنولوجيا المعلومات وهن في اماكن اقامتهن، مؤكدا ان النهضة الحقيقية رافعتها تصدير الخدمات للخارج.
من جانبه، اشار النائب العودات الى ان العديد من القوانين والتشريعات تحفز وتشجع على الريادة والتنافسية واستقطاب الاستثمار لكن العبرة تبقى دائما بترجمة النصوص القانونية على شكل برامج وخطط واستراتيجيات قابلة للتطبيق على ارض الواقع بعيدا عن هوى النفوس.
وكشف العودات عن توجه لدى الحكومة بالتعاون مع مجلس النواب باصدار قوانين صديقة للريادة حتى تغادر القوانين والمصطلحات والشعارات المتصلة بتنمية المحافظات التي اطلقت سابقا سياقها النظري وتتحول الى برامج قابلة للتطبيق والقياس على الارض.
وابدى العودات تفاؤلا كبيرا قياسا على مبادرة اكاديمية القصور باطلاق هذه المنصة الريادية في تغيير الصوررة النمطية التي رافقت مفهوم التنمية في لمحافظات فيما سبق مؤكدا انه نموذج يستحق التعميم ويجب على الحكومة ان تؤشر الى مثل هذه النماذج وتوفر كافة اشكال الدعم والاستدامة لها لتفجير طاقات الشباب الابداعية التي لم يعد القطاع العالم يستوعبها.
ولفت العودات الى ان العديد من المشاريع الناجحة محليا وخارجيا بدات من افكار بسيطة ومشاريع صغيرة مؤكدا ان الحلول تكمن بشكل رئيس في مثل هذه النماذج لمواجهة تحديات الفقر والبطالة.
واكد العودات انه وبرغم الضغوطات والتحديات الكبيرة التي يواجهها الاردن الا انه استطاع بتماسكه ان يبقى نموذجا في المنطقة والتصدي لعوامل الاحباط والنهوض بالوطن والحفاظ على امنه واستقراره.
بدوره، اكد الشواهين ان مسوؤلية الرياديين انفسهم تتعاظم بعد نجاحهم بتوفير منصات ريادية الى غيرهم من الشباب ونقل تجاربهم اليهم لتبقى الاجيال تتدافع نحو الريادة ولا تتوقف عن فاصل زمني او ظرفي بعينه.
ودعا الى تطوير البيئة التشريعية الداعمة والصديقة للريادة مستعرضا ما قامت به الاكاديمية في اطار مبادرة “معا نرتقي ” بتوفر فرص تدريب وتمكين للشباب على الابتكار والاعمال الريادية المرتكزة على تكنولوجيا المعلومات والتطور الهائل في الاتصال الرقمي.
وعبرت مستفيدات من الدفعة الاولى لمبادرة اكاديمية القصور عن مدى الاستفادة التي تحققت لهن وما فتحته من افاق امامهن لولوج عالم لريادة ودعون للتوسع في مثل هذه المبادرات وعدم اقتصارها على العاصمة عمان نظار لصعوبة الالتحاق بها خاصة للشابات في المحافظات والمناطق النائية.