مرايا- قفزت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في أشهر اليوم الأربعاء قبل تفقد بعض مكاسبها، كما هوت الأسهم بعدد من البورصات بعد أن هاجمت إيران القوات الأميركية في العراق ردا على مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس الأسبوع الماضي.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 1.83 دولار بما يعادل 2.7% إلى 70.10 دولارا للبرميل بحلول الساعة 01:48 بالتوقيت العالمي بعد أن زادت في وقت سابق إلى 71.75 دولارا، أعلى مستوياتها منذ منتصف سبتمبر/أيلول 2019.
وارتفعت عقود غرب تكساس الوسيط حوالي دولارين بما يقرب من 3% مسجلة 64.30 دولارا للبرميل. ولامس الخام في وقت سابق 65.85 دولارا، في أقوى سعر له منذ أواخر أبريل/نيسان من العام الماضي.
وفي وقت لاحق اليوم تخلت أسعار النفط عن بعض مكاسبها في ظل تطمينات من جانب منظمة أوبك ووزراء نفط بالمنطقة.
وقالت إيران إنها شنت هجوما صاروخيا على القوات التي تقودها الولايات المتحدة بالعراق خلال الساعات الأولى من اليوم ردا على ضربة أميركية بطائرة مسيرة استهدفت سليماني، والذي أثار اغتياله المخاوف من حرب أوسع نطاقا بالشرق الأوسط.
وقال محللو “آي.أن.جي” للأبحاث في مذكرة “مبعث القلق الواضح للأسواق هو أين ينتهي كل هذا؟”.
وأضافوا “أخشى ما نخشاه أن نرى المزيد من إيران، مما سيستدعي ردا أميركيا، وهو تصور لا يمكن استبعاده في ضوء تحذيرات الرئيس (دونالد) ترامب”.
تطمينات
في الأثناء أكد الأمين العام لمنظمة أوبك محمد باركيندو اليوم إن المنشآت النفطية العراقية آمنة، وإن إنتاج البلاد مستمر، وتوقع عدم حدوث اضطرابات في إمدادات النفط من العراق.
وقال باركيندو على هامش مؤتمر في أبو ظبي “من دواعي الارتياح البالغ أن المنشآت تظل آمنة في العراق، والإنتاج مستمر وفعال”.
وعبر عن تفاؤله بأن العراق سيصل إلى معدل امتثال بنسبة 100% بتخفيضات أوبك في الوقت المناسب على الرغم من التوترات الحالية.
وأكد الأمين العام أنه على ثقة من أن زعماء الشرق الأوسط يبذلون كل ما يستطيعون لإعادة الأوضاع لطبيعتها.
وفي رسالة للرئيس الأميركي، قال باركيندو إن منظمته لا تستطيع وحدها تحمل مسؤولية الإبقاء على سوق النفط متوازنة.
من جانبه، قال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي اليوم إن أوبك ستستجيب لأي نقص في إمدادات النفط إذا اقتضت الحاجة لكن “لدينا حدودنا أيضا” لتعويض أي نقص نفطي محتمل.
وأضاف أنه لا يتوقع مخاطر فورية على شحنات النفط المارة عبر مضيق هرمز، الممر الملاحي الحيوي للقطاع، بعد الهجوم الإيراني.
البورصات
على صعيد أسواق المال، نزلت أسهم دبي 1.2% في التعاملات المبكرة اليوم، وتراجعت بقية أسواق الخليج في رد فعل لتصاعد التوترات في الشرق الأوسط.
ونزل مؤشر أبو ظبي 0.2% في وقت هبطت الأسهم الكويتية 1.1%.
وقالت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني “افتراضنا الأساسي أنه سيستمر تبادل الهجمات بين الولايات المتحدة وإيران، ولكن عند مستوى محدد بعناية لتفادي إرغام الطرف الآخر على شن عمل عسكري شامل”.
وأغلقت الأسهم اليابانية على انخفاض اليوم بعد الهجوم الإيراني، لكنها أنهت الجلسة فوق أدنى مستوى خلال تداولات اليوم في ظل غياب تقارير عن سقوط ضحايا.
وتراجع مؤشر نيكي القياسي منخفضا 1.57% إلى 23204.76 نقطة. وفي الجلسة الصباحية، هبطت الأسهم اليابانية ما يزيد على 2% لتبلغ أدنى مستوياتها منذ 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2019.
وقال كيوكو أميميا كبير مستشاري الأسواق في “أس.بي.اي” للأوراق المالية إنّ “الين ارتفع إلى مستوى 107.78 ينات للدولار” وهو سعر يضرّ بشكل عام بالأسهم اليابانية.
وأضاف أنّ الأسهم اليابانية تأثّرت سلباً أيضاً بمخاوف المستثمرين على الاقتصاد الياباني الذي يعتمد على واردات النفط.