مرايا – بتاريخ 10/1/2020 أقدم شاب على قتل شقيقته طعناً في محافظة الكرك، فيما وصل عدد جرائم القتل الأسرية بحق النساء والفتيات خلال عام 2019 الى 21 جريمة، وبإرتفاع نسبته 200% مقارنة مع عام 2018، حيث وقعت 7 جرائم قتل أسرية بحق النساء والفتيات، وفقاً للرصد الذي تقوم به جمعية معهد تضامن النساء الأردني “تضامن” للجرائم المنشورة في وسائل الإعلام المختلفة.
وتشير “تضامن” الى أن هذه الجرائم تم رصدها من وسائل الإعلام المختلفة وتأسف لحدوثها ولحدوث أي جريمة قتل مهما كانت، وأن جميع هذه الجرائم لا زالت في مرحلة التحقيق ولم تصدر أية أحكام إدانة فيها أو في بعضها، كما لا يمكن تحديد أي من هذه الجرائم على أنها جرائم بذريعة “الشرف” تبعاً لذلك.
يتمتع المجتمع الأردني بمنظومة أخلاقية وقيمية واجتماعية متينة وحمايتها من الظواهر السلبية كالعنف الأسري لا يكون بإنكارها
هذا ولا يختلف إثنان على أن المجتمع الأردني يتمتع بمنظومة أخلاقية وقيمية واجتماعية متينة في بيئة محافظة، إلا أن حماية هذه المنظومة والدفاع عنها لا يكون بإنكار الظواهر السلبية كالعنف ضد النساء والعنف الأسري، وإنما بالإعتراف بوجودها ومواجهتها ووضع الحلول المناسبة لمنع تفشيها من خلال الوقاية والحماية والعلاج والتأهيل.
وتؤكد “تضامن” على أن العنف ضد الذكور والإناث على حد سواء مرفوض إلا أن الإناث يتعرضن له أضعاف ما يتعرض له الذكور، كما أن الذكور يملكون من الخيارات وتتاح أمامهم فرص للنجاة من العنف فيما لا تملك الإناث خيارات وفرص مما يجعلهن عرضة لإستمرار العنف وتفاقمة ويضعهن في مواجهة دائمة مع مستقبل مظلم تسوده اجواء الخوف والصمت والصبر، ويرتب آثاراً جسدية ونفسية واجتماعية تلازمهن مدى حياتهن، الأمر الذي لن يجدي نفعاً في التصدي للعنف ووقفه ومنعه.
وتضيف “تضامن” بأن قتل إمرأة واحدة أو رجل واحد أو طفلة أو طفل يعد سبباً كافياً وجدياً لكي تتحرك جميع الجهات المعنية بما فيها الحكومة ومجلس النواب ومؤسسات المجتمع المدني والرأي العام، وإتخاذ تدابير وإجراءات عاجلة لإزالة التشوهات المجتمعية المتمثلة في العادات والتقاليد المسيئة للنساء بشكل خاص، وتنقية التشريعات من كافة أشكال التمييز بين الجنسين، والعمل معاً من أجل حماية منظومتنا الأخلاقية والقيمية والاجتماعية التي نعتز بها جميعاً.
وفي التفاصيل، وخلال شهر تشرين أول 2019 وقعت جريمتي قتل، حيث توفيت إمرأة في منطقة الرصيفة في محافظة الزرقاء بتاريخ 26/10/2019 بعد تعرضها للضرب على يد زوجها حسب أقوالها قبل وفاتها وإعتراف الزوج بضربها. كما توفيت فتاة صباح يوم 31/10/2019 نتيجة إصابتها بعيارات نارية داخل منزلها بمحافظة إربد.
وخلال شهر أيلول وقعت ثلاث جرائم قتل، فبتاريخ 10/9/2019 أقدم أب عشريني على إلقاء نفسه من أعلى أحد فنادق العقبة وتسبب في مقتل طفلته البالغة من العمر سنتين. وبتاريخ 27/9/2019 أقدم إبن في منطقة البادية الوسطى على طعن والده وزوجة والده بآدارة حادة مما تسبب في وفاة زوجة الأب. وبتاريخ 29/9/2019 في إحدى مناطق جنوب عمان أسعفت فتاة عشرينية الى المستشفى إثر إصابتها بطلق ناري في الرأس ما لبثت أن فارقت الحياة.
كما وقعت خلال شهر آب جريمتي قتل، فبتاريخ 4/8/2019 أقدم أخ على قتل أخته الثلاثينية ضرباً بآداة حادة في محافظة الرمثا، وبتاريخ 13/8/2019 باشرت الأجهزة الأمنية التحقيق بوفاة فتاة عشرينية بظروف غامضة في محافظة إربد.
وخلال شهر تموز وقعت 6 جرائم قتل أسرية بحق النساء والفتيات، فبتاريخ 3/7/2019 قام شخص بإغراق إبنه اخيه (15 عاماً) في قناة الملك عبدالله في منطقة العدسية، كما أقدم شاب يبلغ من العمر 25 عاماً على قتل شقيقته (24 عاماً) خنقاً في محافظة الكرك بتاريخ 10/7/2019. وعثر فجر الأحد 21/7/2019 على جثة سيدة في الخمسينيات من عمرها داخل منزلها في منطقة جبل اللويبدة، فيما عثر يوم 20/7/2019 على جثة سيدة في الثمانينيات من عمرها داخل منزلها في جبل عمان، كما قتلت سيدة أخرى بسلاح طليقها داخل منزلها في منطقة الدوار الخامس مدعياً في البداية إنتحارها، وبتاريخ 28/7/2019 إدعى زوج بتغيب زوجته عن المنزل ليتبين من التحقيقات قيامه بقتلها خنقاً بواسطة يديه وأخفى جثتها في برميل بلاستيك غمره بخلطة إسمنتية وذلك في منطقة القويسمة في العاصمة عمان.
وخلال حزيران 2019 وقعت 3 جرائم قتل أسرية، حيث أقدم شخص على قتل طليقته وأمها (خمسينية) وأصاب والدها بتاريخ 11/6/2019 طعناً بآداة حادة في منزلهم في الشونة الشمالية بمحافظة إربد، وبتاريخ 10/6/2019 أقدم شاب على قتل أخته (35 عاماً) في منزل ذدويها بمحافظة جرش، وذلك عن طريق سكب مادة بترولية على جسدها، وإعترف لاحقاً بقتلها إثر خلافات عائلية بعد الإدعاء بإنتحارها.
هذا ووقعت جريمة واحدة خلال شهر نيسان، في منطقة وادي الحجر بمحافظة الزرقاء، حيث أقدم الزوج على طعن زوجته الثلاثينية بآداة حادة إثر خلافات عائلية، وأصابها بجروح بليغة ولاذ بالفرار، إلا أنها للأسف توفيت متأثرة بإصابتها في اليوم التالي.
وخلال شهر آذار وقعت 4 جرائم قتل بحق النساء راح ضحيتها إمرأة وزوجها الى جانب ثلاث فتيات أخريات، حيث عثرت الأجهزة الأمنية على جثة فتاة (16 عاماً) داخل منزل ذويها في محافظة جرش، كما عثرت على جثة فتاة عشرينية داخل منزل ذويها أيضاً تعرضت للإصابة بعيار ناري في منطقة الصدر في منطقة القويسمة بمحافظة العاصمة، فيما تم العثور على جثتين لرجل وإمرأة عليهما آثار أعيرة نارية داخل منزل في منطقة خريبة السوق بمحافظة العاصمة أيضاً، وأقدم شقيق (16 عاماً) على قتل أخته (13 عاماً) عن طريق خنقها إثر خلاف عائلي في محافظة البلقاء. وفي شهر كانون ثاني وقعت جريمة واحدة حيث أقدم زوج على قتل زوجته العشرينية عن طريق خنقها بكتم النفس وذلك في منطقة القويسمة بمحافظة العاصمة.
وتشير “تضامن” الى أن تشديد العقوبات على مرتكبي الجرائم ضد النساء والفتيات والطفلات، وضمان عدم إفلاتهم من العقاب، لن يكون كافياً لوحده للحد و/أو منه هكذا جرائم ما لم تتخذ إجراءات وقائية تمنع حدوث الجرائم وعلى كافة المستويات بدءاً من الأسرة ومحيطها. إن الحماية من العنف وأشد أنواع العنف قساواة ألا وهو القتل، تتطلب إجراءات وقائية تعالج الشكاوى الواردة لمختلف الجهات المعنية وتأخذها على محمل الجد، وتدعو “تضامن” الى تكثيف العمل على برامج إرشاد ومساعدة إجتماعية وصحية وقانونية، مع التركيز على الجانب النفسي الذي لم يأخذ الإهتمام اللازم بإعتباره مؤشراً هاماً من مؤشرات إحتمالية إستخدام الفرد للعنف بكافة أشكاله وأساليبه. وتطالب “تضامن” بتوفير برامج الإرشاد والعلاج النفسي مجاناً وفي جميع محافظات المملكة.
كما أن الجانب الإقتصادي وفي ظل الظروف الحالية يدعونا الى التوسع في تقديم الخدمات الإرشادية لتشمل الجوانب المالية والمهنية، من خلال تقديم الإقتراحات والحلول لطالبي الخدمة فيما يتعلق بوسائل وطرق التوفيق ما بين متطلبات المعيشة اليومية للأسرة والدخل الذي تحصل عليه، وتوجيههم ذكوراً وإناثاً لتفادي العقبات والمشكلات التي قد تعترضهم في سبيل وقف دائرة العنف المرتبطة بهذا الجانب. ولا بد من تفعيل أنماط التحكيم الإجتماعي كبرامج التوفيق العائلي والوساطة الأسرية لحل الأزمات والمشكلات العائلية قبل وقوع الجرائم والتي لها دور هام وحاسم في منع العنف ضمن إطار الوقاية، وعدم الإنتظار لحين وقوع الجرائم لكي تبدأ الوساطة والإجراءات الصلحية والعشائرية.