مرايا – أكد النائب نبيل غيشان الحاجة إلى إنجاز الإصلاح السياسي كخيار وطني يعزز الوحدة والتعددية ويوسع المشاركة الشعبية ويزيد من شرعية النظام السياسي.
وأضاف غيشان في كلمة له في اليوم الثالث لمناقشة مشروع قانون الموازنة العامة لسنة 2020، أن “قيام حياة حزبية حقيقية تقود العملية السياسية بحكومات برلمانية ترفع سوية الأداء التشريعي والرقابي، والضمانة لذلك انجاز قانون انتخاب دائم متوافق عليه وينمي الثقة بالعملية السياسية والبرلمانية”.
تساءل غيشان: “إلى متى نبقى نذهب الى صناديق الاقتراع للدفاع عن مصالحنا الشخصية وللدفاع عن قبائلنا ومناطقنا؟”.
وطالب بإنصاف “الموظفين والمتقاعدين المدنيين والعسكريين ومتقاعدي الضمان وخاصة المبكر بزيادات مجزية بحجم الحاجة المعيشية، ولا نكتفي بزيادة عشرة دنانير لان لا قيمة لها مقارنة مع حاجة الناس”.
كما طالب غيشان بإلغاء بند فرق المحروقات على فاتورة الكهرباء، مشيرا إلى أنها “سرقة في وضح النهار”.
وطالب أيضا بتخفيض الضرائب والرسوم وخاصة ضريبة المبيعات، منوها إلى أنها “السبيل الوحيد لزيادة إيرادات الخزينة بعد أن اعترفت الحكومة بسقوط سياسة الجباية الجائرة”.
وتاليا نص كلمة غيشان:
أيتها الزميلات، أيها الزملاء
لقد أهدرنا أطنانا من الحبر والورق واضعنا آلاف الساعات منذ عشرات السنين في مناقشة الموازنات وعجوزاتها ومديونية الدولة والإصلاح الاقتصادي والسياسي، لكننا ما زلنا ندور حول أنفسنا وحالنا من سيء الى أسوأ.
وتأملوا معي الوضع المعيشي للمواطن الأردني، هل تحسن حاله او على الأقل هل بقي على حاله؟ هل تحسنت أوضاع الشركات الصناعية والزراعية المنتجة؟ وأصحاب التجارة والأعمال،هل تحسنت أعمالهم؟ هل تحسنت أوضاع العمال والموظفين والمتقاعدين؟ هل باتت رواتبهم تغطي 70 بالمئة من حاجاتهم؟ هل تراجعت مستويات الفقر؟ هل تراجعت مستويات البطالة؟ هل تراجع الفساد؟
إذن لماذا نتحدث؟ وبماذا نرد على دعوات جلالة الملك بحماية الفقراء والطبقة الوسطى وتخفيض حدة الفقر والبطالة؟ وبأي وجه نقابل الأردنيين؟ وقد وعدناهم وأخلفنا ووعدتهم الحكومات ولم تف بوعودها.
صدقوني أيتها الأخوات أيها الأخوة لو استل أي واحد منكم مداخلته حول موازنة 2017 وقرأها اليوم في موازنة 2020
فان أحدا لن يلاحظ اختلافا، لأننا ما زلنا نتحدث بنفس الهموم والمشاكل والخطايا والأمنيات.
إذن السياسات الاقتصادية الفاشلة للحكومات المتعاقبة قادتنا الى هذا الطريق المظلم، وكل سنة نحلم بان السنة القادمة سيكون وقعها أفضل من سابقتها، لكن هيهات، وأرقام هذه الموازنة وسجل مديونية الدولة اليوم خير مثال على ذلك، فكل الأرقام تتضخم إلا أرقام النفقات الرأسمالية ورواتب العاملين والمتقاعدين.
يكفي ضحكا على الذقون أيها السادة…الى أين تأخذوننا…الى أين تأخذون بلدنا؟ ألا يكفي ما حل بنا؟ ألا تتعظون من تجارب غيركم؟ لا نريد أن تخافوا علينا، بل خافوا على أنفسكم، وعلى أموالكم وأولادكم.
فهذه الحكومة وعدتنا بخفض البطالة، لكنها زادت رغم كل خططها وحزمها، وعدتنا بخفض نسبة الفقر لكنها ارتفعت ووعدتنا بخفض العجز في الموازنة لكنه زاد ووعدتنا بتقليص المديونية فقفزت أرقامها بمقدار مليار و300 مليون في آخر سنة.
يا الله هل هو حظنا العاثر، ام وضعنا الإقليمي البائس؟ ام خذلتنا هذه الحكومة كما خذلت شباب الدوار الرابع الذين هتفوا لها وهللوا لها وحملوها على الأكف.
للأسف الحكومة تائهة فقد تم تجريف 2000 دونم في محمية فيفا وهي لا تعلم، وتسمع تصريحات السفير الأمريكي في القدس المحتلة بان الجيش الأردني المصطفوي احتل الضفة الغربية 19 عاما وهي لا تنبس ببنت شفة.
هل وصل الأمر، بمساواتنا بدولة الاحتلال وجيش الاحتلال ونصمت، والله هذا عار علينا، لا يقل عن عارنا في صفقة الغاز المسروق.
أيتها الزميلات أيها الزملاء
مهما تحدثنا عن الوضع المعيشي إلا أننا بحاجة الى انجاز الإصلاح السياسي كخيار وطني يعزز الوحدة والتعددية ويوسع المشاركة الشعبية ويزيد من شرعية النظام السياسي، وهذا يتطلب قيام حياة حزبية حقيقية تقود العملية السياسية بحكومات برلمانية ترفع سوية الأداء التشريعي والرقابي، والضمانة لذلك انجاز قانون انتخاب دائم متوافق عليه وينمي الثقة بالعملية السياسية والبرلمانية.
الى متى نبقى نذهب الى صناديق الاقتراع للدفاع عن مصالحنا الشخصية وللدفاع عن قبائلنا ومناطقنا ؟ وكأن الانتخابات فرصة لقهر الآخرين وكسر إراداتهم وتبديد حقوقهم وتطلعاتهم.
أيتها الزميلات، أيها الزملاء
يخطئ من لا يتحسس رأسه وهو يرى الغضب يحرك الشوارع في هذا الإقليم الملتهب، مخطئ من لا يأخذ بكل جدية خيبة الأمل وفقدان الثقة لدى الناس، ألا ترون معي أن رأس الحكومة مطلوب في الشارع ولا يقل عنها طلب رأس مجلس النواب، إن الإفراط في الطمأنينة بالغ الخطورة.
لمصلحة من تتآكل هيبة الدولة وشوكتها، من المستفيد من ذوبان سمعة المؤسسات الدستورية؟ من المستفيد من هذا الهذيان الإعلامي، وخلط الأوراق بقصد تدمير الوطن؟ وحده التغيير يحمي الاستقرار.
وإذا بقي حالنا الاقتصادي والسياسي على ما هو عليه، كيف ستجري الانتخابات النيابية المقبلة؟ هل تتوقعون إقبالا شعبيا على صناديق الاقتراع؟ ماذا يمكن أن نفعل جميعا حتى نحسن المزاج الشعبي وزيادة المشاركة الشعبية؟ من المسؤول عن ذلك؟
في الختام أطالب أولا: بإنصاف الموظفين والمتقاعدين المدنيين والعسكريين ومتقاعدي الضمان وخاصة المبكر بزيادات مجزية بحجم الحاجة المعيشية، ولا نكتفي بزيادة عشرة دنانير لان لا قيمة لها مقارنة مع حاجة الناس.
ثانيا: بإلغاء بند فرق المحروقات على فاتورة الكهرباء لأنها سرقة في وضح النهار.
ثالثا: بتخفيض الضرائب والرسوم وخاصة ضريبة المبيعات لأنه السبيل الوحيد لزيادة إيرادات الخزينة بعد أن اعترفت الحكومة بسقوط سياسة الجباية الجائرة.
رابعا: بفتح ملف الطاقة لان به لغطا كبيرا وشكوك فساد وسوء إدارة حملتنا ومازالت تحملنا مئات الملايين من الدنانير.
أما مطالب محافظة مادبا فإنها تتلخص في إيجاد حل لعكورة مياه الشرب مع كل شتوة، فمادبا هي المحافظة الوحيدة التي تعطش في الشتاء.
وثانيا: نعيد التأكيد على مكرمة جلالة الملك في عام 2016 بإنشاء مستشفى جديد، وقد تم تجهيز المخططات وبدأ الحفر وفتحت الشوارع في الموقع وتم التفاوض مع الضمان الاجتماعي على التمويل إلا أن المشروع توقف.
عشتم وعاش الأردن حرا أبيا بقيادته وجيشه وشعبه. 14/1/2020